وتحدث وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ضمن حوار مع شبكة "CNN" الأمريكية عن فرص إطلاق حوار بين المملكة وإيران، وإمكانية تطور العلاقات بينهما إلى مستوى الشراكة.
ولفت وزير الخارجية السعودي بأن إيران سبق أن أعربت مرارا وتكرارا عن اهتمامها بإطلاق حوار مع جيرانها بشأن الأمن الإقليمي، معتبرا ان جلوس الرياض وطهران حول طاولة واحدة للتفاوض "أمر واقعي تماما".
وتابع: "إذا كانت إيران تريد إطلاق حوار معنا فإنه أمر جيد، لكننا نعتقد أنه يجب أن يجري هذا الحوار ضمن المشاورات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة ".
وطالب بن فرحان من ايران بان تقلل مخاوف بلاده الاقليمية بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، معتبرا ان ذلك سيفتح الأبواب ليس فقط للتقارب، ولكن حتى للشراكة.
الجدير بالذكر ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دعت المملكة العربية السعودية الى الحوار وفي مناسبات عديدة وعلى لسان كبار المسؤولين الإيرانيين إلا ان الجانب السعودي لم يتجاوب مع تلك الدعوات لحد الآن.
وفي 25 أيلول/سبتمبر 2019 تقدم الرئيس الايراني حسن روحاني خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 74 بطرح "مبادرة هرمز للسلام"، لتشكيل تحالف دولي لضمان أمن الدول المطلة على الخليج الفارسي، يضم إيران، والسعودية، والعراق، والبحرين، والإمارات، وقطر، وعمان، والكويت، وينشط تحت رعاية الأمم المتحدة.
ودعا هذه الدول رسميا للانضمام الى هذه المبادرة ، هذه الدعوات مازالت موجودة على الطاولة.
وسبق مبادرة " هرمز للسلام " خطوات ودعوات إيرانية للحوار ففي شباط/فبراير 2017 لمعالجة أسباب القلق والعنف في المنطقة.
وفي شباط/فبراير 2018 أعلن الرئيس روحاني استعداد ايران لمحاورة جيرانها بشأن أمن الخليج الفارسي.
وفي أيار/مايو 2019 اقترحت إيران توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج الفارسي.
وفي آب/أغسطس 2019 جاءت دعوة ظريف "إننا نرغب في إقامة علاقات مع دول الجوار، ولم نغلق أبدا باب الحوار مع جيراننا".
وتعتمد مبادرة "هرمز للسلام" على الجهود المشتركة للدول المطلة على الخليج الفارسي بهدف إنهاء وجود القوات الأجنبية في هذه المنطقة المائية المهمة والاستراتيجية ، وتحقيق السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي والازدهار فيها ويطلق عليها كذلك خطة "تحالف الأمل".
وأشار روحاني خلال طرحه مبادرة "هرمز للسلام" إلى آثار تنفيذ هذه الخطة وقال: أعتقد أن الخلاف بين إيران والدول العربية يجب أن ينتهي بطريقة ودية، وان المبادرة ستمهد الطريق للسلام بين الجيران وستكون لها نتائج إيجابية للتعاون في جميع المجالات، بما في ذلك الطاقة وحرية الملاحة البحرية، والخير لجميع شعوب المنطقة.
وصرح انه "بناء على المسؤولية التاريخية لبلدي في سياق حماية الأمن والسلام والاستقرار والتقدم على صعيد منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز, داعيا كافة الدول التي تتأثر بتطورات الخليج الفارسي ومضيق هرمز إلى "تحالف الأمل".
وأكد الرئيس روحاني، أن الهدف من هذه المباردة هو الارتقاء بالسلام والاستقرار والتقدم والرخاء لكل شعوب المنطقة والتشجيع على التفاهم المتبادل والعلاقات السلمية والودية والتعاون فيما بينها.
علما ان مباردة "هرمز للسلام" تتضمن مجالات التعاون المختلفة ؛ بما في ذلك العمل الجماعي لتحقيق أمن الطاقة وحرية الملاحة والتدفق الحر للنفط وموارد طبيعية اخرى من وإلى دول منطقة مضيق هرمز وأبعد منها.
يجب الاعتراف بأن بعض الحكومات في المنطقة ربطت مصيرها الوجودي بالولايات المتحدة ، ولم تتعاون مع هذه الخطة ربما يكون أحد الأسباب هو عدم معرفتها بثمارها.
إن وجود مخططات غير واقعية والتي يخدع بها الأمريكيون بعض الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي قد يكون سبب آخر لعدم تعاون بعض هذه الدول مع خطة "هرمز للسلام".
خطة "هرمز للسلام" ، كما هو واضح ، هي خطة بإحداثيات إقليمية ستخدم في نهاية المطاف جميع دول المنطقة ، وبدلاً من أن يصبح الخليج الفارسي مسرحا للحرب ومستودعا للبارود ، سيصبح نقطة تحول للسلام والهدوء وستكون له فوائد اقتصادية كبيرة لجميع الدول الاقليمية.
واقترحت الجمهورية الاسلامية الايرانية "مبادرة هرمز للسلام" على الدول العربية الست المطلة على الخليج الفارسي عقب تفاقم التوترات في هذه المنطقة الاستراتيجية ، الناجمة عن التواجد العسكري وتدخل الاجانب خاصة الولايات المتحدة والذي بات اليوم العنصر الرئيسي لزعزعة الامن والاستقرار في الخليج الفارسي ومضيق هرمز.
ولا يزال الخبراء يعتقدون ان مبادرة "هرمز للسلام" ، التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحلال السلام بين الدول المطلة على الخليج الفارسي ، هي الخطة الأكثر فاعلية للحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة.
فان الدول العربية وإيران ستظلان جيران إلى الأبد، وأن الإسلام والجغرافيا والمصالح الاقتصادية هي القاسم المشترك بينهما، وإن التدخل الأجنبي وحده هو الذي قطع العلاقات بين دول الخليج الفارسي وإيران.