حياتها:
ولدت مريم ميرزاخاني، عام 1977، وتوفيت عام 2017 م بمرض السرطان. وتعد أول امرأة تنال ميدالية "فيلدز" عام 2014، التي تمنح منذ عام 1936 لعلماء رياضيات دون سن الأربعين.
بدأت مريم ميرزاخاني دراستها الثانوية في مدرسة "فرزانكان" للتلاميذ المتوفقين، ثم التحقت بالمنظمة الوطنية لتنمية المواهب الخاصة NODET في طهران، إيران.
كانت تحلم منذ طفولتها بأن تصبح كاتبة، غير أنها أبدت شغفا بالأرقام والمعادلات الحسابية منذ الصغر.
وقد أحرزت على الاعتراف الدولي بالمؤهل العلمي خلال المرحلة الثانوية مدة عامين على التوالي بعد إحراز الميداليات الذهبية في كل من أولمبياد الرياضيات الدولي بهونغ كونغ 1994 وسجّلت 41 نقطة من أصل 42 نقطة، لتحتل المرتبة 23 لها بالاشتراك مع خمسة من المشاركين الآخرين.
وحصلت في الأولمبياد الدولي للرياضيات في كندا عام 1995 على الدرجة الكاملة 42 نقطة من أصل 42 نقطة، لتحتل المرتبة الأولى بالاشتراك مع 14 شخصاً من المشاركين الآخرين.
نالت ميرزاخاني على بكالوريس الرياضيات من جامعة شريف للتكنولوجيا في العاصمة طهران. ثم حصلت على الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 2004، تحت إشراف كورتيس مكمولن الحاصل على ميدالية فيلدز.
كانت ميرزاخاني باحثة في معهد كلاي للرياضيات وأستاذة مشاركة في جامعة برنستون سنة 2004.
وبدأت العمل كأستاذة للرياضيات في جامعة ستانفورد سنة 2008.
ساهمت ميرزاخاني في العديد من النظريات حول سطح ريمان، متخصصة في الرياضيات الهندسية للاشكال غير التقليدية، وفي البحث عن وسائل جديدة لتحديد أحجام المساحات المنحنية.
عملت ميرزاخاني للفوز بجائزه فيلدز يتعلق بسطوح ريمان ومن خلال عملها في هذا المجال استطاعت أن تبدع صيغة عامة لحساب عدد المنحنيات الجيوديسية المغلقة في سطوح ريمان الذي يحتوى على عدد كبير جدا من الثقوب أو الفجوات "هذا العدد يسمى Genus ".
كما أنها وضعت صيغة تتابعية لحساب حجوم سطوح ريمان. حيث أنه لسطح من سطوح ريمان يمكن الحصول على معامل حسابي مرافق للشكل الهندسي يعرف باسم "’Moduli spaces".
وقد وضعت ميرزاخاني صيغة تتابعيه لحساب الحجم على هذا المعامل بدقة عالية كما توقعها إدوارد ويتن في حساباته.
وسمي يوم 12 مايو الموافق يوم ميلادها، اليوم العالمي لـ"المرأة والرياضيات" تكريما لها، حيث قدم ملتقى المرأة العالمي للرياضيات (World Meeting for Women in Mathematics,WM) في البرازيل، هذا الإقتراح وتمت الموافقة عليه من قبل الإتحاد الدولي للجان الرياضيات، وذلك تكريما لهذه العالمة الإيرانية، وتأكيدا على الدور الريادي والمرموق للمرأة الإيرانية في مختلف الساحات.
ودخلت مريم ميرزاخاني، إلى المستشفى في الولايات المتحدة بسبب تدهور الحالة الصحية الناجمة عن تكرار معاودة رجوع السرطان، وأكدت الفحوص الطبية أن السرطان قد انتشر الى نخاع العظام قبل بضعة أسابيع من وفاتها.
وكان الأطباء كشفوا عن إصابتها بمرض سرطان الثدي قبل أربع أعوام من وفاتها، وقد أخضع الفريق الطبي العبقرية تحت رعاية مكثفة للعلاج للمرة الثالثة. إلا أنها غابت عن الدنيا يوم 14 يوليو 2017 ، إثر مضاعفات مرض السرطان.
مصدر لا نهائي للإلهام
ابتعدت مريم دومًا عن أضواء الإعلام، واتسمت بتواضع وبساطة مثيرَين للإعجاب رغم أنها المرأة الوحيدة التي فازت بجائزة فيلدز الدولية، التي تُمنح كل أربعة أعوام لعدد من اثنين إلى أربعة علماء رياضيات من الشباب دون الأربعين.
ستظل إسهامات ميرزاخاني في مجال الرياضيات محفورة في الذاكرة.
كانت عالمة الفيزياء ماري كوري رائدة من النساء، فمريم ميرزاخاني مرشحة كذلك لأن تصبح رائدة ملهمة لهواة الرياضيات، الذين سيتذكرون دوما كلامها الذي قالت: "الرياضيات لا تكشف عن جمالها إلا لمحبيها الصابرين".