وأستعرض اللواء عبد الله الجعفري ، في مقابلة مع مراسل وكالة "ارنا" اليوم السبت ، آخر التطورات في ساحات القتال بين الجيش واللجان الشعبية اليمنية وعناصر من الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي الهاربين والمرتزقة السعوديين على مختلف الجبهات وخاصة جبهة محافظة مارب واشار الجعفري إلى الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية على جبهة مأرب ، مؤكدا أن تحرير مدينة مأرب وشيك.
وشدد على أن "عودة مأرب إلى حضن الوطن وتحريره تعني تحرير كل شبر من أراضي اليمن وتحييد كافة المخططات وقطع أيدي الولايات المتحدة والسعودية والكيان الصهيوني".
وقال : حقيقة نحن نعرف ان بايدن لن ياتي بجديد، وعندما نتحدث عن بايدن ونتحدث عن ترامب كلاهما وجهان لعملة واحدة، ينفذان مشروع دولي ماسوني صهيوني عالمي، لكنهم يتبادلون الادوار.
وبشأن تشكيل فريق للخبراء العسكريين لتقديم الدعم للسعودية ، قال نحن لا نستغرب ونتوقع كل شيء لان العدوان على اليمن هو عدوان اميركي ، وبالتالي حقيقة، هؤلاء الخبراء العسكرييين فقط اليوم يريدون ان ينقذوا ما تبقى من السعودية من ماء الوجة والتي احرجت اميركا واحرجت كل تلك الامبراطوريات الغربية لأنها فشلت فشلا ذريعا.
واضاف حقيقة علينا اولا ان ندرك سياسية اميركا. ان اللوبي الصهيوني هو من يحرك السياسة الاميركية، ولهذا اللوبي استراتيجية ثابتة. وفي ظل تبادل الادوار وبعد ان يفشل احد الروساء في تلك التكتيكات سواء كانت سياسية او عسكرية، يحاولون ذر الرماد في العيون بتصريحات كاذبة وتلميع وجه اميركا القبيح بزعم انها راعية السلام وتدعم حقوق الانسان وتحاربة الارهاب وغيرها من هذه المصطلحات الفارغة مؤكدا اننا لانستغرب حقيقة هذه التصريحات التي نسمعها من جو بايدن بانه سينتقل الى العمل الدبلوماسي وايقاف الحرب ووقف دعم السلاح الى السعودية.
ليس لدينا اي خيار غير استمرار المواجهة
وحول الهجمات لسلاح الجو المسير تابع بالقول ان تكثيف هذه الهجمات لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية ياتي في سياق الرد الطبيعي والمشروع في مواجهة هذا العدوان وكذلك في ظل الحصار المطبق وايضا في ظل التصعيد العسكري مؤخرا على المجاهدين وابطال الجيش واللجان الشعبية في جبهة مأرب.
وبالتالي هناك تصريحات لقائد الثورة (عبد الملك الحوثي) ولوزير الدفاع وللناطق الرسمي للقوات المسلحة بانه طالما استمر العدوان والحصار ستستمر هذه الضربات والهجمات بشكل تصاعدي ومستمر، وقد تصل احيانا في الايام القادمة الى مرحلة الوجع الكبير، وهنا عندما نتحدث عن مرحلة الوجع الكبير هي تعتبر من اعلى مراحل استراتجية توازن الرد التي تعتبر بين قوسين موازنة القوى على قاعدة السن بالسن والعين بالعين، لذلك نشاهد هذه العمليات الكثيرة التي يجريها سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية بانواع الصواريخ والمسيرات حيث يتم توجيه الضربات بدقة، وهذا يوكد الانجاز والانتصار الكبير للعمل الاستخباراتي والامني الذي استطاع جمع هذه المعلومات.. طالما الحصار مازال مطبق على الشعب اليمني، ستستمر هذه الضربات بشكل اوسع وتصاعدي لان اليوم ليس لدينا اي خيار غير استمرار المواجهة.
واضاف نحن اليوم حقيقة اصبحنا نعيش عصر القوة.. نحن نعرف ان العدوان على اليمن كان عدوان مفاجي ومباغت.. السعودية استخدمت كل سمومها وغرست انيابها في جسد ابناء الشعب اليمني ودمرت الشعب اليمني ونهبت ثرواتها خدمة للكيان الصهيوني وايضا للدول الامبريالية والرجعية ومن ضمنها الدول الرأسمالية وفي مقدمتها اميركا.. هم سعوا منذ اللحظات الاولي من بدء العدوان لضرب تلك الاسلحة الاستراتيجية سواء كانت الطائرات او منصات الصواريخ وشبكات الرادار ومخازن الاسلحة وغرف العمليات والسيطرة وقطع خطوط الامداد، وهي استخدمت هذه الاستراتيجية التي تسمى الضربة الخاطفة.. هذه الاستراتيجية فشلت بفضل من الله وقائد الثورة سماحة السيد المجاهد العالم عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه ، هو يتصدى لهذا المشروع.
لايمكن الدخول الى اي تسوية سياسية والقبول باي مسار سياسي الا بوقف العدوان ورفع الحصار
وشدد حول حل الأزمة اليمنية حقيقة حتى الان لايوجد هناك اي تقدم على مستوى المسار السياسي..هم اي المعتدون وحلفائهم اليوم يحاولون تحقيق انتصارات سياسية وترتيب ورص صفوف هؤلاء المرتزقة الذين يفرون اليوم من جبهات القتال.
قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية تحقق انتصارات كبيرة وعظيمة في العام السابع.
