وكانت دار المزاد، قد طرحت المصحف ضمن المزاد بسعر تقديري يبدأ من 50 ألف جنيه إسترليني، وحتى 80 ألف جنيه إسترليني، وذلك في المزاد الذي أقامته بعنوان "فنون العالم الإسلامي والهندي" بما في ذلك السجاد الشرقي، والذي يضم المزاد العديد من المخطوطات الورقية والمصاحف القرآنية المختلفة من حيث الشكل والتصميم، إضافة إلى السجاد اليدوي الإسلامي.
ويحتوي المصحف على 284 ورقة، وتحتوي الصفحة الواحدة على 15 سطراً مكتوبة بخط النسخ بالحبر الأسود، وآيات مفصولة بوريدات ذهبية، بينما كتبت أسماء السور القرآنية بالذهب محددة باللون الأسود مع تأطير للصفحات مضيئ.
وأوضحت دار المزاد أن هذه النسخة من المصحف تنتمي إلى القرن الثاني عشر، بين أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثالث عشر، ويعدّ أقدم مصحف بهذا الأسلوب هو الذي صاغه ابن البواب، بتاريخ 391 هـ / 1000-1م، وهو الآن في مكتبة تشيستر بيتي، وبصرف النظر عن مصحف ابن البواب، لم يُعرف سوى عدد قليل من المصاحف التي تعود إلى القرن الحادي عشر، بما في ذلك النسخة الموجودة في المكتبة البريطانية والمنسوبة إلى العراق.
ويلاحظ في هذه النسخة أن الناسخين في ذلك الوقت كانوا يكافحون من أجل تحويل نصوصهم الدائرية المنتظمة إلى نصوص خطية جديرة بالنصوص المقدسة، في مواجهة التحدي الإضافي المتمثل في التنسيق الصغير غير المعتاد للصفحة.
وتعتبر الزخرفة بدرجات اللون البني الداكن والذهبي والأزرق من سمات أقدم المصاحف المتصلة. كما تزين الزخرفة الافتتاحية المكونة من دوائر متشابكة مصحف ابن البواب ومصحف من مجموعة الخليلي من القرن الحادي عشر، ويبدو أن هذه السمة مشتقة من واجهات القرآن الكوفي.