أما الآن فدخل نجمنا في دورة النشاط الأقصى الذي يهدد البشرية بآثار كارثية قد تسبب انهيار الإنترنت على مستوى الكوكب.
يذكر أن العواصف المغناطيسية على الشمس لا تهدد البشر أنفسهم، إذ أن الحقل المغناطيسي للأرض وغلافها الجوي يشكلان حماية لسكان المعمورة من الرياح الشمسية. إلا أن العواصف المغناطيسية قد تسبب انهيار الإنترنت على الكوكب أجمع.
أعلنت ذلك البروفيسورة في جامعة كاليفورنيا، سنغيتا عبدو جيوتي، في تقرير بعنوان "العواصف الشمسية والتخطيط لنهاية العالم على الانترنت" قدمته في مؤتمر SIGCOMM 2021 بصفته فعالية إنترنت رئيسية، وأثار التقرير ضجة مدوية لدى الأخصائيين في مجال مواصلات الكمبيوتر والبنية التحتية للإنترنت.
وتساءل الكثيرون لماذا يتنبأون في انهيار الإنترنت على مستوى الكوكب إذا كان كل شيء على ما يرام على مدى 30 عاما؟
وقالت البروفيسورة إن الكوكب شهد انهيار "إنترنت ذاك الزمن" عام 1859 حين انقطع اتصال التلغراف في أوروبا وشمال أمريكا لمدة أيام بعد اندلاع أقوى العواصف المغناطيسية على الشمس. أما مشغلي التلغراف فأصيبوا في بعض الأحيان بجروح جراء ضرب التيار الكهربائي.
وحدث عام 1989 انفجار متوسط القوة على الشمس، ما تسبب في انقطاع الكهرباء لمدة 9 ساعات في شمال شرق كندا، فضلا عن تعطل عمل الأقمار الصناعية وانقطاع الاتصال بها.
وقالت البروفيسورة إن الحد الأدنى من نشاط الشمس رافق التطور السريع للتكنولوجيات على الأرض.
لكن الشمس خرجت عام 2019 من السبات بعد أن بدأت الدورة الـ25 الجديدة لنشاطها.
وأثبتت الدراسات أن المناخ الشمسي سيتدهور تدريجيا وستكون الدورة الـ25 من أقوى مراحل النشاط المغناطيسي في تأريخها.
وحسب تقييم الخبراء فإن عدد البقع الشمسية في ذروة الدورة الـ24 للنشاط الشمسي بلغ 116 بقعة. بينما سيبلع عددها في ذروة الدورة الـ25 نحو 210 – 260 بقعة، أي سيزداد ضعفا.
ونظرا إلى أن شبكة الإنترنت تشكلت في ظروف الشمس الهادئة فإن العلماء لا يملكون تصورا واضحا عن صمود الشبكة في وجه العواصف الشمسية القادمة.
وتتوقع البروفيسورة أن تتعطل شبكة الإنترنت العالمية عن العمل بعد وقوع أول عاصفة شمسية قوية لمدة أسابيع، ما سيلحق بالاقتصاد العالمي خسائر تقدر بعشرات أو حتى مئات مليارات الدولارات كل يوم.