ماما من اين اتيت؟
ماما من هو الله الذي اتينا من عنده؟
ماما من خلق الله؟
ماما هل نستطيع ان نرى الله؟
واسئلة اخرى كثيرة يبدأ طفلك منذ الاربع سنوات بملاحقتك بها؟ كيف تجيبينه وهل سيقتنع بهذه الاجابات؟
وهل انت نفسك تعرفين الاجابة الواضحة لتقنعي بها طفلك؟ تابعي برنامجنا كي تجدي الاجابة ان شاء الله.
*******
الاسئلة
المحاورة: اهلاً وسهلاً بك دكتورة اميمة.
الدكتورة اميمة عليق: اهلاً وسهلاً بكم.
المحاورة: حياك الله، دكتورة ماذا نجيب الطفل حين يسأل من هو الله سبحانه وتعالى؟
الدكتورة اميمة عليق: بسم الله الرحمن الرحيم، عادة لا يجب ان ينتظر الطفل كي يسأل كي نحدثه عن الله، دائماً وفي كل مناسبة يجب ان نقول ان هذه السماء خلقها الله، هذه الارض خلقها الله، هذه الاشجاركلها خلقها الله، ليأنس بهذه الكلمة وهكذا حين يسأل الطفل من هو الله نجيب ببساطة ان هو الذي خلق كل ما هو حولنا وكل من هو حولنا ونعطيه الامثلة كما ذكرت.
المحاورة: طيب اذا سألنا الطفل لماذا لا نرى الله سبحانه وتعالى وهو موجود.
الدكتورة اميمة عليق: هناك الكثير من الاشياء والامور التي لا نستطيع ان نراها ولكنها موجودة مثلاً اقول له انني احبك هل تستطيع ان ترى هذا الحب فيقول لا ولكنك تستطيع ان تراني وانا اقبلك واحضنك هكذا اعبر لك عن هذا الحب اذن انت ترى احتضاني وتقبيلي وتدلك على اني احبك ولكن هذا الحب لا نسطيع ان نراه هكذا نستطيع ان نرى ما يدلنا عليه او علامات تدلنا على هذا، هكذا كل هذه الطبيعة علامات على وجود الله.
المحاورة: دائماً الاطفال ينظرون الى السماء ويسألون اين هو الله، يريدون ان يحددوا مكان الله سبحانه وتعالى.
الدكتورة اميمة عليق: نستطيع ان نقول ان الله داخل قلبنا او نقول ان عيننا هي صغيرة جداً ولكن تستطيع ان تسع هذه السماء عندما تنظر الى السماء الكبيرة كذلك قلبنا يستطيع ان يضع الله داخله وطبعاً لا نقول له انه في السماء وعلى الارض فقط بل هو حولنا طبعاً لا ننتظر ان يقتنع الطفل بكل ما نقول وان يدركه بشكل صحيح طبعاً حسب عمر الطفل هو سينتظر حتى يصبح عمره ثلاث عشر او اربعة عشر سنة حتى يفهم ما نفهمه نحن بالنظرة المجردة اذا صح التعبير.
المحاورة: طيب اذا سأل الطفل ودائماً طبعاً يسألون من الذي خلق الله؟
الدكتورة اميمة عليق: قلت لكم لا يجب ان ننتظر ان يقتنع الطفل بكل ما نقول من اجوبتنا، الجواب على هذا السؤال هو من اصعب الاسئلة عادة لان في بعض الاحيان يخطأ بعض الاهل حين يقولون مثلاً ان امي ولدتني وجدتي ولدت امي ويرجعون بهذا التسلسل حتى يصلوا الى الله، واذا ما رجعنا بهذا التسلسل ونصل الى الله يجب ان نقول ان هناك الكثير من الاشياء يجب ان نقبلها حتى لو كان صعباً قبولها مثلاً هناك امر بسيط جداً نقول ان هذه الكرة الارضية تدور، تحت عمر السابعة اصلاً لا يدرك هذا الامر ولن يصدقه ويقول كيف ان هذه الكرة الارضية تدور ونحن لا نتحرك او لا نشعر بهذه الحركة لذلك نستطيع ان نقول له مثلاً ان الله لم يخلقه احد ولم يخلقه شيء هو خلق بنفسه انه هو كان قبل كل المخلوقات وهو اصل الخلق وطبعاً نقول له ان هذا الامر الان يجب ان تقبله هكذا ويجب ان لا نقول له اشياء غير منطقية يجب ان نقول له الحقيقة، حين تكبر سوف تفهم هذا الامر اكثر ولكن الان يجب ان تعرف ان الله لا يخلقه احد، هذا الجواب اعتقد انه كافي، نضرب له امثلة ان هناك كثير من الامور التي لا تستطيع ان تفهمها الان بشكل واضح وتدركها الآن ان شاء الله ستكبر وتعرف.
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان احساسك بوجود الله الرحيم والمحب ينتقل الى اطفالك ويؤثر على نظرتهم له سبحانه وتعالى.
• انك الفرد الاول والأهم الذي يجب ان يحدث اطفالك عن الله واستشيري اهل الخبرة في البحث عن الاجابات.
*******
المحاورة: دكتورة ما هي المراحل التي يمر بها الطفل في ادراكه لمعرفة الله عبر نموه؟
الدكتورة اميمة عليق: يقسم العلماء التطور الديني عند الاطفال الى خمس مراحل مختلفة المرحلة الاولى ما قبل سن السابعة وتعتبر المرحلة ما قبل الدينية، التفسير الديني في هذه المرحلة هو تفسير سحري وخيالي لذلك ينظر الطفل في هذه المرحلة الى الله على انه مخلوق خارق، قوي، خلق كل شيء وايضاً الاطفال في هذه المرحلة يرددون الكثير من الكلمات الدينية دون ان يفهموا معانيها، المرحلة الثانية بين الثمانية والتسع سنوات وتعتبر المرحلة الاولى للتفسير الديني الناقص وهم يحاولون ان يصلوا الى مرحلة التفسير المجرد ولكنهم لا ينجحون ولكن في هذه الفترة يقل الخيال ويصبح اكثر واقعية مع ان المفاهيم الدينية هي مجردة لكن تبقى المفاهيم ناقصة مثلاً يتصورون الله انساناً خارق او قوي جداً او غير عادي، المرحلة الثالثة وهي المرحلة الثانية في التفسير الديني الناقص بين التسعة والاحدى عشر سنة، يستطيعون ان يخرجوا من الخيال الذي يعيشون فيه والطفل في هذا العمر يلجأ الى التفكير المادي بين الافكار الدينية وهنا نصفها ايضاً انها مرحلة ناقصة، يربط الامور ببعضها لكن يلجأ الى الربط المادي بين الافكار الدينية وفي بعض اجاباته مثلاً يقولون ان الله هو الذي خلق كل شيء وان الله هو الذي شق البحر للنبي موسى عليه السلام في بعض الاختبارات التي اجريت لبعض الاطفال ولكن بيديه، بهذه الطريقة يفكرون، المرحلة الرابعة وهي من الاحدى عشر الى الثلاث عشر سنة وهي المرحلة الدينية الشخصية الطفل بدأ يقترب اكثر من المرحلة التجريدية ولكن ما زال تفكيره حول الله ما زال مربوطاً بالامور العينية التي يراها، بعض الاطفال يقولون ان الله يتكلم كما نتكلم نحن مع بعضنا يتكلم الله مع الانسان، وفي العمر بعد الثلاث عشر سنة يبدأ يتجه الطفل الى الادراك المجرد الى الله يعني ينظر بشكل تجريدي اذا صح التعبير ويقترب تفكيره الى الله وادراكه الى الله بشكل انساني.
المحاورة: طيب ماهي الاساليب المختلفة كي ننقل للطفل مفهوم الله؟
الدكتورة اميمة عليق: هناك الكثير من الاساليب كما ذكرنا في السؤال الاول، انه لا تنتظري طفلك ان يسأل، هناك اساليب العودة الى الطبيعة، نستطيع عبر الطبيعة ان نعرف الطفل على الله ان الله خلق هذه الارض هذه الاشجار هذه السماء النجوم، يتعرف الطفل على الله ايضاً عبر المشاركة في المراسيم الدينية، حين نذهب الى الصلاة، حين نشارك ايضاً في مراسيم العزاء، حين نشارك في الموالد كل هذه الامور هي التي تعزز عنده وتشجعه على السؤال على ادراك الله بشكل اسهل، طبعاً لا يجب ان ننقل للطفل مفاهيم خاطئة عن الله، لا نقول له اننا لا نستطيع ان نرى الله لانه في السماء او بعيد مثلاً، اذا لم نستطيع ان ننقل مفاهيم صحيحة على الاقل لا ننقل له الاجابات الخاطئة، طبعاً يستطيع الطفل ان يتعرف على الله من بعض القصص والموسيقى الدينية كل هذه الامور تستطيع ان تنمي الحس الديني عند الطفل الذي يؤهله كي يدرك الله، هناك طبعاً التعرف على الله عبر القران وعبر النصوص الدينية المنقولة الينا وباسلوب بسيط حسب دركه.
*******
خط احمر
• لا تنسبي المصائب والامراض الى الله فيؤثر على نظرة اطفالك لله.
• لا تهددي اطفالك بغضب الله فيسيطر الخوف من الله على قلوبهم وتبقى هذه النظرة مرافقة لحياتهم.
• لا تجيبي اطفالك باجابات خاطئة لانها سترسخ في ذهنهم ولن ينسونها ابداً.
*******
عملياً
• استغلي هبوط المطر وتساقط الثلج و تفتح الورود وولادة طفل كي تحدثي اطفالك عن الله.
• اشكري الله على كل ما يحيط بنا من نعم بصوت عال فيتعلم اطفالك الشكر مثلك.
*******
كان يا ما كان
السنجاب الصغير الذي يفتش عن الله
كان السنجاب الصغير "مرمر" يعيش على شجرة صنوبر جميلة جداً. بالقرب من بيت الجدة الوحيدة "سكينة". كان سنجابنا سعيد جدا لان الجدة كانت تعطيه الجوز واللوز والبندق كي يأكلها في فصل الشتاء البارد. وكانت تحبه كثيرا... ولكن يا اصدقائي كان سنجابنا يحزن كثيرا هل تعلمون متى؟ حين كان يسمع الجدة سكينة تنادي وتدعو شخصا اسمه "الله". ولم ير يوما ان الله قد سمع نداء الجدة واجابها او جاء لزيارتها. "مسكينة الجدة سكينة مسكينة" كان يردد اسنجابنا "مرمر".
وفكر قليلا فقال: "الجدة لا تستطيع ان تذهب كي تفتش عن الله لانها عجوز وضعيفة". فحزن مرمر اكثر لانه امر صعب ان تنادي احدهم ولا يسمعك". أليس كذلك يا أحبتي؟
وهو جالس على شجرته خطر ت على باله فكرة: "انا ساذهب لافتش عن الله التي تتكلم معه دائما الجدة سكينة كي اقول له كم هي تناديه وتنتظر ان يأتي لزيارتها".
فقفز بسرعة من غصن الى آخر حتى وصل الى الارض وانطلق في بحثه عن الله. ولكن كيف ساعرفه وانا لم اره ابداً. "لاذهب الآن وارى ما الذي سيحصل" قال مرمر وهو يتابع ركضه.
نظر الى الاعلى فرأى الجبل العالي فاسرع اليه وهو يفكر: "ان الجبل عال جدا وطبعا يستطيع ان يرى كل شيء وقد يستطيع ان يرى الله او يناديه كي ياتي الي".
- "ايها الجبل، ايها الجبل – صرخ مرمر بصوت عال جداً – انا ابحث عن الله هل تعرفه"؟
- "طبعاً طبعاً انا اعرفه فهو الذي وضعني هنا وهو الذي خلقني بهذا الكبر وهو اكبر مني بكثير انه اكبر من كل المخلوقات".
تفاجأ مرمر وقال: "اكبر من كل المخلوقات؟ فتابع طريقه بحثا عن اكبر المخلوقات.
وكان يردد في طريقه: "اكبر من كل المخلوقات، اكبر من كل المخلوقات....".
فسمعته فراشة فصرخت بصوت عال:انك تبحث عن الله أليس كذلك؟
فقال مرمر بسرعة: "وهل تعرفينه انت؟"
اجابته الفراشة الجميلة: "طبعاً فهو الذي اعطاني هذه الاجنحة الجميلة، وهو اجمل من اجنحتي بكثير انه اجمل من كل المخلوقات".
