البث المباشر

الاخوان زيد وصعصة ابن صوحان من اصحاب علي(ع)

الخميس 7 فبراير 2019 - 19:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 123

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من مفاخر عظماء الاسلام ورجالات الاسلام هما الاخوان الشجاعان الخطيبان زيد بن صوحان العبدي وصعصعة بن صوحان العبدي في الواقع هذان الرجلان يعني كل واحد منها كان نموذجاً‌ حياً‌ لقوله تعالى من الرجال الذين صدقوا بما عاهدوا الله عليه.
طبعاً ‌في العراق لما يخرج الانسان من مسجد الكوفة متجهاً صوب النجف عن الجانب الايمن بمسافة قليلة اربعة كيلومترات او اقل يقع مسجد عظيم واسمه مسجد السهلة الى جانب هذا المسجد هناك مسجدان صغيران واحد مسجد زيد بن صوحان يعرف باسم زيد والآخر يعرف بمسجد صعصعة، فما هي قضية هذين البطلين، طبعاً‌ زيد بن صوحان من الشهداء الذين استشهدوا بين يدي الامام علي بن ابي طالب يوم الجمل حتى ان ام المؤمنين لما علمت بمصرع زيد استرجعت وقالت: "انا لله وانا اليه راجعون"، طبعاً زيد بن صوحان هو من اصحاب رسول الله وقد ذكره النبي ذات يوم في قصة مطولة سماه بزيد الخير فقيل وما زيد لما يعني يا رسول الله ووصفته بهذا الوصف؟ قال انه يسبقه عضو من اعضاءه الى الجنة فعلاً يوم جلولاء، حرب جلولاء في نهاوند، في الجهاد، قطعت يده اليمنى ثلاثين سنة قبل استشهاده في الجمل. 
وعلى كل حال تحقق قول رسول الله(ص)، وقد ذكر المؤرخون عن قلمه ومكاتباته بينه وبين عائشة بنت ابي بكر جرت مكاتبات وكان يكاتبه فيها بصراحة عن مبادئ امير المؤمنين وعن مظلوميت امير المؤمنين، هنيئاً له، ايّ موقع اشرف من الدفاع عن الحق ومقارعة الباطل؟ لذلك لما استشهد زيد يوم الجمل ابته الامام علي، يقول المؤرخون جلس الامام عند رأسه آخذاً برأسه هنيئاً له وهو يقول رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة، خفيف المؤونة عظيم المعونة رحمة الله عليه هذا بالنسبة الى زيد بن صوحان اما اخوه صعصعة، صعصعة بن صوحان العبدي من سكان الكوفة وهو من مواليد القطيف وكان خطيباً مجاهداً لسناً حتى ‌انه في مجلس يزيد لما يزيد طلب من بعض الحضار ان يذكر كل منهم فضيلة لعليً(ع) هؤلاء خافوا في البداية من الاستدراج فقالوا ابدأ انت يا يزيد فبدأ يزيد قوله: 

خير البرية بعد احمد حيدر

والناس ارض والوصي سماء

عقب صعصعة وقال اذن انا اذكر بعدك قال:

ومليحة شهدت لها ضراتها

والحسن ما شهدت به الاعداء

اوفي نص آخر: 

وفضائل نطق العدو ومناقب شهد العدو

بفضلها والفضل ما شهدت به الاعداء

يقولون الاعتراف سيد الادلة، الاعتراف بالخطأ سيد الادلة فالرجل يقول ليزيد، صعصعة بن صوحان يقول ليزيد ومناقب شهد العدو بفضلها. 
والفضل ما شهدت به الاعداء طبعاً قلت كان خطيباً ‌شجاعاً ‌ولكن ليس بشجعان يكتمون الكلمة، يلتمون الحق لجبنهم لانهزاميتهم وهناك خطباء يصدعون بالحق، يقف واحدهم غير هيّاب حتى‌ قال الشعبي كنت اتعلم من صعصعة بن صوحان الخطب والبيان، وصعصعة من اصحاب الامام علي ومن الاوفياء ومن تلاميذه ومن قواده. 
كان قائداً في جيش الامام علي وهو طبعاً اذكر هذه الملاحظة وقد ذكرها المؤرخون في كتبهم وطبعاً ان اجملها لأن الوقت لا يتسع هذا صعصعة بن صوحان كان ضمن الوفد المصري الذي دخل على‌ الخليفة عثمان يوم جاءوا من مصر لمحاسبته او استيضاح بعض الامور منه فلما دخل الوفد المصري على‌ عثمان، وكانوا ندماءه ومروان بن الحكم كلهم حاضرين في المجلس فقال لهم الخليفة عثمان قدموا رجلاً منكم يتحدث باسمكم، مثلاً عندنا الناطق الرسمي، المتحدث باسم مثلاً‌ الدولة باسم القصر الكذا، قال لما تتكلمون بفوضى وهرج ومرج واحد يعكس آراءكم، بحالة كهذه لابد ان ينتقى المتحدث باسهاب وباجمال يعرف كيف يصوغ الكلمة وفق المناسبة والموقع والظرف فقدموا صعصعة بن صوحان وكان غلاماً شاباً‌ كأن الخليفة عثمان لم يستمزج هذا الوضع فقال متنكراً، قال صعصعة مخاطباً ‌الخليفة عثمان يا عثمان لو كان العلم بالسن لم يكن لي ولا لك فيه سهم لكنه بالتعلم، السن لا يقاس بالعلم، العمر لا علاقة له بالمواهب وبالقدرات وبالنبوغ لما اجاب بهذا الجواب يقول له لم يكن لك ولي فيه سهم ولكنه بالتعلم. قال او تتقن الكلام فانطلق صعصعة بن صوحان مبتدءاً: 
"بسم الله الرحمن الرحيم / الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة...". واستمر يخطب حتى‌ صاح يا عثمان اعدل تعتدل امتك، وقلت القصة طويلة، بقي عثمان متأمل والمجلس كله انشد الى كلام صعصعة وطبعاً صعصعة‌ بن صوحان العبدي هو احد الذين شهدوا وصية الامام علي ومرضه ووفاته وتشييعه ودفنه علماً بأن الامام علي(ع) دفن في تكتم فأحد الحضار والذين كانوا بعدد الاصابع الذين شهدوا مراسم دفن الامام امير المؤمنين هو صعصعة وابَّن الامام علي بكلمات جميلة وطويلة وحتى بكى‌ الحضار كلهم مثلاً من جملتها يقول: 
هنيئاً لك يا ابا الحسن فقد طاب مولدك، وقوى صبرك، وعظم جهادك، وربحت تجارتك، فأكرمك الله والحقك بدرجته، وشربت بكأسه الاوفى. ‌واستقررت بجوار نبيه المصطفى. الرواية تقول بكى‌ الحضار وبكى الحسن والحسين. يقول: وشربت بكأسه الاوفى،‌ واستقررت بجوار نبيه المصطفى، ثم بكى‌ بكاءً شديداً ‌وبكى‌ من كان معه ورجع من كان معه الى ‌الكوفة واستمر صعصعة ينشر رسالته وفضائل امير المؤمنين وتعرض الى ‌الاضطهاد من معاوية ومن زبانية معاوية، وكان يتهرب ويتكتم، واستمر على‌ نشر مبادئه التي هي مبادئ اهل البيت حتى ‌توفي مظلوماً ‌صابراً محتسباً‌.
الحقه الله بالصالحين والشهداء والصديقين والسلام عليه وعليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة