البث المباشر

الطارف والتليد - 03/11/2009

الأربعاء 4 نوفمبر 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الاكرم محمد واله الطاهرين. سلام الطارف والتليد على اصدقاءه الكرام واكرامه لهم واعتزازه بهم وهو يستقبلهم في بيان الحكاية الشعبية تعريفها وانواعها واصولها. اما الان فنتناول موضوع اليوم وهو الحكاية الشعبية وقد وعدناكم في الاسبوع الماضي ونتناول هذا الموضوع في رحاب الطارف والتليد فنقول ان هذه الحكاية لون من التعبير او الادب الشعبي القائم في العالم كله منذ القدم السحيق وهي ذات اشكال رئيسية في هذا العالم فقد ثبت ان الناس في كل مكان يسردون الحكايات المتفاوتة كماً ونوعاً مهما تنوعت ثقافاتهم وتعددت مشاربهم وبين هذه الحكايات تشابه واضح كل الوضوح في محاورها، في ابطالها وفي مواقفها من ايام العيش في الغابات النابتة تلقائياً بأرادة الله سبحانه وتعالى الى الرعي والترحال في الصحارى والسهول فالزراعة وقيام القرى على ضفاف الانهار والترع والاراضي الصالحة للزراعة، هذه لمحة خاطفة عن نشأة الحكاية الشعبية و واقعها وينضم الي الان اخي العزيز واستاذي الكريم السيد بشير الجزائري لتفصيل الموضوع وايضاً تفرعه وكان بودي ان اذهب الى فاصل ولكن مخرج البرنامج هو قد اجبرني لكي ارحب بك يعني اخي العزيز واستاذي الكريم السيد بشير الجزائري ولنرى ما عندك في هذا الشأن الذي طرحته انا قبل لحظات. الجزائري: رحبت بك السعادة والسلامة. المحاور: اشكرك. الجزائري: وضمك الرحمن الى السعداء والكرماء من خلقه. المحاور: ارجوك ان لاتستطرد تفضل. الجزائري: انت والمستمعين الكرام دمتم سالمين وغانمين وانا شاكر لكم. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل يعني استاذ جزائري كما تعلم بحسب افق العاصمة طهران سوف يداهمنا ان شاء الله ولذلك ارتئى مخرج البرنامج ان ابدأ معك ولم يبق سوى اربع دقائق على ذلك الوقت لذلك سيدي الكريم لنرى ما عندك في هذا الشان الجميل، تفضل. الجزائري: يطيب لي الاذان الكريم ان يكون اولئك الذين يستعدون لأداء الصلاة بسماعه ان يكونوا قد قدموا لأنفسهم خيراً جميلاً وطيباً لمن يستمعون اليهم ومن يقرأون ما يكتبون وانت الان سعيت ان تقدم شيئاً جميلاً للناس تعلمهم حقيقة سارية كما كنت تقول في الصباح، الحكاية الشعبية اثر مأثور من الانسان من اول تاريخه حتى اليوم ومازال ولم تستطع جميع الوسائل السارية الان في الاعلام والدعاية ان تقضي عليه او ان تخفف من وطئته ومازالت امهاتنا وجداتنا وعماتنا وخالاتنا تروي لنا اشياء كثيرة لبنينا، لأحفادهم وهكذا، اذن الحكاية الشعبية فقط اشير بهذه الاشارة اذا بقي لي وقت؟ المحاور: نعم نعم. الجزائري: هي مصطلح ادبي جديد ليس على الادب العربي وحده انما على جميع الادب العالمي لأنه قد نشأ حديثاً لعله اخريات القرن التاسع عشر لكي يفرزوا هذا الادب من الادب الذي اخذ يستجد. المحاور: يعني استاذ بشير يعني نشأ كجمع للحكاية اما الحكاية فهي موجودة في التاريخ. الجزائري: احسنت ارادوا بكلمة شعبية، المراد هنا بالمصطلح كلمة شعبية، الحكاية هي اساساً شعبية ولكن وضعوا هذه الكلمة لكي تفترق هذه الحكاية المأثورة الموروثة وهي ميراث الشعوب او تراثها جميعاً من اقدم الاقدمين الى اليوم ارادوا ان يميزوها من النشاط الذاتي للكتاب البارعين الذين اشرت الى احدهم انت في الحلقة الماضية من القصة القصيرة في ثاني لقاء لنا ببركتك وسلامتك الذي هو السيد الفرنسي. المحاور: اشكرك يعني سيدي الكريم تحدثت انت عن عماتنا وخالاتنا وكأنك تعرفهم من بعيد ومن قريب دعني اعود الى عماتنا وخالاتنا يعني سيدي الكريم الحكاية الشعبية كما يقال هي تتألف من اسلوب بسيط وسلس ولا يحتاج الى قواعد ولانحو، هو نوع من بدايات المسرح في حركات الام او العمة او الخالة التي انت تحدثت عنها. الجزائري: بل هو المسرح في عينه من غير هذه القواعد والضوابط التي فرضت عليه. المحاور: وخاصة وانت ضربت في اعماق الزمن ومخرت الزمن بعمرك المديد وعبرت المئة والعشرين والحمد لله رب العالمين. الجزائري: اعطاك الله ما اعطاني المحاور: على كل حال انت سمعت هذه القصص، هل يمكن لهذه القصة التي تمتاز بهذا الوضع هل يمكن لنا ان ندرجها ضمن آداب شعب من الشعوب، ارجو ان تقول لي رأيك في ذلك ولكن دعني اذهب الى المستمعين الافاضل، مستمعينا دعونا نذهب الى رفع الاذان في العاصمة طهران في هذا الوقت ونتمنى ان تدعو لي ولأسرة البرنامج وخاصة الاستاذ الكريم بشير الجزائري. الجزائري: بوركتم انت وهم. المحاور: لازلنا معكم والى جنبي استاذي العزيز واخي الكبير يعني ليس كبيراً، يعني انت كبير بموقعك انا لااشير الى السن. الجزائري: اكبرك بكل المعاني. المحاور: لا اقول انك تجاوزت الثمانين، على كل حال دعونا نعود مرة اخرى الى الحكاية. الجزائري: وزيادة الله عليها. المحاور: انت تحدثت عن خالاتنا وعماتنا لنعود مرة اخرى سيدي الكريم وانت تعلم ان اسلوب الحكاية هو اسلوب سهل وبسيط لايحتاج الى تعقيدات النحو ولا الى تعقيدات اللغة والالتزام بالقواعد. الجزائري: انا لا اسمح لك اذا تلطفت وسمعت لي هذه الجملة فقط، لا اسمح لك بتكرار تعقيدات النحو، النحو لم يكن معقداً، لم يكن ثقيلاً على احد. الجزائري: سيدي الكريم لا نخرج عن البرنامج اعرب ما يلي وكاف وكفكاف وكفي بكفي وكف كفاف الماء من كفي، هكذا ذهبت اللغة العربية. الجزائري: لا هذه ليست العربية. المحاور: هل اتيتها انا من الروم هذه؟ الجزائري: لا العربية عربية ربك سبحانه وتعالى وعربية رسوله الاكرم (صلى الله عليه وآله). المحاور: وجئتم انتم اللغويون وادخلت فيها التفسير، على كل حال خرجنا من بساطت. الجزائري: اقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم، هذا الجمال اين تجده انت. المحاور: حاشا لله. الجزائري: حتى اولئك الذين يعيشون في البراري والذين يعيشون في الغابات. المحاور: المعضلة فيكم انتم اللغويون. الجزائري: انت الذي تقوله. المحاور: لا نخرج عن البرنامج، سيدي الكريم لانخرج عن البرنامج لأن هذه قضية معقدة جداً، على كل حال يعني هل يمكن ان نسرد الحكاية الشعبية ضمن ادب من آداب الشعوب الخاصة؟ الجزائري: الحكاية الشعبية هي ادب الشعوب كلها. المحاور: كيف؟ الجزائري: يعني ما من شعب في هذه الارض الا وله حكايته الشعبية هذه ومن عجائب الامور ان هذه الحكاية موجودة في كل صعق من اصعاق هذا الكوكب الذي نعيش فيه لااختلاف بين قصة نشأت او حكاية نشأت في اقصى الشرق من آسية وفي اقصى الغرب من العالم القديم كما يسمونه ايضاً جزء من العالم القديم الذي هو اوربا او العالم الجديد الذي هو امريكا. المحاور: لهذا السبب رغم انني اقسمت ان التزم بالنص ولكن سيدي الكريم الفضول يقتلني، لهذا السبب نرى ان في الحكاية الشعبية ليس لوجود شخصية مسماة بأسم خاص كان يا ما كان، كان هناك فتى، كانت هناك امرأة، لا اسم لها ولاشخص لها ولا تاريخ لها بل في الماضي البعيد واخيراً يتحدثون انهم عاشوا في نبات وثبات. الجزائري: بارك الله فيك هو ذلك، هو ذلك، هذا هو الجمال، هذه القصة نشأت لدى هذا الشعب وذاك الشعب واختلفت اسماء ابطالها او امكنتها او ازمنتها ولكنها بقيت هي تلك القصة يعني اذا تأملت الحكايات السارية في آسية والحكايات السارية في اوروبا او السارية في افريقيا لاتكاد تجد احداها مختلفة الا بما ذكرت لحضرتك الكريمة، اختلاف في الاسم يعني من الممكن ان يسمى جحا، من الممكن ان يسمى اشعب، من الممكن ان يسمى اسماً آخر والمكان هذا المكان اوذاك المكان الا ان المضمون واحد والغاية واحدة. المحاور: ولكن الاسلوب يختلف من مجتمع الى مجتمع. الجزائري: بطبيعة الحال، بتطوره لا بحقيقته، في الاصل واحد يعني نشأت كلها نشأة يسيرة سهلة على الجميع معروفة لكل هؤلاء الذين يستمعون اليها والذين هم يحدثون الناس بها حديثاً جميلاً. المحاور: نعم يبدو استاذ بشير يبدو ان لدينا ضيف عزيز حل علينا الان، الاخ العزيز ابو خليل من السعودية سلام عليكم اهلاً بك. ابو خليل: حياك الله، لدي سؤال وهو لماذا انعدمت القصة في الادب العربي القديم؟ المحاور: هذا هو السؤال؟ ابو خليل: هذا هو السؤال نعم. المحاور: اشكرك اخ ابو خليل من السعودية اذن نحن نتحدث عن حكاية وان شاء الله يكون لهذا علاقة. الجزائري: وثيقة، كما تفضلت انت في الصباح والان الحكاية الشعبية هي قصة، الحكاية بطبيعتها هي قصة لكن نحن اليوم وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر نعود الى حلقتنا الماضية من موضوع القصة القصيرة سريعاً، كنا قد اشرنا الى ان القصة القصيرة انما هي عمل جديد جاء به قصاص بارع جداً وهو الفرنسي وليست هذه دعاية لأحد وانما تسمية لواقع جرى، هذا الرجل موباسا جاء بأصول وفصول لكتابة القصة بأسلوب جعلها تمتاز من تلك القصة التي نسميها حكاية شعبية، كلها قصة، هذه قصة وتلك قصة لكن هذه وفق قواعد وضوابط وهذه كما تفضلت انت سهلة ويسيرة ولا يعرف قائلها. المحاور: حتى تقترب من العبثية في بعض الاحيان لأن الحكاية الشعبية سيدي الكريم عندما انا جلست الى الحكاية الشعبية وترى الجدة وحتى المرحوم الوالد كان عندما يحكي هذه الحكاية في وسط الكلام يعود مرة اخرى الى بداية الحديث لكي يذكرنا بشخص كنا نغفل عنه. الجزائري: كما اعود انا بك الى بداية الجواب عن سؤال الاخ الكريم ابي خليل من السعودية واقول لحضرتك القصة لم تنعدم في الادب العربي القديم، في كل الادب العربي هذه القصة موجودة اي الحكاية لابمعناها الحديث الذي قلناه قبيل لحظة آنفاً انما حكاية يحكيها الناس العوام فيما بينهم يتسلون بها، يقصدون بها التربية والتهذيب والترقية الفكرية والحسية فيما بينهم، شيخ العشيرة في الغالب يكون من اولئك المتحدثين البارعين جداً حتى يعلم من ينتمون اليه برئاسته كيف يعيشون حياة طيبة كريمة وعزيزة. المحاور: طيب استاذ جزائري، مثلاً مثلاً عاد بخفي حنين قصة، هل يمكن درج المثل الرائج في البلاد العربية ضمن حكاية؟ الجزائري: سألت سؤالاً جميلاً وبارعاً وانا اشكرك عليه، الحقيقة المثل خاصة في العربية منقسم على قسمين، قسمين جميلين جداً غاية الجمال منهم من يسميه مثل الحكمة، مثل الحكمة ومثل القصة، مثل الحكمة كقول سيدنا وابينا الامام علي (سلام الله عليه) الذي يقول "رأس الحكمة مخافة الله"، "العدل اساس الملك" تلاحظ فمثل الحكمة ما بعدها من حكمة، اذا ساد العدل. المحاور: بل لا يتجرأ شخص ان يأخذ عليها مأخذاً. الجزائري: لا والله ومثل القصة هو خلاصة قصة رائعة جرت فعلاً حتى ان كثيراً من هذه القصص، قصص الامثال تسمى اسماء اولئك الذين نطقوها اول مرة، اول من نطقها، اول من ضرب ذلك المثل مثل قولك وافق. المحاور: شنن طبق. الجزائري: رحم الله والديك، هذه خلاصة حكاية لا نريد ان نمر ببدايتها ووسطها ونهايتها فتقول انت تستطرد وتلومني على الاستطراد فنكتفي فقط على انها خلاصة تلك القصة وهكذا امور كثيرة اخرى. المحاور: اذن لو تسمح. الجزائري: ولكن يبقى في الحكاية الشعبية لوناً من امثالها وليس هو قصة، لون من الوان الحكاية الشعبية وليس هو قصة بالمعنى الحديث. المحاور: سيدي الكريم لم تبقي لي المخرج سوى ان يدخل علينا ويصرخ في وجهنا. الجزائري: نحن لسنا اسراه. المحاور: نقر اعماق آذاني فهو على كل حال يشير ويومئ ويصرخ ايضاً. المحاور: الحكاية الشعبية وفي هذه الجلسة التي انا اسميها جلسة السمر لننهل من معين الاستاذ العزيز. الجزائري: من غير بدر سواك. المحاور: انت تخدعني خارج الاستوديو تقول شيء اخر وامام المستمعين تقول شيء اخر يعني على كل حال والمخرج يقول هو يتغزل فيك تفضل، على كل حال سيدي الكريم دعنا نعود الى المستمعين الكرام، كان بودي ان اذهب الى فاصل ولكن يبدو ان هناك اتصال هاتفي من العراق من الاخ احمد جمال، اخ احمد سلام عليكم اهلاً بك. احمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتي لكم وكيف حالكم؟ المحاور: الحمد لله. احمد: ان شاء الله مرتاحين. المحاور: والله قلقون عليكم ودون مجاملة. احمد: نحن بخير مادمتم انتم بخير ان شاء الله. المحاور: الحمد لله رب العالمين تفضل. احمد: لدي سؤال اذا سمحتم لي، ما هو السمر عند العرب وما هو الفرق بينه وبين الخبر عندهم؟ السؤال واضح؟ المحاور: نعم السؤال واضح سمعتك، اذن الفرق مابين السمر وبين الخبر، الاخبار عندهم، اذن سيدي الكريم استاذ بشير الجزائري كان بودي ان اسأل عن نشأت الحكاية الشعبية ولكن الاخ هو عاد بنا لربما ابعد الى ذلك، هناك يقولون السمر والاسمار. الجزائري: وكأنه كان ينتظر كلمتك الطيبة فيعود علينا بهذا السؤال. الحقيقة العرب رضوان الله عليهم سموا حكاياتهم الجارية في مجالسهم الخاصة والعامة يعني في مجالس اهل الذوق الرفيع والادب الحقيقي وفي مجال عامة الناس سموا ذلك اللقاء سمراً ولاسيما اذا كان في مجلس انس وراحة واستجمام، سموه سمراً او سموه اسماراً جمع سمر، اذا كانت هذه الحكايات باحثة عن الطرافة، عن اللطافة، عن شيء ايضاً يقصد به تربية وتهذيب سموه سمراً، سموا الاحداث التاريخية المعلومة، معلومة النشأة يعني يعرفون البداية لها والتطور الذي حصل عليها سموها خبراً او اخباراً مقابل سمراً واسمار، مقابل هذه هذه، الاسمار هي ما لا يعرف ولكنه ظريف، مالايذكر تاريخه ولكنه اليف وحبيب وانيس. المحاور: حلو المذاق. الجزائري: حلو المذاق، ذاك سمر يعني يأنسون به، يستريحون اليه، يسرون عن انفسهم به اما هذا فيعتبرون به الذي هو الخبر، هذا لأنه معلوم فلان بن فلان قام بالامر الفلاني وادى قيامه الى كذا وكذا من الفواجع او من الاشياء المفرحة. المحاور: او جاء عن القبيلة الفلانية ان فلاناً منهم قد. الجزائري: رحم الله والديك هذا هو، اذن هذا الفرق بين الخبر وبين السمر ولكن احياناً تلك الاسمار تأخذ مسراً متطوراً، انت تعلم ان كل حكاية تذكر حتى ما نتحدثه الان بعيد قليل ساعة نخرج من هذا الاستوديو وكل منا يرويه بنحو من الانحاء مضيفاً اليه شيئاً وحاذفاً منه شيئاً آخر. المحاور: استاذ بشير الجزائري يعني حتى في الرسم الانطباعي ايضاً ترى انا ارسم الشيء من انطباعي الخاص وفلان يرسم نفس ذلك الشيء ولكن بأنطباع آخر. الجزائري: احسنت لأن كل منا يعبر عن داخل خاص به عن داخله الذاتي، عن عقله، عن احساسه، عن جدوة ذلك الاحساس، متوهجة او خاوية، كل هذه مؤثرات، على كل حال تنتقل هذه الاسمار الى اشياء خيالية مفرطة في الخيال وعندئذ تكون خوارق للعادة احياناً يعني حتى لا يكاد العقل يصدقها مع انها نشأت يسيرة وهينة وطيبة. المحاور: طيب استاذ بشير الحكاية الشعبية في الاغلب موجهة للاطفال، ماذا تقول؟ الجزائري: لا ربما هم الارض الاولى لنبتتها اما انها موجهة اليهم فذلك لا اوافقك عليه لأنها تعرض في مجالسنا، في مضايفنا نحن العرب على وجه الخصوص اذا كنت تتذكر. المحاور: لماذا لا يكون خبراً او سمراً في المجلس؟ الجزائري: خاصة في القرية او فيما يسمى في المناطق العربية الاخرى الديوانية مثلاً التي هي منسوبة الى الديوان. المحاور: انحاز الى الديوانية لأن تفضل انحزت الى مدينتك الديوانية تفضل. الجزائري: السلام على الديوانية وما ينسب. المحاور: سعيت جاهداً لكي تذهب الى الديوانية، على كل حال نسمعك استاذ بشير. الجزائري: ليست بغداد ببعيدة عنها. المحاور: يعني هل تلصق بغداد بالديوانية ام الديوانية ببغداد. الجزائري: لا الصق بغداد بالديوانية. المحاور: الحمد لله وبدأ التعصب ايضاً تفضل. الجزائري: سيدي هؤلاء الطيبون كانوا يجتمعون الى الان يجتمعون في دواوينهم ويتحدثون وانت تدري انهم يتناولون هذه الحكايات بين شيوخ قد تعدوا ذلك العمر الذي عيرتنيه. المحاور: انا لم اعيرك ولكن هذا واقع. الجزائري: اسأل الله ان يريك ذلك. المحاور: الحمد لله رب العالمين الذي تجاوزت التسعين ولازلت قائماً جنبي كعمد الدار. الجزائري: الحمد لله رب العالمين زادك الله وزادني، يا سيدي الكريم اذن الحكاية الشعبية لا تختص بجيل من الاجيال انما تتذوقها الاجيال جميعاً من طفولة وصباً وفتوة وكهولة وشيخوخة. المحاور: استاذ بشير الجزائري لنذهب مرة اخرى الى العراق والحقيقة انا لا اعلم ان كنت اثقلت على المستمعين الافاضل فهو بودنا ان يكون الموضوع قريباً الى قلوبهم لذلك ترى ان الحوار يتغير بين الحين والآخر. الجزائري: الحرية جميلة مادامت منضبطة بضوابط الله. المحاور: مرة اخرى اعتذر من الاعزة على قلبي وعلى قلب الاستاذ بشير الجزائري وانا اؤمن بذلك. الجزائري: انت عزيز. المحاور: لنذهب الى العراق مرة اخرى ومعي الاخ العزيز غزوان علي، اخ غزوان سلام عليكم اهلاً بك. غزوان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تحية لك اخ رائد وتحية للاخ ابا محمد، اقولها حقيقة وليست مبالغة والله شاهد على