البث المباشر

الحاج الحقيقي من منظور الإمام الباقر (ع)

الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 17:48 بتوقيت طهران
الحاج الحقيقي من منظور الإمام الباقر (ع)

إن حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلا، ويزداد حماس ضيوف الرحمن تدريجيا، لكن يبقى السؤال: من هو الحاجّ الحقيقيّ وما هي الصفات التي ينبغي أن يتحلّى بها؟.

يري الإمام محمد الباقر (عليه السلام) بأنّ حجّ بيت الله الحرام لا يقتصر على الحضور الجسدي في مكة المكرمة وأداء المناسك الظاهريّة فحسب، بل إنّ روح الحجّ الحقيقية تتجلّى في الأخلاق، تهذيب النفس، والتواصل الإنساني مع الله وخلقه. وقد صرّح (ع) بوضوح بأنّ ثلاث صفات لا بدّ منها لمن ينال شرف زيارة هذا البيت الحرام.

من وجهة نظر الإمام محمد الباقر (ع)، فإنّ هذه الصفات الثلاث ليست فقط معيارًا لتقييم الحجّ الحقيقيّ، بل هي أيضًا معيار لقياس أخلاق وشخصية المؤمنون.

وفي وقتٍ تُصبح فيه الشعائر الدينية عادات شكلية أحيانا، فإن العودة إلى أقوال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) تُرشدنا إلى حقيقة العبادة الخالصة: عبادةٌ قائمةٌ على التقوى، والحلم وحسن الصحابة.

وهكذا، أجاب الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، خامس أئمة الشيعة، على هذا السؤال بحكمة بالغة وبلاغة في التعبير حيث يقول:

"ما يُعْبَأُ بِمَن يَؤُمُّ هذا البَيتَ إذا لَم يَكُن فيهِ ثَلاثُ خِصالٍ: وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عن مَعاصي اللّه ِ تعالى، وحِلْمٌ يَمْلِكُ بهِ غَضَبَهُ، وحُسْنُ الصَّحابةِ لِمَن صَحِبَهُ".

لا يشير الإمام الباقر (ع) في هذا الكلام الموجز والعميق، إلى أهمية ظاهر الحج فحسب، بل يُركز أيضًا على ثلاث خصائصَ أخلاقية وباطنية كاملة تضمن قبول الحج وقيمته.

وفي النظرة الدقيقة والعميقة للإمام محمد بن علي الباقر (ع)، إذا قال أحد الحجاج "لبيك اللهم لبيك"، ولكن إذا كان لسانه وسلوكه مليئين بالغضب أو المعصية أو سوء المعاملة مع الآخرين، فإن حجه، حسب رأيه (ع)، لا قيمة له.

إذن تعد هذه المعايير الثلاثة مقياسا لصدق الإيمان بأعظم شعائر الإسلام؛ فالحج بداية التغيير، وليس نهاية الرحلة فحسب.

والحاج الحقيقي هو من يغرس في نفسه التقوى، الحلم وحسن الصحابة بعد هذه الرحلة الروحية والمعنوية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة