وجاءت زيارة الوزير حمية للنفق بمثابة مفاجأة ليس للبنانيين الذين لم يسمعوا من قبل عن النفق، بل لإسرائيل أيضا المحتلة للجزء الأكبر من هذا النفق.
واكد حمية من على باب النفق "ضرورة استعادة كل شبر منه كونه يخضع لأملاك وزارة الأشغال العامة والنقل".
وقال حميه "نحن على ارض لبنانية تخضع للسيادة اللبنانية، ونسعى سعيا دؤوبا لتفعيل المرافق العامة التابعة لوزارة الاشغال العامة والنقل وزيادة ايرادات الدولة اللبنانية والاستثمار الامثل لكل متر مربع من أملاكها، وخصوصا اذا كانت ضمن منطقة سياحية بامتياز تقع في منطقة الناقورة على الحدود مع فلسطين المحتلة. ولأجل ذلك قمنا بدراسة حول نفق سكة الحديد الذي أنشئ إبان الحرب العالمية الثانية في العام 1942، ليتبين ان طوله 695 مترا والارض المحيطة به 1800 متر مربع. نحن الآن بصدد إعداد دفاتر شروط لاطلاق مزايدات عالمية لاقامة منتجعات ومرافق سياحية في هذه المنطقة، كإقامة تلفريك بحري".
وأضاف "نحن كبلد ذي سيادة، حدودنا البرية نريدها كاملة حتى آخر شبر من ارضنا المحتلة. وحدودنا البحرية نريدها حتى آخر قطرة مياه من مياهنا الاقتصادية الخالصة، وكذلك نريد حقوقنا وحدودنا في النفق حتى آخر متر مربع ولن نتخلى عن شبر واحد منه. العدو الاسرائيلي يحتل جزءا كبيرا من النفق الذي لا بد ان نستعيده كونه يخضع لاملاك وزارة الاشغال العامة والنقل".
الإشارة الأكثر أهمية لحمية هي قوله "ان النفق محتل وان الجدار الذي اغلق به العدو هذا النفق واقع في الاراضي اللبنانية بعيدا عن النقطة B1 في الداخل اللبناني وان هذا الجدار يجب هدمه وسيتم ذلك".
النقطة B1 معروفة بإحداثياتها، من ضمن 37 نقطة تم ترسيمها مع فلسطين في العام 1923. ولا خلاف على النقطة، لكن سلطات الاحتلال ترفض الآن تثبيتها وتعليمها ووصول اللبنانيين إليها، ولا تزال النقطة عبارة عن كومة من الأحجار منذ العام 1923، وثبّت جيش الاحتلال الإسرائيلي البوابة أمامها إلى العمق داخل الأراضي اللبنانية في العام 2000 بعد تحرير جنوب لبنان.
كلام الوزير يعني ان النفق اضيف الى ملفات النزاع الحدودي مع كيان الاحتلال الصهيوني في البر والبحر. فقبل اثارة الوزير حمية لهذا الملف ووصفه نفق سكة الحديد في الناقورة بالمحتل، كان الحديث عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر باعتبارها المناطق المحتلة التي يسعى لبنان والمقاومة اللبنانية لاستعادتها. فهل نفق سكة الحديد في الناقورة سيضاف الى القائمة
ويعود تاريخ النفق الى زمن الدولة العثمانية، وقد تم تحديثه من قبل القوات البريطانية خلال الحرب العالمية بين العامين 1942 و1944 لتمرير خط سكة حديد يستخدمها للتنقل السريع بين لبنان وفلسطين، وأُقفل النفق في العام 1948 مع الإعلان عن الكيان الصهيوني الموقت، حسب ما تظهر وثائق تاريخية لبنانية. ورغم وجود النفق داخل الأراضي اللبنانية الا ان سلطات الكيان تحتل المنطقة والأرض المحيطة بالنفق.
المصدر : رأي اليوم