ما اقول احسدكم كثيراً انتم والكادر الاذاعي وانتم تجلسون مع الاخ ابا محمد اطال الله في عمره ونحن نستفيد من هذا الكلام الطيب من معرفته وحفظه الله دائماً. المحاور: يا اخي العزيز يا اخي العزيز غزوان انا ابتليت بجاسم فكيف اذا ابتلاني ربي بجاسمين يعني انا اتحمل الاستاذ بشير وانت اعنته علي ايضاً. غزوان: اخي كلكم اعزاء علينا اقولها باللهجة العراقية ندعو لكم عند العتبات المقدسة واحداً واحداً. المحاور: الله يسلمكم. غزوان: وانا اقول لدي سؤالين اود ان اطرحهما، اود اولاً اعلن ان بث الاذاعة في جنوب العراق على موجة AM في هذه الايام ينقطع علينا بصراحة والبرنامج لم يستكمل وينقطع الان ولدي سؤالين اتمنى ان لايكونا قد طرحا على الاستاذ بشير الجزائري، السؤال الاول ما الذي يميز القصة عن الحكاية رغم ان بعض القصص تكون خيالية والحكاية ايضاً تكون خيالية وكلاهما ينتهيان بهدف واسلوب معين، السؤال الثاني كيف يفرق المعنيين بالادب بين اشكال الحكايات في العالم، هذا ودمتم سالمين والسلام عليكم. المحاور: اشكرك اخي العزيز غزوان انا اعدك والمخرج ايضاً استمع الينا ان نتابع هذه القضية من خلال المدير، مدير الشبكة ان شاء الله لكي يصل صوتنا وانتم متفضلون علينا الحقيقة وان شاء الله هذا وعد، على كل حال نعود سيدي الكريم القصة والحكاية والاخ العزيز غزوان من العراق. الجزائري: اكرمك الله، انا لااجيب الا بشرط. المحاور: انت وضعت الشروط قبل البرنامج تفضل. الجزائري: لا انما شرطي جديد وطارف وفي غاية الطرافة وهو ان لا تستطرد انت في اثناء جوابي حتى ابلغ غاية. المحاور: انا صم وبكم وعمي سيدي الكريم سوف لا اتكلم الى نهاية البرنامج الى ان يقول المخرج. الجزائري: انت سيد الكلام ولكني استأذنك حتى استوفي غاية ولم اقل غايتي. المحاور: انا اسمعك. الجزائري: حتى استوفي غاية لأخي ابي المنتصر غزوان سلام الله عليك وعليه. المحاور: ها انا سكت. الجزائري: سيدي الاول التفرقة بين الحكاية الشعبية والقصة بمعناها الحديث، هذا مر معنا ولعل الاخ غزوان سلام الله عليه، القصة القصيرة الحديثة بمعناها الحديث وبين الحكاية الشعبية التي هي موروث كل شعوب الارض، خلق الله كلهم يمتازون بهذه الحكاية، الحكاية الشعبية واقعة مثيرة او خبر غريب عن انسان ما، عن جماعة ما، عن قطعة ارض ما، غابة ما، من كل هذه الامور يرويه قاص مثلك انت وانت تحسن القص، اتمنى ان اراك يوماً في جماعة في قلب طهران وانت تقص عليهم بالعربية او الفارسية او الكردية او التركية لا اعلم. المحاور: ويقول لي لاتستطرد يعني تفضل نعم! انا اسكت نعم تفضل! الجزائري: اكرمك الله، يعني اهل بغداد اصحاب اللغات الجمة، اصحاب اللغات الكثيرة (سلام الله عليهم). المحاور: انا اسمعك. الجزائري: هل وفيت ببعض حقك في شأن الديوانية؟ المحاور: انا لا احتاجها تفضل. الجزائري: طيب هذا القصاص يرويها بلباقة بارعة، بأسلوب مؤثر في النفوس يجتذب اليه من حضر ومن مر في الطريق لابد له ان ينكسر فيعود ليستمع لهذا الذي قد اجتذب هذه الجماعة وهو يحدثهم عن شأن من الشؤون وقل لهم كان الفلان الفلاني او كان قد جرى في الارض الفلانية كذا وكذا، هذه اذن الحكاية الشعبية في اصلها وذاتها اما القصة القصيرة فهي يا سيدي بمعناها الحديث موقف له اثر جامع اي انه حدث ينمو بأسباب يقود بعضها