دعاؤه عليه السلام في حال القنوت
«اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». يا ماجد (1) يا جواد ياذا الجلال (2) والإكرام (3) يا بطّاش يا ذا البطش الشديد يا فعّالا لما يريد يا ذا القوة المتين (4) يا رؤف (5) يا رحيم يا لطيف (6) يا حيّ حين لا حيّ.
أسألك باسمك المخزون المكنون الحيّ القيوم الذي استأثرت به (7) في علم الغيب عندك لم يطّلع عليه أحد من خلقك وأسئلك باسمك الذي تصوّر به خلقك في الأرحام كيف يشاء وبه تسوق إليهم ارزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق والعظام.
وأسئلك باسمك الذي ألّفت به بين قلوب أوليائك وألّفت بين الثلج والنار لا هذا يذيب هذا ولا هذا يطفىء هذا.
واسألك باسمك الذي كوّنت به طعم المياه، واسألك باسمك الذي اجريت به الماء في عروق النبات بين اطباق الثرى، وسقت الماء الى عروق الاشجار بين الصخرة الصّماء.
واسألك باسمك الذي كوّنت به طعم الثمار وألوانها وأسئلك باسمك الذي به تبدىء وتعيد وأسألك الفرد الواحد المتفرّد بالوحدانية (8) المتوّحد بالصمدانية (9).
وأسئلك باسمك الذي فجّرت به الماء من الصخرة الصماء وسقته من حيث شئت واسئلك باسمك الذي خلقت به خلقك ورزقتهم كيف شئت وكيف شاؤا.
*******
(1) المجد: الشرف الواسع، رجل ماجد: كثير الخير شريف.
(2) الجلال: العظمة.
(3) الاكرام: الانعام.
(4) المتين: الشديد القويّ الذي لايلحقه في افعاله مشقة ولا كلفة ولا تعب، المتانة: الشدّة.
(5) الرؤوف: الرحيم بعبده العطوف عليهم بالطافه.
(6) اللطيف: هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل والعلم بدقائق المصالح وايصالها من قدّرها له من خلقه.
(7) استأثر بالشيء: استبدّ به وخصّ به نفسه.
(8) المتوحّد بالوحدانية: اذ الواحد من جميع الجهات الحقيقية ليس الاّ الله سبحانه.
(9) المتوحّد بالصّمدانية: اي بكونه مقصوداً اليه في جميع امور الخلق غير محتاج اليهم في شيء من اموره.
*******
المصدر: الصحيفة المهدوية