البث المباشر

الطارف والتليد - 10/08/2010

السبت 2 أكتوبر 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم نحمد وبه نستعين وهو خير ناصر ومعين، سلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في الطارف والتليد وسعادته ان يقدم لكم نظرة في شعر العرفان على ما اقترحتم انتم بأنفسكم ولم يكن بأيدينا الا ان نستجيب لكم الان ونحن في غاية السرور. ايها الاحبة في مطلع الخوف غمار العرفان وشعره ارى انه من اول العرفان ان اعرف فضل زملائي العاملين معي على كلمة الله تبارك وتعالى ارفع اليكم تحياتهم الطيبة واحترامهم الكريم وهم: مهندس الصوت الاخ تقي رضائي ومستقبلة اصواتكم المباركة الاخت علياء صالح ومخرج هذا العطاء الاخ كاظم صادق ولأحبتنا الكرام الراغبين في ااتحدث الينا فيما يعنوا لهم في هذا الموضوع اتصلوا بنا بأحد هذه الهواتف الثلاث المنتظرة لألطافكم واولها 22013768 ورقمنا الثاني 22013848 والهاتف الثالث وهو الاخير ورقمه 22652997 اما رمزنا الهاتفي اي رمز ايران وعاصمتها ايران فهو 009821 وها نحن نحييكم مرة اخرى ايها المستمعون ونشكر لكم حضور ندوتنا المبتهجة بكم وانتم سالمون غانمون
*******
المحاور: ايها الطيبون يطيب لي ان يكون معي في هذه الحلقة من سلسلة حلقات الطارف والتليد الذي يأتيكم في كل اسبوع، يسرني ان يكون معي الاستاذ، استاذي العزيز السيد الجزائري فأهلاً وسهلاً بك استاذ الجزائري الجزائري: بك اكثر وحياك الله واكرمك انا سعيد جداً ان اراك معي مرة اخرى وانت سالم وغانم المحاور: حييت وبوركت، استاذ جزائري أليس من الافضل ان نبدأ بالاصل قبل الفرع فنعرف العرفان قبل ان نعرف شعره؟ الجزائري: والله لفتة حكيمة جداً اتمنى لها ان تأخذ مجراها في هذا المسرى المحاور: شكراً لك، ما الفرق سيد جزائري في نظرك بين العرفان والمعرفة، هل هنالك فرق؟ الجزائري: اذا كان لنا ان نبدأ البداية الطيبة التي الفناها ديناً وعقلاً الا وهي بسم الله الرحمن الرحيم فأننا نقول اذا التفتنا الى المعنى المعجمي اي المعنى الحقيقي، المعنى الموضوعي للكلمتين فلافرق بينهما اطلاقاً، تقول عرف يعرف معرفة وعرفاناً كلتاهما مصدر، كلمة معرفة وكلمة عرفان مصدر للفعل عرف يعرف التي دائماً ينطقها الناس للاسف الشديد ظلماً لهذا الفعل فيقولون عرٍف وعرٍف غير عرَف،عرٍِف يعني اذا كان قد شم العرف اي الطيب وعرَف يعني فهم وعلم على كل حال فقلنا اذا كان النظر للمعنى المعجمي فلافرق بين الكلمتين اطلاقاً ولكن لكل من الكلمتين معنى اصطلاحياً، العرفان استعمل في معنى عبادي فكان مختلفاً عن المعرفة التي استعملت في معنى فلسفي، المعنى الفلسفي لكلمة معرفة اي كيف تتحقق المعرفة لهذا الانسان مطلقاً ولذلك كانت نظريات المعرفة عند الفلاسفة قديماً وحديثاً متعددة وحتى الان لم يقف الناس على فلسفة قاطعة بذلك ومن اراد التيقن من هذا المعنى عليه ان يرجع الى كتاب فلسفتنا للشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر الذي فرق بين الفلسفات المختلفة قديماً وحديثاً واعطى كلمة الاسلام الفاصلة في شأنها اما العرفان اذا التفتنا اليه بمعناه العبادي، في معناه الديني فهو ان يتجه المرء الى الله سبحانه وتعالى بقلب صفي زكي، بنفس مطهرة بعيدة عن كل ما يشينها في السر والعلن، ان يقبل على الله على انه القوة الظاهرة له "اعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فأنه يراك" قولة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، من استطاع ان يحقق هذا المفهوم في حياته اليومية كان عارفاً ليس كما يتصور كثير من الناس ان العرفان هو ان يبلغ الانسان درجة عالية من قراءة الكتب العرفانية، من قراءة الاحاديث والتمسك بهذه الاحاديث لا، اذا كان المرء فعلاً قد اعد نفسه اعداداً صافياً لله سبحانه وتعالى وعزل نفسه عن كل ما يشينها ودعاها الى كل مايرفعها ويزيدها نوراً ويزيدها قوة في المضي الى الله، في حب الله سبحانه وتعالى وايثار هذا الحب على كل حب وانت تعلم ان الحب حبان حب على الشيء، حب للشيء، يحتاج الى صبر عنه وحب لشيء اخر الذي هو عليك ان تصبر عليه، اذا كنت قد بلغت هذا المبلغ كنت انت رجلاً عارفاً عرفنا الله سبحانه وتعالى نفسه، بكل بساطة "اللهم اني اسألك ان تعرفني نفسك فأنك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فأنك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك" وهكذا يتسلسل المرء في هذه المعرفة اليسيرة جداً، ليست بمعرفة قصية لاتحتاج الى المعادلات الرياضية، المعادلات الكيمياوية والفيزياوية انها فقط تتعلق بصلة بين هذا العبد الضعيف وبين هذا المبدع العظيم الذي ابدع هذا الكون الرحيب البديع الجميل جداً وسخره لهذا العبد الضعيف جداً الذي لايدري ماذا يحدث بعد ثانية لاحتى بعد دقيقة من دقائق عمره ولايدري كم هو هذا العمر، على كل حال اذن هذا المعنى الاصطلاحي لكلمة عرفان التطهر والتوجه الى الله بقدرة تمنع هذا القلب من ان يخامره اي شيء يشينه وان يكون مستضيئاً مستنيراً بكل ما يزينه. المحاور: احسنت، ايها الاحبة فاصل قصير ونعود اليكم
*******
الطارف والتليد خمس واربعون دقيقة من محادثتكم في الثقافة والادب تستقبلكم بهاتفيها المباشرين 22013768 و22013848 ورمزنا الهاتفي 009821
*******
المحاور: ايها الطيبون صوت قادم الينا من ارض نجد والحجاز هو مصطفى من المملكة العربية السعودية، مصطفى اهلاً بك في حلقتنا لهذا اليوم وهي تحمل عنوان الشعر العرفاني، اهلاً بك، مصطفى تفضل مصطفى: اهلاً وسهلاً بكم اخي المذيع الكريم وتحية الى استاذنا بشير الجزائري، نبارك لكم حلول شهر العرفان والغفران ونسأل الله ان يعودنا واياكم في خير وعافية ان شاء الله المحاور: بارك الله فيك مصطفى: بودي ان اشارككم هذا السؤال البسيط اوجهه الى الاستاذ بشير، ياترى متى نشأ العرفان بين المسلمين وماهي الاحوال الباعثة عليه؟ المحاور: وماهي الاحوال؟ ماذا؟ الجزائري: الاحوال الباعثة عليه مصطفى: متى نشأ العرفان بين المسلمين وماهي الاحوال الباعثة عليه؟ المحاور: نعم نعم، شكراً مصطفى، شكراً جزيلاً لك، نعم السيد الجزائري لعلك استمعت الى السؤال الجزائري: اكرمك الله، سؤال كريم جداً، كثير من الناس يتصورون ان العرفان ظاهرة حصلت في العصور المظلمة على حد تعبيرهم او في عصور انحطاط الدولة الاسلامية اي بعد سقوط بغداد عند قوم يعني بعد سة 656 للهجرة وليست المسألة كذلك فالعرفان كان قد بدأ بمبدأ هذا الدين المشرق، بمبدأ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو يحث اخوانه المؤمنين على ان يتحلوا بهذه الحياة بكل معانيها، ان يقبلوا عليها ويغنموا منها كل ما يستطيعون من الخير لأن الله سبحانه وتعالى انما خلقها ليهنئوا فيها ويسعدوا ليست الحياة كما يقول كثير من الناس او كثير ممن يدعون المعرفة والعرفان ان يعيش الانسان بائساً فقيراً، جائعاً زاهداً في الدنيا، مقبلاً على الاخرة فقط منعزلاً عن الناس، لاصلة له بالمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه، لايعمل لدولة ولايتعاون مع أسرة ولا ولا الخ لاليس هكذا انما كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول "على كل منكم ان يغنم دنياه مثلما يريد ان يغنم اخرته" "لاخير في عمل لآخرة لايكون مصحوباً بعمل لدنيا" يعني "اعمل لدنياك كما تعمل لآخرتك واعمل لآخرتك كما تعمل لدنياك" فأنت رجل موازي، انت رجل معادل بين الامرين، انت بيديك الاثنتين يمينك ويسارك لاتستطيع ان تقول اني مستغن عن اليسار ولاتستطيع ان تقول انني مستغن عن اليمين والله حتى لايكاد المرء يسير متوازناً اذا كانت احدى يديه مفقودة فأذن ربنا سبحانه وتعالى خلق هذه الدنيا لنستمتع فيها وذلل لنا كل مافي هذا الكون لنهنئ فيه ونسعد، لكي نغنى ونبسط ايدينا ايضاً الى من هم محتاجون الى مساعدتنا والى عوننا حتى تتكامل الحياة ويتوادد الناس وتعم تلك الحياة التي يسميها القرآن الكريم الحياة الطيبة اذن كانت الدعوة في زمن رسول الله صلى الله عليه واله الى العرفان وكان ينهاهم ايضاً صلى الله عليه واله عن الزهد في هذه الدنيا، كان يشجعهم على الاقبال عليها ايما اقبال حتى يفوزوا بما كتب الله لهم سبحانه وتعالى من العفو والرضوان وانهم كانوا أناساً يستحقون عبوديته ويستحقون ربوبيته سبحانه وتعالى. المحاور: استاذ بشير عندما نعود الى جذور العرفان ولكل شيء في هذه الحياة الدنيا جذور، الى اي حقبة وعهد من الاحقاب او العهود من تاريخ الاسلام تمتد جذور العرفان؟ الجزائري: لعلك كنت معي وانا اقول ان رسول الله صلى الله عليه واله هو العارف الاول والاكبر لاالناس الذين يذكرون لنا في هذه الايام او قبل هذه الايام، اول من عرف الله سبحانه وتعالى حقاً وصدقاً هو رسول الله صلى الله عليه واله واولئك المطهرون الذين عاشوا في كنفه وبضياءه صلى الله عليه واله كنفسه واخيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه الذي كان يقول "علمني رسول الله الف باب من العلم، كل باب يفتح على الف باب" هذه المعرفة الالهية كانت موجودة في مطلع هذا الدين، في اشراقة هذا الاسلام العزيز الذي اراد للناس ان يعيشوا في دنياهم سعداء كرماء، لايعتدي احدهم على الاخر، من المعرفة ان لايعتدي الانسان على اخيه، من المعرفة ان يكرم هذا الانسان اخاه ... المحاور: وهل كل الانبياء والرسل عرفاء؟ هل كما تفضلت ان النبي كان هو سيد العرفاء، هل نستطيع ان نعد الانبياء والرسل جميعاً عرفاء؟ الجزائري: نعم لاريب في ذلك اطلاقاً، كل الرسل والانبياء سلام الله عليهم واوصياءهم ايضاً كانوا عرفاء لأنه لايمكن ان يكونوا حجة على الناس وهم لم يعرفوا ربهم سبحانه وتعالى او لم يكونوا قد اعدوا انفسهم لملاقات ربهم سبحانه وتعالى بما امرهم به وبما نهاهم عنه يعني ان يأتمروا بأمره وينتهوا بنهيه وان يبذلوا كل طاقتهم في تحقيق هذا المعنى في دعوة الناس اليه من قريب ومن بعيد اذن رسول الله صلى الله عليه واله هو الضارب الاول لجذر هذا العرفان في هذا الدين الكريم واولئك الصحابة الابرار ولعلنا نتذكر كثيراً من اولئك الطيبين ونقول سلمان الفارسي وكثير من الناس من يعتقد بعصمة هذا الرجل الا انه ليس بحجة، كان معصوماً اي انه لم يمارس مانهى الله سبحانه وتعالى عنه، كان معصوماً لأنه كان مقبلاً على كل ما امر الله سبحانه وتعالى به واداه الى الناس ولعلنا لاننسى ابا ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله "ما اظلت الخضراء ولا حملت الغبراء احداً كأبي ذر"، ابو ذر الرجل الصالح الذي وهب نفسه لأعلاء كلمة الله في الناس، في كل حال من احواله لم يعبء بقهر السلطان حتى انه لما نفي من المدينة المنورة الى الشام لم يتوقف عما كان يصدع به من قول الحق في وجه الخليفة او الامير الذي ولاه الخليفة اي خليفة كان حتى اذا اعيد الى المدينة المنورة كمثال هذا هو العارف، اعيد وقد شد الى بطن بعير وهذا منتهى التعذيب، اعيد وقد شد الى بطن بعير من الشام الى المدينة المنورة ولم يتغير ايضاً لحظة حتى ان الخليفة الثالث كان قد اضطر ان ينفيه الى الربذة التي هي على مسافة من المدينة المنورة ومات فيها غريباً الا انه اوصى امرأته ان تقول، ان تقف على التل، قال لها قفي على تلك التلعة الحمراء اي التي لون حجارتها احمر وقولي هذا ابو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه واله فسيمر بك من يغسلني ويدفنني، لااريد ان استطيل في الحديث بشأن عارف من العرفاء ولكن هذه اشارة، مقداد بن الاسود الكندي، عبد الله بن مسعود الذي عذب ايما تعذيب ولم يتوقف عن قول كلمة الحق، هؤلاء كلهم عارفون وكلهم كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه واله وكانوا حفظة القرآن الكريم وكانوا يسمون القراء لأنهم كانوا يقرأون الناس القرآن اذن جذور هذه الظاهرة الكريمة الطيبة عائدة الى تلك المشارق او المطالع النيرة لهذا الدين القويم. المحاور: استاذ بشير هنالك روايات تقول ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان ينهي بعض الصحابة عن سلوك هذا النهج، عن نهج العرفان، مارأيك بهذا؟ الجزائري: صحيح، هناك روايات مثلاً رسول الله صلى الله عليه واله رأى عثمان بن مظعون وعثمان بن مظعون ايضاً من الصلحاء، من العارفين، العارفين حقاً لكنه ساعة سمع رسول الله صلى الله عليه واله يشوق الناس الى الاخرة ويرغبهم فيها ويحملهم عليها تصور ان المسألة محدودة بهذا الحد اي ان يعمل المرء للاخرة فقط، عليه ان يتخلى عن الدنيا ومافيها فأعرض عن اهله وجاع وعري واعتزل الناس فرسول الله صلى الله عليه واله ارسل اليه حتى ان اخاه قد جاء الى رسول الله صلى الله عليه واله وشكاه اليه وقال هذا عثمان يفعل بنفسه ما يفعل فأستدعاه رسول الله صلى الله عليه واله وامره ان يتخلى عن كل ما كان يفعله فقال هذا ليس بمعرفة لله وليس بعمل للاخرة، بأس عمل للاخرة لايكون مقروناً بعمل للدنيا يعني انت اذا حببت الله عليك ان تحب اسرتك، عليك ان تؤدي حق نفسك وحق اهلك وحق جارك وحق مجتمعك لا ان تكون منعزلاً عن هؤلاء او ان تعطي حق بعض وتترك حق بعض اخر انما عليك ان تؤدي حقوق هؤلاء مجتمعة وان يكون الجميع قد رضوا عنك بما اسديت اليهم من الخير، ان تكون ايضاً انت من الموصوفين بمعرفة دينك حقاً، انت في هذه الحال شوهت دينك واعطيت الناس صورة شائهة زائغة قبيحة عن هذا الدين الذي هو رحمة وهدى للعالمين، انت عليك ان تعود الى نفسك وان تحسن اليها بأن تستمتع بالحلال الذي اتاحه الله سبحانه وتعالى لك من نكاح، من طعام، من شراب، من كل شيء ليس هناك من شيء ممنوع على الانسان مادام الله سبحانه وتعالى قد كتبه له وسماه حلالاً انما الممنوع هو ما سماه حراماً، اذا امتنعت عن الحرام واقبلت على الحلال كنت عارفاً، كنت عاملاً للدنيا وكنت عاملاً للاخرة وانت من الموفقين ان شاء الله. المحاور: نعم احبتنا الكرام اشكر لكم حسن متابعتكم لهذه الحلقة وكذلك اشكر لأستاذي العزيز السيد بشير الجزائري حسن حديثه، الجزائري: اكرمك الله المحاور: فاصل قصير ونعود اليكم
*******
المحاور: ايها الاخوة، ايتها الاخوات معنا على الهواء مباشرة الاخت علياء من سوريا، علياء اهلاً بك الى هذه الحلقة من برنامجنا الطارف والتليد علياء: الو سلام عليكم المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته علياء: الله يعطيكم العافية على هذا البرنامج الجميل والله يعطي العافية للاستاذ بشير على هذا البرنامج والمعلومات القيمة التي يقدمها، جعله الله في ميزان حسناتكم ان شاء الله الجزائري: ولكم ايضاً علياء: اسمحوا لي بداية ان انتهز الفرصة وابارك لكم ولطاقم الاذاعة الكريمة حلول شهر رمضان المبارك المحاور: بوركت علياء: الله يسلمك، سيدي الكريم الاستاذ بشير سؤالي بسيط وموجز ولااطيل عليك، مناهج المتصوفين نراها في بعض الاحيان متفاوتة او مختلفة بعضها عن بعض فما السبب ياترى؟ الجزائري: اكرمك الله المحاور: السيدة علياء من سوريا شكراً جزيلاً لك ولهذه المساهمة النيرة الحكيمة الجزائري: احسنت، اكرمك الله، نقول للاخت الكريمة علياء حفظها الله واقعاً الناس حينما ينظرون في انفسهم حتى ابناء امرأة واحدة اذا كانوا اثنين او ثلاثة او اربعة لابد ان يتفاوتوا في كل شيء حتى اذا تشابهوا بالصورة والصوت فأن فوارق كثيرة تبقى بينهم، ربنا سبحانه وتعالى خلق كل انسان وحده لاشريك له يعني ليس من انسان يشبه انساناً اخر كل الشبه، قد يشبهه في جوانب، في امور ولكن لايشبهه في كل مابينهما من الصفات، من الخصائص، من المزايا على كل حال التصوف هو نزعة، نزعة ناس مختلفين وهؤلاء الناس المختلفون كانوا في فارس وكانوا في بلاد العرب وكانوا في بلاد الروم، في كل ارض من ارض الله كان متصوفة وايضاً كل من كان في ارض كان له ارث ثقافي، ارث معرفي فالفرس تأثروا بما كان لديهم من ثقافة حضارية عريقة بين ايديهم والهنود ايضاً والروم مثلهم والعرب على ما هم عليه فبتعدد هذه الثقافات المنابع الاولى لهذا التصوف كانت الاختلافات وفيرة بين المتصوفين لذلك كان منهم من هو فعلاً في نطاق هذا الدين وعلى وفق القرآن الكريم والسنة المطهرة ومنهم من كان بعيداً عن هذين النبعين الكريمين المقدسين اي القرآن والسنة ومنهم من كان يأخذ من هذا ومن هذا يعني يأخذ من السماء ومن الارض، من التراب ومن النور هذا التعدد اذن راجع لما كان من المنابع الاولى للمعرفة التي كان عليها هذا المتصوف وذاك. المحاور: استاذ بشير هل هنالك علاقة تجمع بين التصوف والعرفان يعني هل هنالك رابط يربط مابينهما ام ماذا؟ الجزائري: نعم هناك علاقة تجمع بين هذين الخطين او بين هذين النهجين لكن واحد منهما قد كان في الدرجة الدنيا وواحد كان في الدرجة العليا فهما درجتان مختلفتان ولكن بينهما جامع الى حد ما ذلك الجامع هو الرغبة في الله سبحانه وتعالى، حب الله يحمل الصوفي ويحمل العارف على ان يسيرا معاً ربما تأثر الصوفي بصاحبه العارف اذا كان قلبه ما زال ليناً، اذا كان قلبه مازال واسعاً يستوعب ما يقال له اما اذا انغلق وجمد على ما هو عليه من معرفة فأنه سيفترق عن صاحبه العارف الذي كان يسايره كذلك العارف اذا كان متفتحاً وباقياً على نقاءه وصفاءه الذي خلقه الله سبحانه وتعالى عليه الذي اعبر عنه بالفطرة، " فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا " فأنه يزداد ارتفاعاً في مسيره الى ربه سبحانه وتعالى في صعوده، في عروجه على بعض تعابيرهم وقد ينحدر يعني اذا تكدرت تلك الفطرة الصافية التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها اذن الجامع بين المتصوفة وبين العرفاء هو حب الله سبحانه وتعالى وطلب مرضاته الا ان العارف يفترق افتراقاً كبيراً عن صاحبه الصوفي في انه انسان يعيش في وسط الناس، يعيش للناس، بالناس هؤلاء، بهؤلاء الناس يعيش، يخدمهم، يقدم لهم كل ما آتاه الله من العلم، يقدم لهم كل ما آتاه الله من القوة، ماآتاه الله من المواهب المتعددة، من صنعة، من حرفة تلاحظ؟ بينما الصوفي يأخذ مكانه في قمم الجبال او في الصحارى والوديان او ربما لجأ الى المسجد واستقر في ركن منه او في زاوية منه لايكاد يجيب حتى السلام عليه اذا سلم عليه مسلم لأنه مشغول بتسبيحه وبتقديسه وبتصوره انه كان قد اقترب من الله سبحانه وتعالى في حين انه يؤكد بعدم جوابه عن السلام بعدم رده السلام يؤكد ان افترق عن صاحبه العارف واصبح بعيداً عن ربه سبحانه وتعالى وخرج عن السبيل الذي رسمه له هذا الدين القيم القويم الذي هو الاسلام الذي علم الناس كيف يكونون للناس وكيف يعيشون سعداء بأولئك الناس ساعة يخدمونهم، ساعة يستمعون اليهم، ساعة يقضون حوائجهم، الصوفية بعيدون عن الناس... المحاور: وكأن حديثك سيد بشير الجزائري حول الفرق مابين التصوف والعرفان، كأن العارف نزل من السماء ليكون بين الناس والمتصوف ترك الناس وهجرهم ليلتحق بالسماء، كأنما الفرق بينهما هذا؟ الجزائري: والله انا لااستطيع ان اقول لك هذا القول ولكن اقول ان الاثنين انبعثا من الارض يعني كل منا خلقه الله سبحانه وتعالى من هذه الطينة الواحدة التي هي طينة ابينا الاكرم آدم سلام الله عليه تلاحظ؟ المحاور: لا من فكره السماوي يعني من فكره السماوي ليكون بين الناس... الجزائري: احسنت ذاك قبس من الله وهذا مد يده، احسنت وهذا مد يده الى هذا التراب الذي جاء هو منه ولم يعرف مكانه فوق هذا التراب، ذاك عرف مكانه، العارف عرف مكانه فوق الارض فسعى ان يرتفع عنها وهذا لم يعرف مكانه فسعى ان ينحدر ربما الى طبقة اخرى من هذه الارض وهي طبقات مثلما ان السماء سماوات.
*******
المحاور: ايها الكرام نستمع الى صوت طيب اخر من اصواتكم الطيبة لأذاعتنا وهو صوت غزوان من العراق، نرحب بك اجمل ترحيب، السيد غزوان من العراق اهلاً بك غزوان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله غزوان: تحية لك اخي العزيز استاذ فؤاد وتحية للاخ العزيز الذي ملك قلوب كل المستمعين الاخ ابا محمد الجزائري: فديتهم جميعاً المحاور: بوركت غزوان: الله يحفظك ابا محمد ويحفظ كل الكادر الاذاعي، بما اننا اليوم في الجلسة الادبية الاخيرة من هذا الاسبوع من الطارف والتليد ونفتقد اصواتكم صراحة وهو اكرام لشهر رمضان المبارك ونسأل الصحة وآتاكم من عواد وصيام مقبول نتمنى لكم مقدماً اخ فؤاد واخي ابا محمد المحاور: شكراًشكراً حبيبي ان شاء الله سوف نعود اليكم بعد شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركة غزوان: ان شاء الله يارب، للجميع ان شاء الله، ولدي سؤال ربما هو مرتبط مع احدى المستمعات الاخت علياء التي اتصلت قبلي وربما مكمل له، السؤال يقول هل العرفان هو التصوف او موازياً له؟ وتحياتي لكم والسلام عليكم المحاور: حييت وبوركت السيد غزوان من العراق، شكراً جزيلاً لك، السيد بشير الجزائري: اكرمك الله، انا اشكر لأخي وحبيبي السيد غزوان ابي منتصر الكريم من العراق الذي نبه اخوانه ونبهنا ايضاً على ان نعلن منذ هذه الساعة لا ان نصل الى اللحظة الاخيرة لنقول لمستمعينا الكرام ان هذا البرنامج سيفارقكم وهو آسف على هذا الفراق في ايام شهر الله الاعظم شهر رمضان المبارك ونعود اليكم ايضاً بعده ان شاء الله، ان شاء الله، ان شاء الله وانتم في غاية السعادة والكرامة اذ فزتم برضوان الله العزيز الكريم، اقول لسيدي ابي المنتصر غزوان العرفان ظاهرة والتصوف ظاهرة وقد تقدم القول ان كل من العرفانيين والمتصوفين يطلبون وجه الله سبحانه وتعالى لكن العرفانيين طلبوه بمعرفة صافية وصحيحة وكريمة ولن يزيدوا انفسهم شيئاً على حقيقتها اما المتصوفة فأنهم طلبوا الله سبحانه وتعالى وزادوا انفسهم على حقيقتها يعني منهم كما انت تدري وانت تحفظ من شعرهم كثيراً من نسب الربوبية الى نفسه، ذاك الذي قال سبحاني سبحاني، لااريد ان اسميهم، لااريد ان اسميهم سبحاني سبحاني لااله في الجبة غيري، هذا القول ايضاً دفع ثمنه غالياً ذلك القائل اذ انه قد اعدم على اساسه لأنه طلب منه ان يرجع عنه فما رجع، هذا قد كان رأى نفسه قد اتحد بالله سبحانه وتعالى يعني ان الصوفي يبلغ درجة من المعرفة في حسابه، في تصوره الخاطئ انه قد يتحد بالرب بل ان يكون هو الرب فأذا غاب الرب لم يكن هو موجوداً واذا غاب هو لم يكن الرب موجوداً في عقيدته بينما العارف يبقى ذلك الانسان الضعيف المحتاج الى ربه سبحانه وتعالى يأخذ منه المعرفة، يستضيء برحمته، يطلبها منه، يتوسل اليه، هو محتاج ماحيي في هذه الدنيا وهو يسأل الله سبحانه وتعالى العفو والمغفرة والرضوان ولاسيما في شهر رمضان كما نبهنا عليه غزوان. المحاور: نشكر للسيد غزوان حسن سؤاله ونشكر لمالك القلوب كما وصفه السيد غزوان من العراق السيد بشير الجزائري نشكر له حسن الاجابة الجزائري: اكرمك الله
*******
المحاور: معي المستمعة الطيبة الكريمة ايضاً من ارض الرافدين، ارض العراق المباركة السيدة الهام عفواً سهام، سهام من العراق الجزائري: صاحبة الاقتراح المحاور: نعم تفضلي، صاحبة الاقتراح لهذا اليوم السيد سهام سهام: نعم، السلام عليكم المحاور: عليكم السلام الجزائري: اكرمك الله عليكم السلام ورحمة الله سهام: تحية لك اخ بشير الجزائري، تحياتي لكم اخي الجزائري: حياك الله واهلاً بك، اكرمك الله، لعلنا لبينا لك طلباً كريماً سهام سهام: .... الجزائري: نعم المحاور: عفواً سهام: ماهي اهم المصادر للشعر العرفاني؟ المحاور: ماهي ماذا؟ سهام: اهم المصادر المحاور: اهم المصادر للشعر العرفاني؟ الجزائري: اها سهام: سؤالي الثاني، من هم الشعراء العرفانيون؟ الجزائري: الشعراء العرفانيون عندك في النجف، محمد مهدي بحر العلوم بن السيد مرتضى بن السيد محمد بحر العلوم البروجردي الذي كان مرجع الشيعة في النجف الاشرف، الشيخ حسين الحلي رحمة الله عليه سهام: وهل تعتبر منظومة الامام علي عليه السلام من الشعر العرفاني؟ وشكراً جزيلاً الجزائري: اكرمك الله واعزك واشكرك كل الشكر، لي في شأن الشعر المنسوب لسيدنا ومولانا الامام علي سلام الله عليه وعلى بنيه المعصومين الطاهرين رأي لااريد التحدث به الان، اتحدث اليك خارج الاستوديو ان شاء الله ولكن اقول للشعر العرفاني صفات طيبة جداً هي انه كما مر القول لايتعدى حدود الادمية يعني ان صاحبه دائماً انسان مخلوق لله سبحانه وتعالى مستمد منه العطف والرحمة والهداية، لايستطيع ان يفعل شيئاً من غير اشاءة الله عزوجل فهو دائماً تابع لربه، مستعين به، متوكل عليه اما اذا كان قد اعطى نفسه صفة اخرى هي صفة القرب من الربوبية او الاتحاد بالرب فأنه يكون عندئذ من اولئك المتصوفين الذي لاصلة لنا بهم ولانتحدث بشأنهم لأنهم قوم نتمنى ان يهديهم الله سبحانه وتعالى سواء السبيل. المحاور: نحن بدورنا نشكر للسيدة سهام من العراق مساهمتها الطيبة وكذلك اسئلتها الرائعة ومقترحها الذي قدمته لنا في الاسبوع الماضي وهو الشعر العرفاني او الشعر والعرفان لهذه الحلقة، شكراً جزيلاً السيدة سهام من العراق. الجزائري: كتب التصوف كثيراً ما تحتوي اشعاراً عرفانية واشعاراً صوفية المحاور: لو اسمعتنا شيئاً من هذه الاشعار، حبذا لو تسمعنا الجزائري: اكرمك الله اذن انا اقتطفت من الشعر الصوفي ما هو عرفاني المحاور: جميل الجزائري: اقتطفت من الشعر الصوفي ماهو منسوب او ماهو مطبوع بطابع العرفان، هذا اذا سمحت لي، اسمع هذا القليل الكثير لعارف مصري اسمه محمد بن عبد الله بن محمد السلمي المحاور: بيتين او ثلاثة ليس اكثر الجزائري: متوفى سنة 655 ، بكل يسر
من كان يرغب في النجاة فما له
غير اتباع المصطفى فيما اتى
ذاك السبيل المستقيم وغيره
سبل الضلالة والغواية والردى
اتبع كتاب الله والسنن التي
صحت فذاك اذا اتبعت هو الهدى
ودع السؤال بلم وكيف فأنه
باب يجر ذوي البصيرة للعمى
المحاور: احسنت احسنت، واحسن الشاعر، مستمعينا الاحبة في كل مكان نشكر لكم حسن المتابعة وجميل اصغائكم ونشكر للسيد مصطفى من ارض نجد والحجاز مساهمته وكذلك علياء من سوريا وغزوان من العراق وسهام من العراق، ايها الاخوة،
سألت القلب عن تلك الليالي
أكن ليالياً ام كن ساعة
فقال القلب بل مرت عجالاً
كدقاتي لذكراها سراه
الجزائري: يا لله يا لله المحاور: شكراً لحسن استماعكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة