الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
احد اساطين الجهاد في سبيل الله واحد الصادعين في الحق ومن اعلام النضال هو مالك بن الحارث الاشتر النخعي(رض) العالم والمجاهد والصحابي والشهيد في سبيل الله والسيف المسلول على اعداء الله، مالك الاشتر طبعاً اول ما اتحدث عنه اروي كلاماً للامام امير المؤمنين(ع) يقيم فيه مالكاً يقول(ع) في كتابه الى اهل مصر: اني قد بعثت اليكم عبداً من عباد الله لاينام ايام الخوف ولا يخاف الاعداء حذر الدوائر من اشد عبيد الله بأساً واكرمهم حسباً، اضر على الفجار من لهيب النار، تقييم الامام امير المؤمنين، وابعد الناس من دنس وعار رزين في الحرب يعني غير متهور رزين في الحرب ذو رأي اصيل وصبر جميل حليم في الحذر وهو مالك بن الحارث فأسمعوا له واطيعوا امره هذا كلام الامام امير المؤمنين(ع) يقيم به مالك الاشتر، وقال ابن ابي الحديد المعتزلي في وصف مالك في كتابه شرح للنهج كان مالك شديد البأس، جواداً، رئيساً، حليماً، فصيحاً، شاعراً‌ وكان يجمع والكلام لابن ابي الحديد وكان يجمع بين اللين والعنف فيسطو في موضع السطوة ويرفق في موضع الرفق، يعني هذه صفات استاذه ومربيه الامام امير المؤمنين(ع)، فيسطو في موضع السطوة‌ ويرفق في موضع الرفق وكان ايضاً الكلام لابن ابي الحديد وكان حارساً، شجاعاً، من اكابر الشيعة وعظمائها، شديد الولاء لامير المؤمنين. ويقول ابن ابي الحديد في مقام آخر يكتب هذه اللفتة ويعتبرها تزكية قاطعة من النبي في حقه بأنه مؤمن ومؤتمن، يقول قال رسول الله وهو يخاطب نفراً من اصحابه وكان فيهم ابوذر(رض) يقول ليموتن احدكم في فلاة من الارض ليموتن احدكم في فلاة من الارض طبعاً الاشارة لابي ذر(رض) وهي الربذة ثم يقول النبي ليموتن احدكم في فلاة الارض تشهده عصابة من المؤمنين من العصابة طبعاً لما توفي ابوذر الذين شهدوا موته توفي معزولاً مهجراً في مكان نائي بالربذة واللذين شهدا موته هما فقط مالك الاشتر وحجربن عدي الكندي، النبي(ص) يقول تشهده عصابة من المؤمنين في يوم صفين، كان مقاتلاً حصوراً كان يردد ذلك(رض):