لم يحصل اي تقدم في المسار السياسي وهم يريدون الالتفاف والخداع واستغلال عامل الوقت وترتيب صفوفهم.
وقال : لقد تحدث الناطق الرسمي باسم حركة انصار الله محمد عبد السلام مرارا وتكرارا بانه لا يمكن الدخول الى اي تسوية سياسية والقبول باي مسار سياسي الا بوقف العدوان ورفع الحصار.
وقال متسائلا : هل يعقل ان يكون هناك حوار وان يكون هناك تسوية سياسية في ظل العدوان وتحليق الطائرات في سماء الوطن؟ هذه ليست تسوية سياسية بل عملية الاستسلام.. اليوم وبعد هذه الورطة الكبيرة، تتحدث اميركا بانه لابد ان يكون هناك حوار ندي بين حركة انصار الله والسعودية وكانها لم تكن هي الخصم الاساسي والرئيسي بالعدوان على اليمن، وهي تتحدث بانها طرف محايد وانها تريد التوافق والعمل الدبلوماسي والتسوية السياسية وتريد ان تحمل المسوولية للسعودية، فيما نسمع تصريحات من السعودية ايضا في العام السادس ويتحدث وزير خارجيتها عن مبادرة سلام، يعني ان السعودية التي قتلت ابناء الشعب اليمني ودمرت البني التحتية تتحول اليوم الى حمامة السلام وتتحدث عن مبادرة السلام!..العدوان على اليمن هو عدوان سعودي بتوجيهات اميركية.
وفي جانب اخر من الحوار تطرق اللواء الجعفري الى الاوضاع في المحافظات الجنوبية وقال اليوم الاوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية على صفيح ساخن، وان الاوضاع في هذه المحافظات سيء جدا للغاية، وانا احد ابناء المحافظات الجنوبية ومن محافظة عدن وانا على تواصل مستمر معها.
حقيقة ان المحافظات الجنوبية والشرقية وتحديدا محافظة عدن اصبحت اليوم ساحة صراع اقليمي – اقليمي وكذلك ساحة نفوذ دولي واقليمي. هذا ياتي في اطار مخطط ومشروع دولي لاعادة انتاج صراع قديم جديد واعادة الاستعمار البريطاني الى ارض الوطن عبر هذه الادوات وكذلك اميركا من خلال مشروعها التي سعت اليه منذ ستينيات القرن الماضي.
اليوم ارادوا ان ينفذوا هذه المشاريع عبر ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني وتقسيم اليمن الى ست اقاليم والى كانتونات. حقيقة وهو تقسيم مذهبي طائفي في اطار مشروع صهيوني..اليوم يريدون اعادة هذه المشاريع بالسيطرة على الممرات المائية والملاحية والمنافذ البحرية وايضا الموانيء والمطارات والجزر. كما نشاهد اليوم يتقاسمون تلك المحافظات والمناطق.
الامارات سيطرت على سقطرى ، ووصل بهم الامر الى نهب الاشجار والطيور النادرة في هذه الجزيرة ، واليوم هناك يبنون قاعدة اسرائيلية وايضا تسيطر الامارات على ميناء عدن تقوم بتدميرها واغراق عدد من السفن والبواخر والقطع البحرية في قاع ميناء عدن لتدمير هذا الميناء الذي له اهمية استراتيجية.
واضاف اللواء الجعفري : ان هذا الميناء كان ثاني ميناء في العالم في خمسينيات القرن الماضي، واليوم تم تدميرها حتى لايستفاد منها وحتى ان تظل الامارات هي من تحرك اقتصادها عبر ميناء جبل علي..ويعتبر تهريب النفط احد الاهداف الاخرى.. ابناء الجنوب حقيقة يتذرعون جوعا اليوم ولايصل اليهم الخدمات والكهرباء، ولايحصلون على مياه الشرب وحتى المياه العادية للغسيل والطباخة. كما لم يتم صرف المرتبات منذ اشهر عديدة في ظل غلاء فاحش وهبوط سعر العملة..هناك فوضى عارمة في عدن لم يحصل قط في تاريخ عدن على مدى مراحل طويلة من الزمن..نجد اليوم ابناء المحافظات الجنوبية يتوسلون الينا لانقاذهم.. اليوم المليشيات يتقاتلون ويتناحرون فيما بينهم في المحافظات الجنوبية والشرقية.
منذ عامين هم يتقاتلون في منطقة الشيخ سالم بمحافظة ابين دون ان يتقدم احد على أخر شبر واحد، وكلهم يستلمون التوجيهات من غرفة عمليات واحدة ويدعمون هذا بالمال والسلاح ويدعمون الطرف الاخرى بالمال والسلاح لتدمير القدرات البشرية واذكاء الصراعات وايجاد الصراع المناطقي فيما بينهم ويريدون ان تستمر الامور على هذا المنوال حتى يتسنى لهم نهب الثروات وتمرير مشروع السعودية في محافظة حضرموت حيث السعودية تريد تمرير انبوب النفط عبر محافظة حضرموت الى المواني اليمنية.
لهذا هم يريدون هذا الاقتتال الداخلي والتمزيق واذكاء الصراع بصورة مستمرة دون ان يستطيع تغلب احد على أخر.
كما ان هناك احتجاجات كبيرة جدا وفي المحافظات الجنوبية هناك صحوة مجتمعية اليوم ادركوا خطورة هذا المخطط واهدافه وبعده التاريخي.. هذه الاحتجاجات مستمرة وستستمر.