في حوار مع وكالة أنباء فارس أشار السفير اليمني لدى سوريا عبد الله علي صبري الى العام الثامن من الصمود اليمني، وقال: مع بداية العام الثامن من العدوان دشن الجيش وقواتنا المسلحة عملية كسر الحصار الثالثة، التي شكلت ذروة العمليات النوعية للقوة الصاروخية والطيران المسير، ووصل صداها لكل العالم، وإثرها أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط من موقع القوة والاقتدار مبادرة للسلام.
واضاف الدبلوماسي: فإن جنح العدو وانخرط في هذا المسار وموجباته التي تتضمن إنهاء الحصار ووقف العدوان وخروج وانسحاب قوات الغزو والاحتلال، وغيرها، فهذا يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة عنوانها السلام والحلول السياسية ومعالجة الملفات الإنسانية وإعادة الإعمار، وإن أضاع هذه الفرصة المتاحة فإن القادم أعظم وأنكى على العدو كما أكد وتوعد السيد عبد الملك الحوثي قائد الثورة حفظه الله.
وفيما يتعلق بالخيارات السعودية بعد هزيمتها في اليمن قال صبري: خيارات الرياض باتت محدودة جدا، فهي كمن أطلق النار على قدميه حين تورطت في حربها العبثية وعدوانها المتوحش على اليمن، ذلك أن اليمن بموقعه الجيوسياسي يشكل عمقا استراتيجيا للدولة السعودية، وما كان للنظام السعودي أن يكون بمأمن من تبعات العدوان والحصار على اليمن في كل الأحوال.
وأضاف سفير جمهورية اليمن في دمشق عبد الله علي صبري: أما وقد صمد الشعب اليمني على هذا النحو الأسطوري وتمكن من تطوير قدراته الدفاعية والهجومية، وبات يؤدب السعودية والإمارات في عمليات نوعية متتالية، فإن هامش المناورة السعودية أصبح أضيق من ثقب إبرة، وليس أمام آل سعود من خيار إلا إيقاف الحرب والحصار واحترام إرادة واستقلال اليمن، بالإضافة إلى تعويض الشعب اليمني، وإعادة إعمار ما دمره التحالف، وإلا فإن نهاية وتفكيك السعودية ذاتها برسم المفاجآت التي لم يحسب لها العدوان حساب.
وحول تقييمه لإمكانات وقدرات القوات المسلحة اليمنية منذ بداية العدوان وخلال سبع سنوات، اجاب المسؤول اليمني: لمعرفة مستوى تطور الجيش والقوات المسلحة يتعين التذكير أن السعودية وأمريكا وما يسمى بالدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية استغلت حالة الاضطراب السياسي في اليمن إبان الفترة الانتقالية التي أعقبت ثورة الشباب في 2011م، وعملت بتواطؤ من القوى النافذة على تفكيك الجيش اليمني ونزع قدراته الدفاعية بزعم إعادة الهيكلة، مستغلة ضعف الانتماء الوطني لدى قيادات الجيش السابق، ما أغرى أمريكا والسعودية بشن هذه الحرب العدوانية التي ظنوا أن حسمها لا يحتاج إلا إلى بضعة أسابيع..
وتابع سفير صنعاء لدى دمشق قائلا: حين وجه قائد الثورة باستنفار كل طاقات المجتمع في مواجهة العدوان كانت اللجان الشعبية تفتقر إلى الإمكانات والقدرات بمقارنة بما لدى جيوش التحالف من أسلحة فتاكة وحديثة وسيطرة جوية، إلا أن الشعب اليمني كان غنيا وقويا بإرادته وعزيمته، ما شكل فارقا كبيرا مع استمرار المعركة وفي إطار سياسة النفس الطويل، التي أمكن معها تدريب المجاهدين وإعادة بناء الجيش إداريا ونفسيا، بالموازاة مع تطوير القوة الصاروخية الجوية والبحرية والطيران المسير، بالإضافة إلى دور الإعلام الحربي، وتنظيم المؤتمرات الصحفية للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، وكلها عوامل ساعدت على الانتقال إلى مرحلة متقدمة من التنكيل بالعدو واستهداف المنشآت الحيوية في العمقين السعودي والإماراتي، في تطور كبير عبرت "إسرائيل" نفسها عن مدى حجمه وخطورته.. والحق ما شهدت به الأعداء.
وعن سبب رفض صنعاء دعوة التحالف مؤخرا إلى مشاورات يمنية يمنية في الرياض واتجاهها إلى التصعيد العسكري، قال السفير عبد الله علي صبري: ان إعلان السعودية ودول تحالف العدوان عن مشاورات يمنية في الرياض هو مجرد محاولة بائسة للخروج من مأزق التورط في حرب اليمن تحت المزاعم التي ثبت زيفها طوال السبع السنوات الماضية، فلم يعد هناك من معنى للتمسك بأكذوبة ما يسمى بالشرعية، ولم يعد هناك من يصدق أن السعودية تقاتل وتقتل في اليمن من أجل اليمنيين، وعليه فلا يمكنها أن تلعب دور الوسيط بين الأطراف اليمنية، ولعلها كانت تقدر على لعب هذا الدور في الأيام الأولى من الحرب مع انعقاد مؤتمر الرياض الأول في ابريل 2015م.
وختم السفير اليمني تصريحه وقال : أما اليوم فإن مشاورات الرياض ليست في نظري إلا تجمع لأدوات التحالف والمرتزقة من اليمنيين الذين سلكوا درب خيانة الوطن، وبات عليهم أن ينفذوا ما يملى عليهم مقابل الفتات من الأموال، في ثمن بخس لعله يكون مكافأة نهاية خدمة لا أكثر.
الحوار: معصومة فروزان