وفارق بيك الحياة في منزله بفيلادلفيا في شمال شرق الولايات المتحدة، على ما أوضحت ابنته جوديث، وهي رئيسة "معهد بيك" الذي درب آلاف المتخصصين في العلاج الإدراكي.
وذكّرت في بيان بأن والدها "كرّس حياته لتطوير العلاجات واختبارها لتحسين حياة عدد لا يحصى من الأشخاص حول العالم يواجهون مشاكل صحية"، مبرزة أنه "غيّر حقاً مجال الصحة النفسية".
خلافاً لنهج التحليل النفسي الذي كان نتاج أعمال سيغموند فرويد ويتمحور على اللاوعي من خلال تشجيع المرضى على سرد ذكرياتهم، يركّز العلاج الإدراكي على الحاضر.
ولاحظ آرون ت. بيك في بدايات عمله كطبيب نفسي أن مرضاه غالباً ما كانوا يعبّرون عن أفكار سلبية، أطلق عليها لاحقاً تسمية "الأفكار التلقائية".
ومن هذا المنطلق، يحضّ العلاج المعرفي المرضى على الإفصاح عن نظرتهم إلى أوضاع معينة، بهدف تحديد هذه الأفكار تمهيداً لتعديلها.
وباتت هذه المقاربة مستخدمة على نطاق واسع في كل أنحاء العالم لمعالجة الاكتئاب وكذلك القلق واضطرابات الأكل واضطرابات الشخصية أو غيرها من المشاكل النفسية.
ولآرون ت. بيك الذي ولد في يوليو 1921 في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند الأميركية، وتخرج من جامعتي "براون" و"يال"، نحو عشرين كتابا ألّفها منفرداً أو مع آخرين.
وأسس الراحل مع ابنته العام 1994 "معهد بيك" الذي وفّر التدريب على هذه التقنية لأكثر من 25 ألف متخصص في الطب النفسي من 130 دولة، حسبما ذكرت "فرانس برس".
وأظهرت أكثر من 2000 دراسة فاعلية العلاجات الإدراكية والسلوكية، وفقا لـ"معهد بيك".