البث المباشر

الطارف والتليد - 08/12/2009

السبت 12 ديسمبر 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم نحمد وبه نستعين. اهلاً ومرحباً بحضراتكم في رواق الطارف والتليد المسرور بسماعكم له ومحادثتكم اياه وهو يستعرض نوعاً آخر من الحكاية الشعبية هو حكاية الحيوان التي لازالت تجد نوافذ القلوب وابوابها مفتحة واملنا ان تكون ممتعة لحضراتكم الكريمة ولكن ربما هناك من يسأل لماذا ونحن قد وعدناكم ان نستمر في الاسطورة فأنا في سياق الكلام سوف اعرض لماذا وكيف وطبعاً في بداية البرنامج كانت عندي وقفة عند بسم الله الرحمن الرحيم، دعوني اقول فالاستاذ بشير الجزائري الذي هو الان الى جانبي عندما دخل اعلن السلام علي ولم ارد اليه السلام لأنني بدأت بأسم الله فبقيت ما بين بسم الله وبين السلام. سادتي الافاضل اسمحوا لي انا الذي امثل بين يديكم رائد دباب ان اهبط بكم في ساحة نوع آخر من الحكاية الشعبية بعدما استبدت بنا الاسطورة منها ولم نتممها خشية هبوب شيء من السام الذي فتحنا ابواب الطارف والتليد لكي لا يلبث فيهما طرفة عين، طبعاً هذا النوع من الحكاية الشعبية الذي اخترت لكم النزول في ساحته هو نوع ذلك المخلوق الذي نخشاه ونفر منه وما نألفه ونأنس به وهو الذي نشتمه ونلجأ اليه في شكوى الظلم والظالمين فنضعها على لسانه ونتحدث بلسانه وبلغته ونستمع اليها بشوق آسر في اكثر الاحيان وايضاً بلهفة غامرة ذلك هو شريكنا في الحياة والمصير ونافعنا في كثير من الامور وفي كثير من شؤوننا، تسألون ما هو؟ نعم الا هو الحيوان اي الناند وتنا اليوم هي في حكاية الحيوان التي هي من اقوى اشكال الحكاية الشعبية وطبعاً من الباحثين في التراث الشعبي من يراها اقدم انواع الحكاية، سنقف عليها مع الاخ العزيز الاستاذ بشير الجزائري، نعم الحديث مع الاستاذ بشير الجزائري جميل ومفرح وممتع وهو صاحب الكلمة الاخيرة، نعتذر اذا كانت هناك اصوات ضحكات لو نسميها جاءت على المكرفون، احييكم واحيي الاستاذ، طبعاً المستمعون لا يعلمون ما كان بيننا. الجزائري: الطافكم دائماً غامرة من قبل ومن بعد وانا سعيد جداً ان اكون معك وان استمع اليك واستمتع بما استمع اليه وانت متفضل و والله ليست هذه مدحة من المدائح وليست ثناءاً من الثناءات وانما هي تقرير حق كقولنا واحد مضاف الى واحد يساوي اثنين لازيادة عليها ولانقصان لها. المحاور: ان شاء الله ان شاء الله وانا اشكرك الشكر الجزيل وطبعاً لا اريد ان ادخل في غياهب الحديث على كل حال استاذ بشير الجزائري. الجزائري: لا تدخل في الساحة التي تخيف او تسر، في ساحة ذاك الذي نحذره كل الحذر والذي نألفه كل الالفة ونستريح اليه ونأنس به فهو ربما في كثير من الاحيان واستحي ان اقول يفوق كثيراً من البشر. المحاور: نعم هذا واقع وانا من المؤيدين لهذه الفكرة وانا ابتعدت عن الاسطورة فجأنا بحكاية الحيوان، دعونا نبدأ مع الاستاذ بشير الجزائري. عادة ما يذكرنا حكاية الحيوان ومكانته بأشياء كثيرة ومنها لا تنسوا سورة الكهف " وكان سابعهم " في بعض الاحيان وهذا الكلب الذي البعض يهينه هو كان له مجال للحياة افضل من هذ الوقت ورؤية كبيرة لدى الله سبحانه وتعالى ان يجعله الى جانب اصحاب الكهف لكي يخلد الى اليوم، ترى هل سنخلد نحن في التاريخ؟ هذا لا اعلم ولو انا واثق من نفسي انني لا اخلد وحتى سوف انسى بعد عام، على كل حال اعود مرة اخرى الى الاستاذ بشير الجزائري العزيز. استاذ بشير الجزائري بأختصار رجاءاً ما حكاية الحيوان؟ الجزائري: نوع من تلك الحكاية التي كنا قد شرعنا بها اولاً وسميناها الشعبية وقلنا انها الوان وانواع وان هذه الالوان والانواع كلها ذات تأثير بالغ في النفس الانسانية، كل من استمع اليها انس بها وتعلم منها مهما كانت قديمة او مهما كانت في نظر بعض الذين يسمون انفسهم دارسين او متعلمين ربما قليلة الشأن، ربما قليلة الشأن اما الباحثون فلا يستثنون شيئاً من هذه الحكايات مهما صغر ومهما ضئل شأنه ذلك لأنهم يعرفون المعاني الكبرى التي تحتويها الحكاية ويبدو انني نسيت انك طلبت مني ان اوجز. المحاور: لا انك ذكرتني بشيء جميل من خلال حديثك استاذ بشير الجزائري على الرغم اني اريد ان ابقى ايضاً في مسيري ولكن الطريق يأخذني. جاءتني رسالة قبل فترة استاذ بشير الجزائري، رسالة قصيرة عن طريق الجهاز النقال، احد الاصدقاء كتب لي جملة عن نلسن ماندلا هذا الرجل العظيم، هذا الرجل العزيز، هذا الرجل المكافح يقول مفد الجملة ما معناه يقول نلسن ماندلا يقول: «كل يوم في افريقيا يصحو غزال منذ الصباح ويفكر كيف ينشط نفسه للهروب كي لايصطاده الاسد وكل يوم في افريقيا ينهض الاسد ويفكر كيف يعدو كي يحصل على فريسته والتي هي الغزال» سيدي الكريم العبرة من هذه، لماذا هذا الانسان المتغطرس يذهب الى لغة الحيوان؟ الجزائري: حينما تضيق بك السبل لابد ان تبحث عن وسيلة اخرى تتصور انها سبيل. المحاور: اذن هي لغة الغزلان لا الاسود. الجزائري: يعني ربما انت من قبل قد قلت لي ذلك الاسراف الذي اقول ثانية انني لأستحي منه تقول ان كل اللغات او اكثر الحكايات الشعبية التي تتداول عند الناس في الشرق وفي الغرب انما هي لغة جزء من الحياة او لغة نصف من الاحياء هو التسميات لك، انا اقول الانصاف وانت تسمي ذلك النصف اذا شئت، على كل حال قلت ان الحكايات الشعبية التي تتضمن بكاءاً ونواحاً وشكوى وعتاباً مراً انما هي لغة ذلك النصف الضعيف من هذا الخليفة الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في هذا الجزء من كونه الفسيح البديع. المحاور: ودمر مادمر. الجزائري: وفعل ما فعل، انا في الحقيقة لا اتهمه انه هو الذي دمر ولا انه هو الذي فوت على الناس فرصهم انما اولئك الذين كانوا يقابلونه اذا كانا اثنين فأحد الاثنين ايضاً هو مسؤول مثلما صاحبه مسؤول يعني اذا قلت ان الضعيف بضعفه كان قد افترس ذلك القوي بقوته بقولهم، بقول الحكماء «من مأمنه يوتى الحذر» كل منهم يعني الجهة الضعيفة والجهة القوية مسؤولة ازاء كل عمل يصدر عنها. المحاور: يعني سيدي الكريم. الجزائري: يعني انت تصر على ان تنقلنا من الادب الى الفلسفة، تصر ان تنقلنا من الادب الى الاجتماع. المحاور: لا والله سياق الحديث، صدقني استاذ بشير انت تعرف انني احبك واحاورك حتى بعد البرنامج واحب ان اتعلم ان اتحاور منك ولكن الموضوع سيدي الكريم انا لا اعتقد الضعيف لماذا الضعيف؟ يعني القوي بعد ان يقتل وحتى بعد ان يدمر وبعد ان يسفك انا لم اجد ذئباً يقتل ذئباً ولم اجد شاة تأكل شاة ولم اجد ثوراً بثورته يقتل ثور الا دفاعاً عن كرامته او دفاعاً عن عرضه والمسألة نسميها غريزية، هذه رؤية اما ترى القوي سيدي الف ليلة وليلة يدفعون شر رجل واعتقد انه منحرف على الاقل من ناحية الفكر الاجتماعي والثقافة الاجتماعية يدفعون شره عن الضعيف ثم يأتيك قوي ويقول: «لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ان البعوضة تدمي مقلة الاسد» يعني حتى الضعيف في ضعفه يضعونه تحت المجهر كي لا يتنفس، هذا الانسان انا لا احبذه حقاً. الجزائري: انا بودي وبمحبة خالصة للسيد الكريم ابو آيات حفظه الله ومن سعادتي ان يمن الله علي في آخر التسعين او المئة والعشرين بحبي من هذا النوع. المحاور: انت عزيز. الجزائري: اود ان يبقى في نطاق حكاية هذا الذي نخشاه مرة ونأنس به مرة ونضرب المثل بوفاءه ونضرب المثل بغدره ومكره، أليس كذلك؟ المحاور: نعم صحيح انا اذعن واكون صاغراً امامك ودعني اذهب الى الكويت. الجزائري: انا لست محتاج الى صغرك انا اريدك كبيراً، اريد ان اعتز بك لأنك انت الذي علمتني ان انطق علمتني ان اقول لمن احب كيف احب. المحاور: الحمد لله البركة فيك والا لما لجأت الى الادب فالادب اعتقد بدون حب لا معنى له وانا اعتقد انت عاشق العشاق، لنذهب الى الكويت فقد استطردنا كثيراً ومعنا مرتضى ميرزا، اخ مرتضى سلام عليكم اهلاً بك. مرتضى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عيدكم مبارك ان شاء الله والحمد لله على اكمال الدين. المحاور: اخ مرتضى، اهلاً وسهلاً اخ مرتضى اهلاً بك. مرتضى: في الحقيقة عندي سؤال وارجو المعذرة اذا اطلت، ما هي الوسيلة لمعرفة لغة الحيوان في الحكايات الشعبية ولماذا تقتصر على آحاد لأعيانهم ومشكورين على اتاحة الفرصة للمشاركة في هذه الاذاعة المباركة. المحاور: نحن نشكرك الشكر الجزيل وهذا ذوقك وايضاً نحمده ونمدحه، استاذ بشير الجزائري سمعت السؤال، ما هي الوسيلة لمعرفة لغة الحيوان؟ الجزائري: سيدي الكريم تروي الحكاية الشعبية وسائل كثيرة لمعرفة لغة الحيوان، لغة الطير واشهر الوسائل يقولون الثعبان او التنين، طيب يقولون في الحكاية اليونانية ان انساناً من الناس كان قد لعقت اذنه الافاعي فتعلم لغة الطير وتقول حكاية اخرى ان احد الناس كان قد شرب من فم التنين والتنين هذا هو الافعى الضخم الذي. المحاور: جنوب شرق آسيا هناك عادة الاعتقاد به. الجزائري: احسنت، وفي حكاية ثالثة يقولون نجمت هذه المعرفة من اكل لحم حية بيضاء، هذه اعتقادات الناس في انه اذا كان الانسان قد حصل على شيء من ذلك كان قد تعلم لغة الطير هذه انت تعتقد اعتقاداً جازماً انها من اساطير الاولين ومازلنا في صدد ما نسميه الاسطورة يعني انها حكاية فقط ليس الا والا من اثبت علمياً ان دم الافعى يعلم لغة الطير او ان الافعى اذا لعقت اذن احد علمته ان يتكلم لغات المخلوقات الاخرى، من الذي رآى النبي سليمان (عليه السلام) وقد لعقت الافاعي اذنه فتعلم لغة الطير. المحاور: ولكن هنا ايضاً استاذ بشير الجزائري سؤال انت ذهبت الى النبي، ومن الذي سمع النملة وهي تحاكي النبي سليمان غير النبي سليمان؟ الجزائري: الله سبحانه وتعالى. المحاور: اذن الاله الذي هو الله سبحانه وتعالى بعد ونحن انتقلنا بالفكر بوجوده وفكرنا في وجوده كان قبل ذلك الهاً لهذه الشعوب لكن بشكل آخر. الجزائري: صحيح. المحاور: والخرافات؟ الا تعتقد ذلك؟ الجزائري: ربما يكون شيء من الصواب ها هنا ولكن يبقى اننا ابناء المنطق السديد يعني لا يعقله الانسان ما يكون واقعاً، ما يكون ملموساً فهو حق اما ان نتصوره تصوراً فهذا لا اعتقد انه مقبول. المحاور: طبعاً استاذ بشير جزائري انا كلامك اؤيده لأننا في القرن الواحد والعشرين، في قرن التكنولوجيا، في قرن العلوم، في قرن الانترنت هذا كله صحيح ولكن. الجزائري: اكثر من هذا نحن نقلبه فنقول الحادي والعشرين. المحاور: الحادي والعشرين كما تفضلت ولكن انا اعطي الحق لمن سبقونا ولم يروا الفلسفة كما هي اليوم ولم يسمعوا عن جان بولسالتر ولم يسمعوا عن كانت ولا هذه التلفزة وانا اعتقد ان حتى روما او اليونان عندما بدءا في الفلسفة سيدي الكريم هي لم تبحث عن اله موحد. الجزائري: ذهبت الى الفلسفة ثانية؟ المحاور: اذن نعود الى البرنامج. الجزائري: قبل ان تعود اسمح لي انا ايضاً ان اعود لأنني انا كنت مسؤولاً ازاء السيد مرتضى من الكويت حفظه الله، هو كان يقول لماذا تقتصر معرفة لغة الطير على آحاد من الناس؟ يعني على عدد معين ربما يكون واحد منهم انت ان شاء الله. المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الجزائري: آتاك الله علم سليمان (عليه السلام) وآتاك علم ابيه، ان آتاك علم سليمان عرفت لغة الطير وان آتاك علم ابيه سردت الدروع وخاصة انا محتاج الى درع اقي نفسي به منك. المحاور: انا طبيعتي اكره الدروع والحروب ايضاً. الجزائري: اكرمك الله، سيدي العزيز اجار الله العالم كل الحروب من كل قلبي اقول. المحاور: آمين يا رب العالمين. الجزائري: اللهم اجرنا، اجر الناس جميعاً كل شر وسوء في هذا الكون وكل شر وسوء من هذا الانسان الذي انتقلنا منه لنتحدث في شأن رفيقه الذي تفضلت بذكره في اول حديثك، رفيقنا في الدرب، رفيقنا في الحياة، يتحمل منا كثيراً، نحمله ونشتمه، نشكو اليه ونهينه، على كل حال احببت ان اقول للسيد مرتضى ان اولئك الذين يتعلمون لغة الطير او لغة الحيوان مطلقاً هم قلة ويقولون للاسباب التي مرت آنفاً انهم كانوا قد حصلوا في عقيدتهم انا انقل ما هو وارد، ما هو تراث. المحاور: حتى ونتكلم سيدي الكريم نحن نقول انه ليس خارج من الهام الله سبحانه وتعالى اليهم ولكن كما تقول هو من حقهم لأنهم يفكروا بعقلهم نفسهم. الجزائري: احسنت، الله سبحانه وتعالى دائماً يلهم الحق والناس في شأنهم لهم شأن، على كل حال فهؤلاء الناس الذين يؤتيهم الحظ ان يكونوا قد علموا لغة الحيوان ولغة الطير على وجه الخصوص يكونون ساعين جداً ان لا ينشروا ذلك العلم او تلك المعرفة معرفة لغة الحيوان في جزء من محيطهم او في العالم كله لأنهم كانوا يخشون في ذلك الهلاك، في عقيدتهم اذا نشر ذلك العلم حل به الهلاك ثانياً انه كان يتصور انه بيده مفاتيح العالم ساعة يعرف لغة الطير ولغة الحيوان يكون قد عرف اشياء كثيرة وهم يعتقدون ان الحيوان اعلم من الانسان كثيراً كثيراً وربما تثور علي هذه المرة انت. المحاور: لو تسمح استاذ بشير الجزائري يعني مخرج البرنامج لأنا قلنا ان ضغط البرنامج على كاهله اليوم تشدد معنا اكثر واصبح اصولياً اكثر من الاصوليين. لازلنا معكم في الطارف لكي نعود الى التليد ونبقى في التليد لكي يسدد خطانا في الطارف. مستمعينا الافاضل من السعودية معنا ضيف عزيز ينضم الينا من السعودية الاخ حسين آل مسكين، اخ حسين سلام عليكم اهلاً بك. حسين: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً. حسين: عندي سؤال من استاذ بشير الجزائري، السؤال يقول لماذا اتسم اول اطوار حكاية الحيوان في الحكاية الشعبية؟ المحاور: فقط هذا السؤال؟ حسين: وسلامتكم. المحاور: شكراً جزيلاً اخ حسين، نعم سؤال قصير وخير الكلام ما قل ودل، نعم. الجزائري: شكراً لك وشكراً لحبيبنا حسين العزيز ابي علي، سيدي الكريم اتسم الطور الاول لحكاية الحيوان بأنه كان قائماً على التفسير المباشر للاشياء يعني انه انت مرة تستعمل شيئاً من اجل شيء آخر ومرة تستعمله فقط لبيان الشيء يعني انت مرة من المرات تسوق حكاية حتى تنصح بها احداً، حتى تنشر بها قيمة اخلاقية، حتى تبعث بها غافلاً، حتى تذكر بها من يجب عليه ان يكون ذاكراً هذه كلها مقاصد وغايات ومن ذلك جاءت العناوين في الشريعة مقاصد الشريعة، طيب في الطور الاول لا كانوا فقط رأوا برقاً لاح في السماء فأرادوا تفسيره، رأوا زلزالاً هز الارض فأرادوا تفسيره فهذه كانت الحكاية الاولى حكاية الحيوان كانت من هذا النوع، كانت تفسر الاشياء فقط اما بعد مدة انقسمت على قسمين قسم خرافة وقسم آخر. المحاور: يعني هل يمكن ان نقول ان الذي كان لا يفسر فيمثل بحيوان خرافي لا وجود له والذي كان يفسر يطرح على لسان الحيوانات التي يعرفها الانسان، لا احد رآى التنين. الجزائري: احسنت، لا ليس هذا الذي تفضلت به وانا لك شاكر وانما هو انه اساساً فكرهم في الاول ساعة نشأت حكاية الحيوان نشأت وهي تفسر الاشياء وانت تعلم ان كل حي ينمو والحكاية الشعبية ايضاً حي وهذا الحي نما في اطوار لاحقة فأنقسم على قسمين كما قلت لك وصار خرافة وصار ملحمة وحش وملحمة الوحش متأخرة جداً حتى ان كثيراً من الباحثين يمضون الى انها نشأت في العصور الوسطى في اوروبا يعني العصور المظلمة في اوروبا او التي بدأت يظهر فيها شيء من بصيص الفجر او نور الفجر، يلوح شيء من نور الفجر في اوروبا لا نور الفجر في ديارنا الاسلامية التي كانت منعمة هانئة بكل شيء من الابداع في ذلك الوقت، في الوقت الذي كانت اوروبا تستفيق كان العالم الاسلامي في غاية الخير والنماء والصناعة والابداع ولكنه مع الاسف كبا ونبا، تفضل. المحاور: نعم هو هذا الانسان، المصائب والمصائب والمصائب، يعني استاذ بشير الجزائري انت تحدثت عن ان القصة بعضها جاء لكي يعبر عن شيء وانا تذكرت قصة ذلك الشبل الذي خلف ابيه في داخل الغابة فأراد الثعلب ان يعلمه درساً فأرسله الى الصحراء وقال ان هناك موجود يركب على الجمل وهو لايطيعك فيقال ان هذا الشبل قد انتفض لأنه شاب ولأنه قليل الخبرة ولم يعرف ماهي الصحراء وماهي اتعاب الصحراء، عندما يذهب الى الصحراء يجد ذلك الرجل وهو راكب على البعير ويقول له دعنا نتصارع لكي اتي بك الى طاعتي فيقنعه الرجل ان قوته في البيت وبعد ذلك يشد يديه ويضربه فالعبرة هنا انه عندما يضرب الشبل وفي هذا الحر ويترك يسأل الرجل ما اسمك فيقول اسمي فصوع فينام في جراحه حتى يخرج جرذ او جربوع من التراب ويرى الاسد مكبلاً يقول مولاي انا افتح الوثاق عنك فيفتحه هذا الجرذ الصغير فيتعجب الشبل ويقول له ما اسمك انت فيجيبه انا جربوع فيهرب الشبل نحو الغابة يصرخ فيه الجرذ مولاي مولاي الى أين؟ يقول لاخير في بلد يشدني فيه فصوع ويفك وثاقي جربوع، دعني اعود الى، كانت تستفاد من هذه الفكرة في كثير من الاحيان. الجزائري: انا سيدي اشكر لك الشد والفتح واسأل لك خير الدنيا والاخرة. المحاور: على كل حال سيدي الكريم دعنا نذهب الى فاصل قصير تستعيد انفاسك لكي نبدأ مرة اخرى. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: الحمد لله. المحاور: نعم الافاضل، لازلنا معكم في الطارف والتليد ومعنا على الهاتف من العراق هذا البلد الجريح، معنا الاخ حيدر الشويلي وفي حنجرتي عبرة، اخ حيدر سلام عليكم اهلاً بك. حيدر: الو سلام عليكم. المحاور: اهلاً وسهلاً اخي العزيز. حيدر: كيف حالك استاذ رائد. المحاور: والله الافضل انا اسأل عن صحتك لأن اليوم سمعنا اخبار شيئة واثارت فينا الشجون. حيدر: الله يخليك ويحفظك، تحياتي للاستاذ بشير الجزائري. الجزائري: تحياتي حياك الله. حيدر: الله يعزك وينصرك، استاذ بشير عندي سؤال تسمعني. المحاور: انا اسمعك نعم اسمعك اسمعك اخ حيدر تفضل. حيدر: السؤال هو متى ظهرت ملحمة الوحوش لحكاية الحيوان وهل هي السابقة في النشأة او الخرافة؟ جزاكم الله خيراً. المحاور: جزاك الله خيراً وحفظك وآمنك وصبركم في العراق على ما يجري من ضيم بحقكم، شكراً جزيلاً اخي العزيز، تفضل استاذ بشير. الجزائري: انا مرت في خاطري الكلمة التي قلتها للاخ حيدر العبرة تتكسر في صدري وحلقي. المحاور: دعني انا واياك نسكت سيدي الكريم لأن الاحزان كثيرة لنذهب استراحة مع الاخ العزيز رشيد من تونس، سلام عليكم اخ رشيد اهلاً بك. رشيد: احييك استاذ رائد واحيي الاستاذ الجزائري والكادر وكافة المستمعين حيثما كانوا. المحاور: اهلاً وسهلاً نعم استاذ رشيد انا معك. رشيد: تسمعني استاذ رائد؟ المحاور: نعم نعم اسمعك جيداً تفضل. رشيد: انا كنت استقرأت من الحية التي غوت حواء في الكتب القديمة الى سفينة نوح الى فئران المختبرات الى النعجة دوني واخيراً وليس اخراً انفلونزا الخنازير، كان للحيوان صلة بالانسان وبحياة الانسان وفي تطورها وفي احلامها، هل تألف الانسان نهائياً مع الحيوان؟ المحاور: هل تآلف؟ للاسف الشديد للاسف الشديد يعني انت قلت مافي قلبي على الاكثر، على كل حال دعنا نعود الى الاخ العزيز حيدر الشويلي وهو يقول متى ظهرت ملحمة الوحوش في حكاية الحيوان وبقية السؤال لك المكرفون استاذ بشير الجزائري: هو يقول هل هي السابقة ايضاً في نشأتها او اختها الخرافة؟ الخرافات ايضاً على قسمين خرافة عامة وخرافة حيوانية يمكن ان يقال عنها يعني الخرافة الخاصة بالحيوان، ملحمة الوحوش او ملحمة الوحش ظهرت متأخرة عن سابقتها، ظهرت متأخرة ايضاً حتى عن الملاحم الشعبية التي كانت عند اليونان والرومان وحتى عند الفرس ولو ان الملحمة الفارسية جاءت جداً جداً متأخرة عن الملحمتين اليونانية والرومانية وانا استعملت الملحمتين اريد الجنس ولم ارد واحدة لأنك كما تعلم اليونانيون لهم ملاحم والرومان لهم ملاحم والفرس ايضاً لهم ملحمة ولكن هذه الملحمة جاءت متأخرة كثيراً وقتاً كبيراً عن صاحبتيها السابقتين على كل حال ملحمة الوحش جاءت متأخرة حتى عن ملحمة الفرس يعني الشاهنامة العظيمة التي نظمها ابو القاسم الفردوسي الرجل الذي للانصاف سعى ان يكون فصيحاً في لغته كما نسمع من الناس لسنا من اصحاب هذه اللغة حتى نعرفها ولكن نسمع من الناس انه كان قد تفصح فيها وسعى ان تكون لغة فارسية خالصة ولكن كثيراً من الادباء البارعين اليوم كانوا قد نقدوا عليه استعماله الكثير من هذه اللغة الجميلة لغة القرآن الكريم لما للاسلام من فضل على جميع اللغات، اللغات التي اسلمت، اللغات التي دخلت لواء الاسلام انا لااطيل اذن سيدي الكريم ملحمة الوحش ظهرت متأخرة عن الخرافة وعلى هذا كانت لاحقة لها وليست من نتاج العصور الوسطى كما اشرت في وسط حديثنا بعض الباحثين الاوربيين يذهبون الى انها خرجت عندما انهارت الطبقة المترفة وعلت الطبقة المتوسطة يعني في عصر النهضة الصناعية، في عصر النهضة الصناعية قالوا خرجت هذه الملحمة ملحمة الوحش. المحاور: يعني حتى لو استاذ بشير الجزائري حتى ولو كان كذلك سيدي الكريم انا اعتقد ان الحيوان في ذات الانسان حتى عندما تعود الى تأسيس روما هم يقولون ان روموس ورومولوس قد ارضعتهم ذئبة ولذلك كان العلم الروماني هو يمثل الذئبة وكانت لديه حجر، في داخل الاهرامات وجدوا حيوانات مقدسة لديهم كالقط، طيب دعنا نذهب لأن الوقت ضاق علينا لكي نحفظ الادب للاخ العزيز رشيد ايضاً من تونس، هو الاخ رشيد قال بدأ من حية حواء وغيرها قال هل تآلف الانسان نهائياً مع الحيوان ام مازال هو ذلك الكائن المجهول محل الريبة والاستغراب؟ الجزائري: انا دائماً اشكر للسيد رشيد وازداد به رشداً ساعة يسأل سؤالاً استنكارياً كما يقول البلغاء السؤال حينما تسأل وانت تعرف الجواب يقولون سؤالاً استنكارياً او استفهاماً استنكارياً يعني انه يريد ان ينبه على شيء، يريد ان يقول ان الانسان لم يتألف مع الحيوان. المحاور: «إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ». الجزائري: رحم الله والديك هو لم يتآلف مع اخيه كيف يتآلف مع الحيوان، الا تراه الان يدوس اخاه؟ الا تراه يحطمه بكل ما اوتي من قوة؟ الا تراه يحرمه زاده؟ المحاور: لو لم يكن كذلك لما بعث الله له. الجزائري: الا يبيته بلا عشاء ويصبحه بلا فطور؟ المحاور: نعم نعم هذا من الطبيعي. الجزائري: فكيف يألف الحيوان وهو لا يألف اخاه الانسان. المحاور: عد الى ثورات العبيد ترى الانسان ما فعل، عد الى روما واشهد الى الذين صلبوا على تلك. الجزائري: لا تنسى لسنا بساسة نحن نتحدث عن الادب. المحاور: طبعاً نحن نتحدث عن فتك الانسان والحيوان سيدي الكريم قلت لك في البداية، في بعض الاحيان اقول ان الله سبحانه وتعالى قد جعل لغة الحيوان مختصة بلقمان الحكيم لأن للحيوان لغة، العصفور سيدي الكريم عندما يقتل والبعض يصطاد لمجرد نزهة يقال ان العصفور اذا اصطيد والرجل اذا كان شبعاناً في يوم القيامة يأتي لله سبحانه وتعالى يقول له: يا رب وخالقي أسأل عبدك هذا انه كان شبعاناً واخذ مني نفسي وروحي وحياتي لماذا؟ الجزائري: لأنه كان في يوم من الايام قد رآى صاحبه يبكي فقال له: ما يبكيك والصائد كان يذبحها، يذبح العصافير فقال له: المني بكاء هذا الصائد قال: كيف؟ قال لأنه يذبحنا ويبكي علينا قال له: يا سيدي لا تنظر الى عينيه ولكن انظر الى ما تفعل يداه، على كل حال سلمت يداك وسدد الله نظر عينيك وبصرك ونصرك. المحاور: اذن لو تسمح نبقى في حكاية الحيوان سيدي الكريم؟ الجزائري: انا معك. المحاور: لو تسمح؟ الجزائري: اشكرك. المحاور: ايضاً لو تسمحوا الافاضل نرجو ان قدمنا لكم برنامجاً وافياً على الرغم من عدم الاسهاب لو تسمحوا ان تبقوا معنا وفي الحلقة القادمة وحكاية الحيوان. في امان الله الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة