وتيمناً بذكرى إشراقة النورَين العظيمَين، والصادقَين المصدّقَين، النبي الأكرم محمد “صلّى الله عليه وآله وسلّم”، وحفيده الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق “عليه السلام”، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية أمس الأحد (9 تشرين الأول 2022)، مهرجان ربيع الولادة الرابع، تحت شعار: (على صراط أحمد).
وذكر موقع العتبة الكاظمية، انه تم افتتاح الفعاليات المباركة لمهرجان ربيع الولادة بحفل تخرج طلبة الدورات القرآنية المستديمة ومنها (القراءة التحقيقية والإجازات للنساء، وأحكام التلاوة والتجويد، والقراءة التطويرية للنساء، والتفسير وعلوم القرآن للرجال، ودورة المقامات والنغم) التي أقامها مركز القرآن الكريم، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس الإدارة، ومسؤولي المؤسسات القرآنية ونخبة من أساتذة وقرّاء القرآن الكريم، وطلبة الدورات القرآنية وجمعٌ غفير من زائري الإمامين الجوادين “عليهما السلام”.
واستهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين أحد طلبة دورة أنغام الطريقة العراقية القارئ حسين محسن، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام بيّن فيها قائلاً: “ونحن نعيش أيام مهرجان ربيع الولادة وتحت شعار على صراط أحمد بمناسبة ذكرى ولادة فخر الكائنات وسيد المخلوقات رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نلتقيكم اليوم على مائدة القرآن الكريم للاحتفاء بتخرج دوراتنا القرآنية، يسرنا أن نهنئكم بهذه المناسبة الكريمة في رحاب الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام مع الدعاء لكم بمزيد من التشرف بخدمة كتاب الله العزيز”.
وأضاف: “من منطلق المسؤولية كرست الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جهودها لتوفير مناخات مناسبة لتعليم القران الكريم وتوسيع نشاطاته والحرص على نشر الثقافة القرآنية بين شرائح المجتمع رجالا ونساءً وفتيانا وفتيات من خلال مركز القران الكريم واستقطاب الأساتذة الأكفاء وفتح الدورات القرآنية لتشمل جميع الفئات العمرية وهو من أولوياتنا كونه (يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين)”.
وتابع “فلا يمكننا أنْ نحافظ على مجتمعنا إلا من خلال الرجوع إلى الله تعالى، رجوعا حقيقيا تتجسدُ فيه تعاليمُ الشريعة المقدسة، وخصوصا في مثل هذه الظروف الاجتماعية المعقدة واستفحال الغزو الثقافي، وتقع المسؤولية علينا جميعا في تحصين أبنائنا وبناتنا من ذلك”.
وقال “فاجتماعنا في رحاب القرآن وأهل البيت عليهم السلام يجب أن لا ينحصر في زمانٍ معينٍ أو مكانٍ معين أو على جهةٍ معينةٍ، بل على الجميع أن يبذل جهده جادًّا وبكل اجتهاد من أجل الحفاظ على المجتمع.. لذلك أُحيّي ذلك الجمع الكريم من المعلمات والمعلمين والطلبة الذين تجمَّعوا في هذه الرحاب القدسية، وأبارك لكم تخرجكم، فهنيئا للمعلم والطالب عندما نقرأ حديث النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقها قائلا: (مُعَلِّمُ القُرْآنِ وَمُتَعَلِّمُهُ يَسْتَغْفِرُ لهُ كُلُّ شيءٍ حتى الحوتُ في البَحْرِ).. أسجل الشكر والثناء للمعلمات والمعلمين والقراء وجميع القائمين على هذه النشاطات المباركة الذين خصصوا ساعاتٍ من حياتهم لخدمة كتاب الله العزيز من أجل تعليم بناتنا وأبنائنا وأخواتنا وإخواننا فجزاهُم الله خير جزاء المحسنين)”.
وكانت هناك كلمة لمركز القرآن الكريم ألقاها مديره الخادم عمار الموسوي أشار خلالها إلى دور مركز القرآن الكريم وهو يقطف ثماره محتفياً بطلبته من خلال دوراته التخصصية المستديمة بإشراف أساتذة أكفاء وما كان ذلك لولا الدعم المتواصل من قبل إدارة العتبة المقدسة المتمثلة بأمينها العام الدكتور حيدر حسن الشمري، وأعضاء مجلس الإدارة المحترمين ورئاسة قسم الشؤون الفكرية والثقافية الذين كان لهم الفضل الكبير في مسيرتنا القرآنية المباركة.
وأضاف “ها نحن اليوم نحتفي بثلة طيبة من طلبتنا الأعزاء، إذ بلغ عدد المتخرجين من من دوراتنا القرآنية التخصصية أكثر من (150) طالباً ومن كلا الجنسين”.
كما شهدت فعاليات الحفل مشاركة للطالب مهدي محمود بتلاوة قرآنية مباركة، بعدها مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين إذ أجادت حناجرهم بقصيدة عنوانها: (كلمات الله حياة)، واختتم الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على أساتذة الدورات وطلبتها من بركات الإمامين الكاظمين الجوادين “عليهما السلام”.
المسابقة الوطنية الرابعة لطلبة العلوم الدينية
إلى ذلك، ومن رحاب الإمامين الهمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد عليهما السلام، استضافت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة فعاليات المسابقة الوطنية الرابعة لطلبة العلوم الدينية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته.
وذكر موقع العتبة الكاظمية، أن المسابقة أقيمت برعاية رئاسة ديوان الوقف الشيعي وبإشراف المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم، وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحت شعار: (تمثيل العراق شرف للجميع)، وبحضور نخبة من ممثلي المؤسسات والروابط القرآنية والمهتمين بالشأن القرآني.
وبدأت الاختبارات التنافسية بمشاركة نُخبة من القرّاء وطلبة العلوم الدينية حيث تميزت آلية المسابقة بمستوى عالٍ من التنظيم والحيادية.
وفي ختام المسابقة قدّمت الدروع التذكارية إلى الطلبة الفائزين الذين صدحت حناجرهم وجادت قرائحهم بتلاوات مباركة من الذكر المجيد والذين سيمثلون العراق في المحافل والمسابقات الدولية إن شاء الله تعالى.
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ماضية بتطوير المشاريع والنشاطات القرآنية واهتمامها بالثقل الأول وهو كتاب الله تعالى من جوار الثقل الثاني رحاب الأئمة الأطهار “عليهم السلام”.