وأفادت قناة سبوتنيك بأن مناطق سيطرة المسلحين الموالين للجيش الأميركي في مناطق محافظة الحسكة شرقي سوريا، التي تتعرض لجرائم نهب منظمة لثرواتها، أصبحت بيئة خصبة لجرائم القتل والخطف بهدف السرقة والسلب مع انتشار المخدرات والحبوب المخدرة ومادة الحشيش بشكل علني، وباتت هذه الأعمال هاجساً يؤرق الأهالي الذين يقصدون المدينة للتزود بحاجياتهم خلال ساعات النهار، في حين لا يمكنهم الخروج ليلاً من قراهم لأن جميع الطرق وبكل الاتجاهات غير آمنة.
وأكدت مصادر محلية لــ"سبوتنيك" أنه خلال الأيام القليلة الماضية سجلت محافظة الحسكة حوادث جنائية وأمنية تثبت تدهور الواقع الحالي من أعمال سلب بوضح النهار عن طريق إقامة حواجز مفاجئة (سيارة) على الطرقات من قبل مسلحين تابعين لتنظيم "قسد"، حيث أقدموا على سلب ونهب عدد من المواطنين أجهزة خلوية ومبالغ مالية بعد توقيف سياراتهم على الطرقات العامة.
تفشي جرائم القتل
وأفادت مصادر محلية بمحافظة الحسكة لــ"سبوتنيك" أن مدينة الحسكة وريفها سجلت جريمتي قتل خلال يومي الخميس والجمعة، وسبقهما حالة طعن وسلب تعرضت لها شابة من ذوي الإعاقة في حي المشيرفة بمدينة الحسكة بطريقة متوحشة من قبل أشخاص يتعاطون المخدرات ومنتسبين لقوات "الأسايش" وهي الذراع الأمني لتنظيم "قسد".
وقبل أيام لفتت مصادر إلى أن مجهولين خطفوا مدنياً من أبناء حي الصالحية في مدينة الحسكة وعثر عليه مقتولاً ومقطعاً إلى أشلاء عند مقبرة حي غويران الأمر الذي أثار الخوف والذعر بين السكان في المنطقة.
السرقة في وضح النهار
وأضافت المصادر أن عدداً من حوادث السرقة تتم عبر الدراجات النارية حيث يقوم لصوص بسرقة الحقائب النسائية والجوالات من المارة على مقربة من قوات ما يسمى (الأسايش) إضافة إلى حوادث أخرى سجلت لنساء امتهن السرقة من محلات الصاغة والعديد من الفيديوهات التي نشرت تبين كيف تقوم النساء بالسرقة من هذه المحلات عدا عن تعرض فعاليات اقتصادية كبيرة للسرقة رغم أن حواجز تنظيم"قسد" لا تبعد عنها أمتاراً قليلة.
وبحسب المصادر فإن تفشي حالات الفلتان الأمني في مناطق سيطرة تنظيم "قسد" ناتج عن تواطؤ ومشاركة مسلحي التنظيم مع مجموعات بدأت تأخذ شكل مجموعات منظمة ترتبط في النهاية مع مسلحين أو متنفذين في التنظيم تقوم بارتكاب جرائمها في وضح النهار دون خوف.
وقد سجلت أحياء العمران والنشوة الشرقية وغويران والنشوة الغربية والزهور في مدينة الحسكة أكثر من 100 حالة سرقة وسطو مسلح في يوم واحد، وترافقت هذه المظاهر مع انتشار كبير للحبوب المخدرة التي باتت تجارة رائجة في ظل انعدام الضوابط واختفاء القانون.
المخدرات في كل مكان
وانتشرت مؤخّراً وبشكلٍ كبير، ظاهرة تعاطي الحبوب المخدّرة ومادة الحشيش بين فئة الشباب في مدينة الحسكة، حيث تنتشر تجارة المواد المخدرة في سوريا بشكلٍ عام، إذ تشكّل هذه التجارة بوصلة تربط المجموعات المسلحة ببعضها، وتوفّر مردوداً مالياً جيداً لهم.
ويُعتبر تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأميركي، ومناطق سيطرته من أبرز المزوّدين لهذا المجال عبر وكلاء وتجّار محليين، عبر الحدود الشمالية والشرقية من سوريا، وينتشر تداول المواد المخدرة في مناطق "قسد" في شمال شرق سوريا (دير الزور والرقة) بشكلٍ مباشر، حيث يتمّ استيراد الحبوب المخدّرة كالكبتاغون والتفاحة إلى مناطق سيطرة قسد عبر مهربين مرتبطين بشكل مباشر مع قياديين في التنظيم، بحسب مصادر محلية لــ"سبوتنيك".
وتعتبر الأسباب الرئيسية لانتشار هذه المظاهر تسلط تنظيم "قسد"على كل قطاعات الحياة ومرافقها في المنطقة، مازاد من جمع الأتاوات وأعمال السرقة والنهب والاختفاء بشكل مفاجئ بعد سرقة أموال طائلة بالعملات الصعبة فخلال الأيام القليلة الماضية سجلت أكثر من حادثة لفرار قيادات لدى تنظيم"قسد" باتجاه الأراضي التركية وآخرين فروا إلى إقليم شمال العراق وتركيا بعد نهب أموال طائلة.