اكبر من كل المخلوقات واجمل منها كلها... لا بد انه مهم جدا كي تناديه الجدة سكينة دائما... ولكن هذا الشخص المهم لا بد وانه مشغول دائماً ولا اعتقد ان لديه الوقت الكافي كي يأتي ويزور الجدة سكينة.
فقالت له الفراشة: "لا ان الله يهتم بكل المخلوقات ولا ينسى احدا ابدا ابدا..هذه الوردة الصغيرة مثلا لا ينساها ابدا فهو الطف من كل المخلوقات".
"الطف المخلوقات". كرر السنجاب مرمر.. وهو يكمل طريقه في الغابة... حتى قفز الدب البني الضخم امامه وهو يقول له انك تبحث عن الطف الكائنات؟
- "نعم نعم ايها الدب وهل تعرفه انت؟"
أجاب السنجاب مرمر وهو يحاول ان يتسلق احدى الشجرات كي يحتمي من الدب القوي والكبير.
- نعم انه الله الذي اعطاني هذه القوة كي استطيع العيش في الغابة. ولكنه اقوى مني بكثير انه اقوى من كل الكائنات.
وابتعد الدب البني الضخم تاركا مرمر مبهوتاً متفاجئاً وهو يحدث نفسه: "اقوى من كل الكائنات"....
- "اتبحث عن الله" قال صوت من السماء...
- "نعم، نعم.. ولكن من أنت ومن أين تتكلمين؟..."
- "انا الشمس يا صغيري... ولكن انتبه لا تنظر الى فانك ستؤذي عينيك."
- وهل تستطيعين ان تقولي لي اين هو الله؟ فانا ابحث عنه ولكن انظري الي فانا صغير ولا استطيع ان اقفز كثيرا كي اصل اليك وقد اضعت الكثير من الوقت.
قالت له الشمس: "ان الله يا صغيري في كل مكان ولست بحاجة ان تذهب الى البعيد كي تجده انه معك دائماً".
نظر مرمر الى الشمس وقال بفرح: "يعني انت هو الله، أليس كذلك فانت كبيرة ولطيفة وجميلة وقوية وأنت في كل مكان تضيئين كل العالم؟"
اجابت الشمس بهدوء: "نعم أنا كذلك ولكنني لست الله"، بل الله هو الذي خلقني والذي جعلني مضيئة.
حزن السنجاب كثيراً فهو الذي جاء كي يحضر الله الى بيت الجدة وهو الآن يجد ان الله في كل مكان وهو القوي والجميل واللطيف والمنير... ولكن لا يستطيع ان يراه كي يخبره عن وضع الجدة.
زمزمت الشمس في اذن السنجاب قائلة: "اذا كنت انا نورا بسيطا وعليك ان لا تنظر الي لانك ستؤذي عينيك فكيف بنور الله؟"
ولكن لا تحزن يا صديقي حتى لو كنت لا تراه فهو يراك ويسمعك.
وهل يسمع صوت الجدة الضعيف ايضاً: "سأل مرمر بفرح؟"
- طبعاً هو يسمعها دائماً... لقد حان الوقت يا صغيري كي ترجع الى بيتك فالآن سوف تقلق الجدة اذا تأخرت.
كانت الجدة تنتظر مرمر تحت شجرة الصنوبر، فقد عرفت قصة مرمر وانه يبحث عن الله من عصفور كان يمر بالقرب من البيت، وحين وصل السنجاب الصغير قفز بين يدي الجدة فاحتضنته بحنان وهي تقول له: "هناك كثير من الاشياء لا نستطيع ان نراها مثل حبي لك، فانت تشعر به فقط دون ان تراه وابتسامتي لك هي علامة انني احبك. فنحن لا نرى الله ولكن العالم ملىء بالعلامات التي تدل عليه".
فقال السنجاب: "ومثل الجبال العالية ومثل الفراشات الجميلة والشمس العطوفة".
والكثير من الاشياء الاخرى فانت اذا احببت الله كثيراً سوف تستطيع ان تراه بعيون قلبك. قالت الجدة ذلك وكان السنجاب الصغير مرمر يغمض عينيه كي ينام بعد يوم متعب.
*******
كلامكم نور
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
«ادبوا اولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب اهل بيته وقراءة القرآن».
وعن الامام الصادق (عليه السلام):
«بادروا اولادكم بالحديث، قبل ان يسبقكم اليهم المرجئة».
*******