ابقيت وقري وانحرفت على العلا

ولقيت اضيافي بوجه عبوسي

ان لم اشن على ابن هند غارة

لم تخل يوماً مني هاب النفوسي

خيلاً كأمثال العلى شوزباً

تعذو ببيض في الكريهة شوسي

حمي الحديد عليهم فكأنه

ومضان وقد او شعاع شموس

طبعاً مالك الاشتر هو من امراء جيش الامام امير المؤمنين يقول بعض زملاءه والله لقد رأيت الاشتر مقتحماً للحرب في يده صفيحة يمانية كأنها البرق الخاطف اذا هو نكسها كادت تميل من يده، اما ابن ابي الحديد(رض) في كتاب شرح النهج يقول لله ام قامت عن مالك الاشتر لو ان انساناً لو ان انساناً يقسم ان الله ما خلق في العرب ولا في العجم اشجع منه الا استاذه على بن ابي طالب لما خشيت عليه الاثم والكلام لابن ابي الحديد.
وروى ابن خلكان هذه القصة عن عبد الله ابن الزبير يقول عبد الله بن الزبير لاقيت مالكاً يوم الجمل فما ضربته ضربة الا وضربتي مقابلها ستة او سبعاً ثم اخذ برجلي والقاني في خندق المعركة، ولهذا يروي زهير بن القيس يقول لما دخلت مع ابن عمي يعني عبد الله بن الزبير الى ‌الحمام واذا اشاهد في رأسه ضربه شديدة، اثره حفرة شديدة الاثر تعجبت فلما سألته قال اتدري من ضربني هذه الضربة؟ قلت لا، قال انه مالك الاشتر، ولذلك جاء في الاخبار ان عائشة بنت الخليفة الاول ابي بكر اعطت من بشرها بسلامة ابن اختها وهو عبد الله ابن الزبير عشرة آلاف درهم كأنه هي علمت بأن مالك الاشتر نازله فكانت وجلة عليه فلما سلم ابن اختها وجاءها الخبر يعني من بشرها اعطته عشرة آلاف درهم فيوم من الايام التقى مالك الاشتر عائشة بنت الخليفة الاول ابي بكر وكان بعد واقعة الجمل فقالت يا مالك انت الذي اردت قتل ابن اختي يعني عبد الله فقال لها مالك:

أعائش لولا انني كنت طاوياً

ثلاثاً لألفيت ابن اختك هالكاً

فنجاه مني اكله وشبابه

وخلوت جوف لم يكن متماسكاً

طبعاً هامشية عن عظمة هذا البطل وهذه الشخصية العظيمة التي اتسمت بهذه السمات وطبعاً انا ارى ان اعظم كلمة نقيم فيها ونعرف فيها حجم مالك الاشتر(رض) هي كلمة الامام امير المؤمنين في حقه يقول(ع) كان لي مالك كما كنت لرسول الله يعني كيف ان وجود الامام علي في المعارك كان دفيءً وطمأنينة واستقراراً لرسول الله(ص) وكان هو الساعد الايمن للرسول كذلك مالك الاشتر من هنا نلاحظ ان معاوية كان يحسب حساب لهذه الشخصيات وفي الواقع بذل مؤونة عالية وجهد كبير ومكر واسع للقضاء على ‌هذه الشخصيات يقال ما فرح معاوية الا ثلاث فرحات، الفرحة الاولى ‌بمصرع عمار بن ياسر والفرحة الثانية بمصرع مالك الاشتر والفرحة الكبرى باستشهاد الامام امير المؤمنين، التاريخ يذكر ان معاوية عنده اعياد ابتدعها يعني بدعه من الاعياد التي ابتدعها ابرزها يوم مصرع الامام امير المؤمنين اعلن عيد سبعة ايام قبل ذلك من الاعياد التي ابتدعها يوم استشهاد الصحابي مالك الاشتر ويوم استشهاد الصحابي عمار بن ياسر لماذا طبعاً كلمة الامام امير المؤمنين. كان لي مالك كما كنت لرسول الله، يعني هذه يعطي البعد المعنوي لشخصية مالك الاشتر(رض). 
طبعاً استشهد هذا الرجل العظيم عام 38 هجرية مسموماً في مصر بخدعة او مؤامرة‌ ارهابية دبرها له معاوية، معاوية‌ معروف بمكره وخبثه فاستدرج احد غلمان الخليفة عثمان من موالي عثمان وبطريقة مدبرة واشرف على الخطة وتنفيذها عمر وبن العاص مخمل اليه جرعة من عسل ديف بالسم وقدم لهذا الصحابي البطل ولما تناول ذلك السم استشهد، في تلك الايام معاوية كان يخدع الناس بأن يدعو الله بهلاك مالك فلما نفذت المؤامرة‌ واستشهد مالك اخذ معاوية يوهم على‌ الناس ان الله استجاب دعاءه وكان يردد هذه الكلمة الا وان لله جنوداً من عسل، هكذا يغالط الطغاة وهكذا يموهون ويخلطون على‌ الناس ظناً منهم بأن الحقائق تخفى ولكن ومكروا ومكر الله، كشف التاريخ زيف هذا وكشف مظلومية هذا الصحابي الذي مضى وبقى اسمه ناصعاً في سجل الخالدين والشهداء والصحابة العظام تغمده الله برحمته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******