الى البعض ويشد بعضها بعضاً شداً مبنياً على قواعد وضوابط يعني ليس تجميع اخبار وانما هو شيء يقود اوله اخره او شيء يقود سابقه لاحقه هذا هو مانسميه القصة القصيرة التي تبدأ ببداية جميلة جداً ومثيرة جداً وقلنا في السابق انها اهم شيء في القصة وليس في القصة اهم ومهم انما كلها ذات اهمية متساوية لابد ان يأنس. المحاور: جسد متماسك ويمثل شيء واحد ومتراص. الجزائري: ولكنها تسير كمتسلق جبل تبدأ من نهاية في السهل وتصعد حتى تبلغ الذروة وعند الذروة لابد ان ترتفع من الجهة الاخرى. المحاور: نفد وقتك استاذ بشيرالجزائري وقلت لي ان لااستطرد سيدي الكريم بداية دعني اعتذر من الاخ محمد اللواتي من عمان. الجزائري: انا اعتذر اليه ايضاً وكذلك اعتذر للاخ غزوان اذا لم اكن قد بلغت الجواب الثاني. المحاور: تفضل انا اسمعك الجواب الثاني لأن الوقت داهمنا نعم. الجزائري: لم استتم الاول. المحاور: لماذا اقول لا تستطرد سيدي الكريم انا. الجزائري: ما استطردت ولكن السؤال فرض علي ان اجيبه مفصلاً وموضحاً والا لم يكن هناك من جواب، بلغ الذروة في هذه القصة الحكاية الشعبية ليس فيها ذروة وليس فيها بداية ووسط انما هي خبر جميل مسترسل على عفوه يسير جامعاً خبراً هنا وخبراً من هناك عدلاً ميلاً صحيحاً سقيماً اما هذا لا هذا ليس فيه الا شيء صحيح فأتى بصحيح خطأ جاء بخطأ وهكذا ويصل الى غاية في الاعلى تسمى الذروة عندئذ تقف القصة ولا تستطيع ان تنمو وانما تبدأ بالانحدار كعمرك المبارك الطيب اذا بلغ غايته التي عيرتني به. المحاور: مهما بلغت فلم ابلغ عمرك المديد ان شاء الله. الجزائري: ان شاء الله كلانا بالغ ذاك وكل من يستمع الينا الان تبدأ لحظة الانفراج او لحظة التنوير او لحظة الكشف عن الغاية التي قدمت في بدأ هذه القصة وتسير في السفح الاخر من الجبل، وافيت الجواب الاول. المحاور: نعم. الجزائري: نأتي الى الجواب الثاني، الجواب الثاني هناك تفريق بين الحكايات، اشكال الحكاية، قالوا هناك كل حكاية شعبية لها جذور في الاساطير هذه الاساطير وجدوا لها ايضاً تأثيراً في نوع او في شكل من الحكاية اسم حكاية الحيوان هذا الحيوان ايضاً وجدوا له تأثراً في شكل آخر يعني شكل يؤثر في شكل وشكل يجاور شكل. المحاور: كالسلسلة. الجزائري: احسنت، في حكايات الجان وحكايت الجان ايضاً اثرت في السير الشعبية كسيرة سيف بن ذي يزن وسواها وتمتد بعض القصص اسابيع طوالاً وانا آسف اذا اطلت عليك. المحاور: لاسيدي الكريم بل سنبقى في الحكاية الشعبية، مستمعينا الافاضل سنبقى في الحلقة القادمة ايضاً في الحكاية الشعبية ولكن حفاظاً لكرامة الانسان كان بودي لأن كان هناك بحثاً حول المرأة وعلاقتها بالحكاية الشعبية وقد نكرني الاستاذ بشير الجزائري، استاذ بشير افلت شمس الحكاية بعد ان حلت الطائرة بدلاً عن بساط الريح. الجزائري: لا والله. المحاور: وبعد ان حل التلفزيون من المصباح السحري وانت شردت مني عندما سألتك ان الحكاية هي موجهة الى الاطفال لأنك كنت تعلم انني كنت اود ان تكون هذه الحكاية وهناك وثائق ان الحكاية اسردتها اكثر الحكايات هي للنساء وقد نكرتني. الجزائري: ان الثلاثاء لناظرها لقريب. المحاور: ان الثلاثاء لناظرها لقريب انا اقبل ايديكم اشكركم على متابعة هذا البرنامج الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة