البث المباشر

الطارف والتليد - 18/11/2009

الأربعاء 18 نوفمبر 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: اهلاً بكم في رحاب الطارف والتليد واستدامة تذوقنا للحكاية الشعبية وانتم في خير وعافية دائماً. ابدأ بما هو في بال الكثير فأقول ان اعظم ما توارثه الناس وتوارثته الامم في بقاع المعمورة المترامية هو حكايتها السارة والمحزنة والمطمئنة والمخيفة والضارة والنافعة وقد ظهر هذا الارث مع صانعه الانسان منذ استخلاف الله سبحانه وتعالى له في هذا الكوكب الصغير من كونه البديع الكبير وهنا يلذ لي بأسمكم ان اعود الى المنابع الصافية مع الزميل والاخ العزيز الاستاذ بشير الجزائري. نحييكم ونحن نجول في الطارف ونجول في التليد لنستطيع ان نقدم ما هو افضل، اعود واقول ان البرنامج اذا ما استمر فهذا يبقى على آراءكم انتم وان توضحوا لنا وان تعينوننا على ذلك فنحن اذا ما لم يصلنا رسالة او لم تصلنا اي اقتراحات منكم فسوف ننتقل من الحكاية الشعبية في البرنامج الجديد الى الاسطورة ولكن اذا كان بودكم ان نستمر في هذا البرنامج لبرنامج آخر او ما تكتفون به فنرجو الاتصال والابلاغ يعني بقسم الاتصالات فأننا نستمر في البرنامج وذلك خلال الاربع ايام او الخمسة ايام القادمة. اذن دعوني ابدأ الحديث مرة اخرى والحديث كما يقال ذو شجون مع الاخ العزيز الاستاذ بشير الجزائري الكريم، اهلاً بك في موقع البرنامج وحياك الله. الجزائري: حياك الله وزادك بياناً على بيانك الذي نعتز ان نستضيء به ونستنير ونقدم من هذا النور الى اولئك الذين يستمعون الينا الان وعسى ان يكون صوت هذا الضعيف قد بلغ تلك القلوب الطيبة التي تتحمل كل خير. المحاور: ان شاء الله، استاذ بشير نعود مرة اخرى رغم اننا نقفز في الحقيقة لضيق البرنامج وللاسف الشديد كان بودنا ان يكون هناك تجاوباً وهناك ايضاً مراودات لأجل تمديد او اطالة البرنامج لمدة ساعة ولانعرف جهود الاخوة هناك كيف ستكون والى اين المآل، على كل حال وعدنا سيد جزائري آنفاً ان نعود بهم عودة حرة الى المنابع الصافية للحكاية العفوية الخالية من كل تعقيد والتواء وغموض وقد سميت في الازمنة الاخيرة كما تعلم الحكاية الشعبية، سيدي الكريم نعود مرة اخرى، كيف نشأت؟ الجزائري: اكرمك الله انت اشرت الى انها عفوية ومعنى ذلك ان هذا الانسان الذي كان في تلك الافاق المفتوحة له بلطف الله سبحانه وتعالى وانا اقول مفتوحة له ولا اقول مفتوحة امامه لأنك تعلم الفرق بين الامام وبين الفتح للانسان. سيدي الكريم هذا الانسان حينما نظر في هذه السماء وهي زاهية بما فيها من الكواكب المتوهجة فيها هدى للناس ورحمة، ربك علم الناس الحساب وعلمهم السير وعلمهم الاوقات وعلمهم اشياء كثيرة بما نثره من هذه الانجم الزهر في سماءه التي لا حد لها وهي مرفوعة بلا عمد ورفعها بلا عمد ايضاً مثير لهذا العقل وعقل الانسان كان حياً وفاعلاً منذ نزل من الجنة الى الارض، منذ اختاره الله سبحانه وتعالى بعد اخراجه خليفة له في هذا الكون يعني ليس مصلحاً للارض وحدها انما هو مصلح لكل مافي هذا الكون البديع الفسيح بكل مافيه من انهار وبحار وجبال وصحارى وسهول ومافيه من شجر وثمر وطير زاد الله عليك كلما يرفعك ويطيل جناحك ايضاً في الافاق البعيدة حتى ترى آيات ربك سبحانه وتعالى. المحاور: ولو استطعت ان اطير لما بقيت، على كل حال، استاذ بشير كان هناك احد الاخوة كان يوضح لي في احدى الاحيان حول موضوع رقيق ودقيق جداً، قال هل سألت نفسك لماذا الاطفال اقل من سن الرابعة يحتذون الحذاء ولكن بشكل مخالف للآخر؟ قلت: لا! فقال: لأنهم يرون الدنيا بزاوية واسعة، لا تضيق الزاوية، نحن عندما نكبر مسيرنا اذا يتجه الى نقطة تنتهي. الجزائري: اذا تقدمنا في العمر ضيقنا الزاوية. المحاور: نصل الى نقطة الصفر ثم نذهب ولانعلم الى اين اذا كنا من اهل اليمين او اهل اليسار هذا ما اقوله، سيدي الكريم عادة انا اعتقد ان اول من اختلق اللعبة لأنه يمتلك هذا الخيال من الزاوية المفتوحة المنفرجة، هل تتصور الحكاية الشعبية دون تصور ادبي وخيال ادبي؟ الجزائري: والله شيء جميل جداً وانا سعيد جداً بالمثال الذي تفضلت به وهو مساعد لي ومنقذ ايضاً، انا ساعة تكلمت في البدأ وقلت ان هذا الانسان الطيب الذي هو انت وكل المستمعين الذين احبهم واكرمهم، شهد الله هؤلاء ساعة نظروا في السماء وساعة نظروا في الافق الممتد امامهم. المحاور: على كل حال سيدي الكريم استاذ بشير تسمح لي المخرج الحقيقة. الجزائري: انا لاارد عليك بمثل العراقيين في الضيف، مثل العراقيين جميل جداً ولكنه قاسي جداً لااقوله ولكني اعرفه وقد عرفه الجميع. المحاور: ولكن سيدي الكريم انا عرفت ما قلت ولكني بين سيف ذو حدين المخرج من جانب وحضرتك من جانب والمستمع من جانب وانا بقيت في هذا الوسط لاارى لنفسي راحة في ان اريحك. الجزائري: والله انا لو كنت سيفاً لدفعت عن نفسي. المحاور: لنذهب الى العراق، متصل من العراق الاخ هاني جاسم، اخ هاني سلام عليكم. هاني: السلام عليكم. المحاور: اهلاً وسهلاً ومرحباً تفضل اخ جاسم. هاني: انا لا اطيل عليكم فقط عندي سؤال من الاستاذ اذا امكن؟ المحاور: نعم تفضل. هاني: السؤال يقول الى اي شكل من اشكال الحكاية الشعبية ينتمي الحب العذري عند العرب والافلاطوني عند اليونان وما هي امثلته الشائعة في كتب الادب والتاريخ وما شابه ذلك؟ المحاور: نعم، امشي واضحك ياليلى مكابرة على الناس اخفي احتضاراتي. الجزائري: سلام عليك وعلى ليلى. المحاور: وطبعاً هذا السؤال استاذ بشير، وايضاً لدينا اخ آخر دعنال نستمع اليه فاضل المغسل من السعودية، اخ فاضل سلام عليكم اهلاً بك. فاضل: عليكم السلام اهلاً بكم. الجزائري: مشاكس هذا! فاضل: سلام عليكم استاذ جزائري. الجزائري: وعليكم السلام ورحمة الله. فاضل: اولاً اعظم لكم الاجر بمناسبة وفاة الامام الجواد سلام الله عليه واعزي بهذا المصاب سيدي الحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف، اريد ان ارفع صوتي هذه اللحظة واقول اطيلوا برنامجكم جزاكم الله اوفر الجزاء اطيلوا برنامجكم ولو لساعة. الجزائري: اكرمك الله. فاضل: الثاني فيما يتعلق بالحكاية الشعبية بودي ان يتحفنا الاستاذ بشير الجزائري في بعض ملامح او سمات الحكاية الشعبية التي تنفرد بها عن بقية الالوان الادبية الاخرى شاكراً ومقدراً لكم والسلام عليكم. المحاور: وعليكم السلام، اخ فاضل يعني هو يقول انك مشاكس لا اعلم ان كان حقاً او لا ولكن استاذ بشير هو دائماً. الجزائري: ستر الله علي وعليك بأن انقطع صوت فاضل سلام الله عليه. المحاور: نعم نعود اولاً الى الاخ هاني جاسم سيدي الكريم. الجزائري: اولاً احفظ علي سؤال السيد الكريم الاستاذ فاضل هذا كيمياوي ونحن يجب ان نكون على حذر. المحاور: ومع الكيمياويين لدينا تجربة. الجزائري: احسنت رحم الله والديك، نرجع الى السيد الكريم هاني جاسم ابن البلد الطيب العراق، ابن الحكاية الشعبية العريقة التي بدأت احلى الحكايات في تاريخ الانسان امس واليوم فيه. المحاور: آلت الامور الى التعصب! الجزائري: لا الى التاريخ الحق. المحاور: تفضل. الجزائري: الى الجانب المضيء من الحكاية الشعبية، الى بابل، الى اور، الى غلغامش، الى نينوا، الى كل آثار الحضارة العريقة الباقية رغم حدثان الازمنة، حدثان مرير مرير مر بهذه الارض المباركة الطيبة ولكن الرافدين مازالا جاريين جاريين. المحاور: ما زحتك استاذ بشير مازحتك، اخرج من السياسة ودعنا نعود. الجزائري: لست بسياسي، الحمد لله انا لست بسياسي، نعم على كل حال نرجع الى الحكاية الشعبية يقول الى اي شكل من اشكال الحكاية الشعبية الحب العذري يرجع، ينتسب، ينتمي عند العرب وعند اليونان؟ هو عند العرب اسمه العذري وعند اليونان اسمه الافلاطوني نسبة الى السيد الكبير صاحب الجمهورية البارعة في السياسة والذوق والرفعة الكاملة جداً ولا غبار عليه، وليت مثل هذه الجمهورية قد تحقق يوماً ما على الارض، انها جمهورية الخيال كما يقولون. المحاور: من المدينة الفاضلة. الجزائري: او جمهورية الفلاسفة، على كل حال بمثل هذا الطيب في قلب افلاطون كان هناك حب في تلك الارض وكان هناك ايضاً حجاباً ياسيدي، حجاب عميق وعميق ساتر ساتر كل شيء، الحجاب لم يكن مقصوراً على ارضنا نحن الشرقيين وحدنا لاشريك لنا انما كان الحجاب في الارض بأجمعها وعند اليونانيين وفي اثنا على وجه الخصوص كان منتشراً انتشاراً عظيماً يمثل كرامة الانسان ولكن الدهور تسري وتغير وحركة التغيير تدمر كل شيء، حركة التطور تصلح اشياءاً ولكن حركة التغيير ذاهبة مذهباً آخر، هذا عند علماء الاجتماع اما عند ربك فالتغيير شيء آخر، التغيير عند ربك معناه التطور «إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ» يغير بهم من الخير الى غيره. المحاور: دعوة الى الحركة. الجزائري: احسنت يعني من هذا الى هذا، من الابيض الى الاسود واجار الله الطيبيين جميعاً من الاسود الى الابيض اذا كانت هذه هي السعادة كلها، نرجع نحن الى ان الحب العذري عند العرب والحب الافلاطوني عند اليونان. المحاور: يعني العذري عند العرب والمثالي عند اليونان نستطيع ان نقول؟ الجزائري: احسنت، كلاهما بمعنى وهما جميلان وهما يقدمان الذوق الرفيع للانسان والطهر النبيل الذي يتوق هذا الانسان لرؤيته متجدداً في هذه الارض، على كل حال ربما اطلنا في الجواب هذان النوعان من الحب او هذا النوع المسمى بأسمين هو حكاية اجتماعية في الحكاية الشعبية من النوع الذي نسميه الحكاية الاجتماعية لأن الحكاية الاجتماعية، طبعاً هذا فيه جانب من جواب الاخ فاضل الذي سنتحدث فيه فيما بعد، هو لون يسمى الحكاية الاجتماعية. المحاور: اصبح حكاية اجتماعية يعني هو في الواقع كان له وجود، جميل بثينة، يعني انت ترى استاذ بشير ان اثر جميل بثينة في طريقة موته تراه في آثار لويليام شكسبير. الجزائري: احسنت احسنت. المحاور: ولا تعلم، جميل بثينة هو اقدم لا تعلم ان هذا هل سرقه؟ هل هو تخيل ذلك؟ الجزائري: اذا ذهبنا مذهب الدكتور صفاء خلوصي البغدادي رحمه الله التي بنته الان في جامعة لندن استاذة كان يذهب الى ان شكسبير هو عربي وانه هو الشيخ زبير، يعني انا لا اذهب هذا المذهب. المحاور: لا ليس هذا المذهب ولكن هو عندما اتخذ عطا الله وسمي اتلا هو ايضاً كان يبدو متجانساً مع الشرق. الجزائري: كان يعيش العالم. المحاور: طيب استاذ بشير لا نخرج عن البرنامج الوقت ضيق، اذن هم لم يكونوا حكاية اجتماعية بل الحكاية تكاملت بعدهم؟ الجزائري: نعم عاشا فصارا حكاية، من حكاهما؟ حكاهما المجتمع الذي عاشاهما لأنهما كانا ابنين لأبوين، ابوين لهذا وابوين لهذه وكذلك قيس بن بريح ولبنى وقيس بن ملوح وليلى. المحاور: عنترة، ولقد ذكرت الرماح الجزائري: عنترة وابنة عمه، احسنت، اطلنا كثيراً، ربما سيدي العزيز اذا عرف الناس ان هذا اللون من الحكاية انما هو لون هادف او نوع ذو غرض يعني نسميه بالعربية اللون المغترض يعني صاحب الغرض ولانقول لون مغرض لأنه يكون صاحب غرض والغرض هو الحزام الذي يشد على بطن الجمل. المحاور: اصبحنا جمال ايضاً، نعم تفضل، ولي غرض ايضاً. الجزائري: في لغتنا اعزك الله واعز السامعين الطيبين، اذن عرفنا بالاصل ان هذه الحكاية جرت جرياناً واقعاً او انها جعلت هكذا لتقدم مكاناً انسانياً رفيعاً يستفيد منه الناس في كل زمان ومكان. المحاور: اذن ما فهمت من حضرتك. الجزائري: وفاء جميل، وفاء قيس بن ذريح، وفاء قيس بن الملوح. المحاور: السموئل. الجزائري: لا السموئل لم يكن عاشقاً حتى نضع وفاءه. المحاور: انا فكرت انك تتحدث عن الوفاء. الجزائري: اتحدث عن وفاء المحبين او عن وفاء الميتين في عشقهم. المحاور: والله سيدي الكريم انا لا اتصور ان يكون هناك رجل وفي ولا يحب ولذلك قلت السموئل حتى ذلك العربي عندما لجئت اليه جراد ووقف امام القوم. الجزائري: كل المحبين اوفياء وكل الشجعان اوفياء. المحاور: ولا شجاعة من دون حب، انا لا اتصور ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب يخرج بجسمه ذاك بصغره، يخرج الى عمر بن ود، يخرج وهو لايحب، لا يمكنه ذلك من القتال، اذا لايكون هناك حب لا وفاء ولا شجاعة ولا شيء، على كل حال استاذ بشير واصلنا نعم. الجزائري: مازلت دائناً. المحاور: نعم نعم تفضل. الجزائري: اردت ان اقول للسيد هاني جاسم ذكره الله بألف خير في سؤاله يقول ما واقع امثلته الشائعة في كتب الادب والتاريخ؟ واقعه ثابت ثابت وكتب التاريخ لا تشك في قصة جميل ولا قصة قيس بن ذريح ولا في قصة عنترة كما تفضلت انت ولا في قصة عاشق من العاشقين بل ان كتباً اصيلة منها مصارع العشاق على سبيل المثال تتحدث بأولئك العاشقين الذين مضوا الى ربهم وقلوبهم طاهرة وجسومهم طاهرة ايضاً. المحاور: سيدي الكريم وانت تقرأ كتب العشاق لماذا؟ الجزائري: لأتعلم كيف اكون انساناً. المحاور: اذن لنذهب الى سورياً معنا اخ عزيز، عاطف المسكي، طبعاً فاضل المغسل ايضاً اقترح وتحدث عن الموضوع، لو تعلق قليلاً انا اشكرك بدلاً عني تحمل وزري، عاطف المسكي، اخ عاطف سلام عليكم اهلاً بك. المسكي: ... المحاور: اخ عاطف للاسف انقطع الاخ. الجزائري: اذن هذا من حسن حظ الاخ الكيمياوي ربما. المحاور: نعم الاخ فاضل المغسل من السعودية نعم سيدي الكريم تفضل. الجزائري: اكرمك الله، هو يقول ما فرق الحكاية الشعبية من غيرها؟ نحن قد مر معنا. المحاور: عرفنا هذا الموضوع. الجزائري: مر سريعاً معنا هذا ولم نكن فصلنا لأن جلستنا ها هنا ليست جلسة تفصيل انما نحن اسرى ان نجيب بأيجاز بأيجاز، ايجاز موجز. المحاور: سيدي الكريم انا اعتذر لا المستمعين يدرون ولا انت تدري فهذه السماعة في اذني، المخرج يكرر علي حتى يشرد بي الفكر حتى لا اسمع اكثر الكلمات. الجزائري: هذا حسن حظي. المحاور: يبدو انه من سوريا التحق بنا الاخ عاطف المسكي. المسكي: سلام عليكم. المحاور: وعليكم السلام ياهلا. المسكي: نشكر لكم هذا البرنامج الحلو ونرحب بالاستاذ بشير. الجزائري: حياك الله. المسكي: استاذ بشير لو سمحتم الحكاية الشعبية لازالت تتلقى على عرش العالم القصصي فلماذا لا نجد شيئاً من هاتين الخصيصتين في القصة الحديثة والتي يسمونها القصة القصيرة وشكراً لكم. المحاور: نشكرك اخ عاطف شكراً جزيلاً، وصلت الفكرة ونشكرك، نذهب مباشرة تفضل. الجزائري: وقد تخطيت انت. المحاور: فاضل المغسل؟ الجزائري: فاضلاً المغسل. المحاور: نبدأ من فاضل. الجزائري: نعم بأيجاز حتى نعود الى السيد الحبيب طيب الاسم عاطف المسكي، ما احلى هذا الاسم وما احلى هذا اللقب انا اكرمه و والله لااتملق احداً انما اعتز حينما اجد اسماً طيباً كهذا فأذكره، سيدي الكريم اقول لأستاذي العزيز فاضل حفظه الله الحكاية الشعبية هي تلك الحكاية الصافية التي وردت من اقدم الازمنة وبقيت تتخطى كل الحدود والسدود الزمانية والمكانية حتى بلغتنا ومازلنا نستأنس بها، هذا طبعاً سيدخل في جواب الاخ عاطف، لماذا؟ لأنها خالصة من اي تعقيد، خالصة من اي التواء، خالصة من اي غموض. المحاور: وايضاً مفتوحة اليدين، تتمكن ان تتحدث عن حشرة. الجزائري: احسنت. المحاور: وتزيد ايضاً. الجزائري: احسنت وتنقص كما طاب لك، انت تستطيع ان تقصها دقيقتين وتستطيع ان تقصها في عشرة ايام، وجاءت الجرادة واخذت حبة وجاء الجرادة فأخذت حبة وجاءت جرادة واخذت حبة، قال لم تكرر ذلك؟ الملك الذي اشترط عليه اذا انتهت قصتك قتلتك، قال ياسيدي انت طلبت مني قصة لاتنتهي وهذه هي قصتي التي لاتنتهي، الجراد لن ينتهي والحب لن ينتهي. المحاور: طيب جميل. الجزائري: اذن هي الحكاية الشعبية وفرقها من القصة القصيرة التي اصبحت بيد كل اديب او بيد كل قاص من القاصين تأخذ لوناً وتأخذ نوعاً وتأخذ طولاً وتأخذ قصراً. المحاور: ثم القصة القصيرة استاذ بشير يعني انت في البرنامج السابق ايضاً اشرت اليها يعني القصة القصيرة انا اعتقد انها صعبة المراس اكثر من القصة. الجزائري: جداً وهذا جزء من تعقيدها، هذا جزء من ابعادها عن النفس وجزء من ابتعاد النفس عنها ايضاً بينما تلك تقبل عليها، اذن دخلنا الان رحاب الاخ الكريم عاطف المسكي سلام الله عليه ونقول انما نستعذب هذه الحكايات الطيبة اذا كانت في دمشق الفيحاء او في حلب الشهباء او اذا كانت في بغداد دار السلام او في الموصل الحدباء فأننا لانجد حقيقة، لانجد نكهة تاريخية عميقة جداً تملأ صدورنا وترتفع بنا الى آفاق سنية عالية جداً. المحاور: استاذ بشير لماذا انا اتصور ان الحكاية الشعبية كنا نستلذها وكانت باقية في خاطرنا وحاكت طفولتنا؟ الجزائري: لأن الانسان هو طفل. المحاور: ولكل انسان طفل في داخله الجزائري: او تذكر اول من امس اذ تحدثنا وقلنا ان كتاباً قد انتشر في طهران قبل ما يزيد على عشرين سنة من الزمان وكان غلافه قد حوى صورة رجل طوال مثلك انت، مبارك عليك طولكم. المحاور: اشكرك. الجزائري: ومبارك لك وفيك. المحاور: لو كان الطول مباركاً، نعم تفضل. الجزائري: لا كله خير وبركة ومنجاة من الغرق لا اقل، سيدي الكريم قلنا ان هذا الرجل الطوال كان بين قدميه صورة طفل، اذا تأملنا ذلك الطفل وجدناه كاملاً هو ذلك الرجل وقلت لحضرتك، كنا في غرفة المذيعين، قلت لحضرتك ياسيدي هذا يريد ان يقول يعني صاحب الكتاب او مصمم الكتاب يريد ان يقول ان الشخصية الكبيرة هي تلك الطفولة اذا كان الطفل سعيداً كان الرجل في كبره سعيداً، اذا كان شقياً كان ذلك الرجل. المحاور: يعني سيدي الكريم اقولها يعني هي الاعمار بيد الله ولكن انا اعتقد نوح ما كان يصبح نوحاً ويعيش اكثر من تسعمئة سنة لو لم يكن الطفل في داخله حياً ينبض، يعينه على العمل، يعينه على الطيبة، يعينه على العصمة، يعينه على التحمل، الطفل انت تمسك بأذنيه ثم تأدبه نعم. الجزائري: ولا تدري مدى الجريمة التي ترتكبها. المحاور: لا انا لا اقنط من رحمة الله لأني اعرف ان طفلتي عادة هي تسامحني، في بعض الاحيان عندما تخطأ واشد عليها فأراها بعد عشر دقائق تنسى ولكن الانسان اذا اراد ان يخرج عن طفولته ويصبح كبيراً والله هنا بداية الحقد وهنا بداية الجرأة على البشر وبداية الجرم على البشر. الجزائري: صحيح. المحاور: ولذلك بأعتقادي سيد بشير اني احافظ على طفلي الداخلي والحمد لله انا والاخ فاضل المغسل نحافظ على الطفل في داخلنا وانت ما سميتها شيء. الجزائري: ما سميتها شيء انما انت تقذف علي ذلك. المحاور: ماذا قلت في حق فاضل، اعلنتها بكامل فمك، ماذا قلت عن فاضل؟ الجزائري: هذا حبيبي. المحاور: الان اصبح حبيب؟ الم تقل انه مشاكس؟ الجزائري: نعم. المحاور: الا تكرر هذا عليه ايضاً. الجزائري: اليست الملاطفة والمجاذبة والمراودة كما كنت تقول. المحاور: انت لغوي سيدي الكريم وكيف اتمكن منك. الجزائري: نسيت مراودتك في بدأ الطريق؟ المحاور: تفضل سيدي تفضل. الجزائري: اذن جوابي للسيد المسكي زاده الله ان شاء الله نكهة منتشرة من سوريا العربية الى هذه الديار وغيرها من ارض الله سبحانه وتعالى، اقول له حقيقة القصة القصيرة بكثرة الانواع التي صارت تكتب بها والتفنن الذي صار يغدق عليها صارت بعيدة عن النفس بينما بقيت الحكاية لصفاءها ونقاءها وطبيعة الانسان هي النقاء والصفاء والرغبة. المحاور: استاذ بشير انت ذكرت في احدى الاسئلة، انت ذكرت حول اليونان و حول الحجاب، سيدي الكريم انا آتيك بمثال واعتقد انك تعلم اكثر مني ولكن دعنا نطرح حتماً المستمعين هم قد سمعوا بها او قرأوها، في اليونان حتى الرقص سيدي الكريم. الجزائري: ليتهم اعانوني عليك بهاتف من الهواتف. المحاور: حتى الرقص سيدي الكريم اخذ منحى آخر. الجزائري: نعم. المحاور: انا قرأت عن جزيرة، عن احدى جزر اليونان وهي شاهدة لهذا اليوم جزيرة كرت، عندما انت تقارن رقصة الفلامينغو الموجودة في اسبانيا والبعض راح وكما قال الدكتور هي رقصة تسمى الفلاح منكم وهي اصولها رقصة عربية، رقصة الفلامينغو في اسبانيا لو تبحث عنها في جذور اليونان ترى ان هذه الرقصة رقصة تعبدية بحتة لم يقم بها فتيات عذريات كانوا يربين لكي يتراقصوا هذه الرقصة حتى وان كانت هي وثنية لكن رقصة مع الثيران التي الان انتقلت الثيران كلعبة في اسبانيا وانتقل ذاك الرقص التعبدي فأصبح رقصة الفلامينغو وغيرها سيدي الكريم واذا ما جاء الى الشرق فأصبح رقصاً شرقياً وغير ذلك فحتى الرقص الذي نحن لانحسب له حساب خاص في الشرع وفي الدين الا برؤية خاصة دينية حتى ذلك تغير عندما اراد الانسان ان يتجه بأدبياته الصورية وبأحساسه وبشعوره يتجه اتجاهاً هو ليس هدفه ان يصل الى الافضل بل ان يستفيد من الوقت استفادة حتى ليس استفادة لما بعدها يعني وكأن ذلك الشيخ عندما زرع الشجرة و زرع االنخلة سألوه انت شيخ عجوز وتزرع نخلة والنخلة لاتثمر الا بعد سنين قال زرعوا فأكلنا ونزرع ليأكلون. الجزائري: تلك ثقافة نتمنى سيادتها في هذا الوجود لأنها ثقافة الرب سبحانه وتعالى التي ارادها لعباده حتى يبقوا مصلحين كما كانوا في بدأ وجودهم في حياة ابيهم الاكبر، ابيهم الاكرم على قول الامام الصادق (عليه السلام)، ابونا الاكبر الاكرم (عليه السلام)، كان مصلحاً في الارض، امنا حواء كانت مصلحة في الارض تلاحظ، الناس ساعة يلتفتون الى انفسهم يقدموا اصلاحاً وصلاحاً لهذا الكون. المحاور: ولذلك الحكاية الشعبية سيدي الكريم الا توافقني. الجزائري: احسنت، فصورت الحكاية الخير والشر وصورت البياض والسواد وصورت الظلم والعدل والحق والباطل وكلها جاءت عفوية، جاءت خالصة من غير تزويق ولاتنميق كما قلت انت انا استطيع ان احكي حكاية شعبية وذاك يستطيع وامي وامك ومن درس ومن لم يدرس، من رأى المدينة ومن لم يرها، صحيح؟ المحاور: نعم. الجزائري: هذا لصفاء النفس البشرية واقبال الطبيعة الانسانية على الخير، حب الخير، الله سبحانه وتعالى يريد لعبده ان يكون سيداً، ان يكون رقيقاً، عذباً، يتسامح حتى اذا رأى عثرات من الجزائري اثناء الكلام غض النظر عن كثير منها. المحاور: استاذ جزائري انت تعلم ان البرنامج قد انقضى وبعد البرنامج سوف تقاتلني حتى تنال مني. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: لا تجاملني سيدي الكريم، بودنا ان نبقى معكم والله ولكن الوقت نفد ونعتذر مرة اخرى وكان الاخ فاضل المغسل اقترح ان نطيل وقت البرنامج ونحن نشكره على هذا الامر وايضاً نعتذر من الاخت العزيزة ام خليل من البحرين وايضاً اكرر والوقت ضيق مستمعينا الافاضل الاسبوع القادم سوف نذهب الى الاسطورة فأذا كان لديكم رغبة بأن نستمر في الحكاية الشعبية ارجو ان تبلغوننا حتى يوم السبت او الاحد القادم ان شاء الله لكي نكون عند حسن ظنكم، الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة