وفي إطار تنظيم مشروع 1455 الوطني للقرآن الكريم في الجمهورية الاسلامية الايرانية تمّ تفسير الآية 214 من سورة "البقرة" المباركة "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" وجاء في التفسير كما يلي:
"إن الآية 214 من سورة البقرة المباركة تفيد بأن البعض كان يظن أنه بمجرد إبراز إيمانه علانية يدخل الجنة وليس هناك مصاعب عليه تحملها وإن الله سيقضي علي الأعداء ويسهل له كل الأمور من لدنه.
ويفند ذلك القرآن الكريم من خلال إشارته إلي السنة الإلهية الخالدة بقوله تعالي "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ".
وعندما أخبر رسول الله (ص) بذلك إنزعج المؤمنون وتساءلوا عن رحمة الله المرجوة "مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ".
وبعد أن تشبثوا بقولهم ورجاءهم بالله قال لهم البارئ عز و جل "أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ".
وبقي السؤال "متي نصر الله؟" ثابتاً لدي المؤمنين كما لدي الأمم من قبل ومن بعد ولدينا في زماننا حينما تضيق بنا الأرض ونصبح أمام المآسي والمشقات وهكذا يتكرر التأريخ علي مدي الزمان.
ومن طبيعة البشر أن يتساءل "متي نصر الله؟" وإن الله سبحانه وتعالى قد أكد لنا مراراً "أن نصر الله قريب" وربما يقول الإنسان إن النصر يأتي متأخراً ولكن الله يقول إنه قريب ولن يتأخر.
والمفتاح لفهم توقيت النصر هو قبولنا بأننا أمام إمتحان إلهي وإن من يتمسك بالله وحده دون ما هو سواه سيكون له النصر قريب دائماً.
والإشكالية تكمن في ضعف الإيمان والمعرفة والإعتقاد بالله سبحانه وتعالي؛ إذ نقول أن الأرزاق بيد الله وهي لقلقة لسان ليس أكثر ولهذا نقوم بجمع المال ليوم الحاجة فأين الإيمان بالله إن كنا صادقين؟
ولكل منا مستوي من الإيمان والمعرفة بالله وعلي كل منا تعزيز مستوي الإيمان لديه حتي نصبح من المتوكلين علي الله في كل شئ كما جاء في قول أميرالمؤمنين علي (ع) "لَا يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ [سُبْحَانَهُ] أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِه".
جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إيران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. ويقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحياة" وبدعم ومشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.