الثورة الاسلامية في ايران وقفت امام النظام الطاغوتي والهيمنة الغربية
وقال نافذ عزام في حوار خاص لقناة العالم عبر برنامج (ضيف وحوار) ان المرة الاولى التي ظهرت فيها المظاهرات المليونية السلمية بالشوارع كانت اثناء زمن الثورة الاسلامية في ايران، مشيرا الى انه لم يكن مشهدا مألوف، وانه كان يقال ان الاسلام لا يستطيع ان يؤثر في الناس الى هذا الحد وزعموا ان الاسلام هو مخدر الشعوب، لكن الثورة الاسلامية في ايران كسرت تلك الاقوال والاعراف السائدة. واضاف انه كان هناك شعور بالفخر لانتسابنا للاسلام الذي يستطيع الوقوف في وجه نظام طاغوتي مجرم كنظام الشاه المدعوم من قبل امريكا والكيان الصهيوني ويمارس اشد انواع القهر ضد الشعب الايراني وشعور بالفخر ان الاسلام قادر على تحريك الناس بهذا الشكل.
واشار عزام الى ان النضال ضد نظام الشاه ربما استغرق سنوات لكن العام الذي سبق انتصار الثورة كان مليء بالاحداث وكانت المظاهرات شبه يومية وانها ربما كانت المرة الاولى التي يسمع فيها عن ما يحدث في ايران، ومن هنا بدأ الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الاسلامي ينقب ويبحث ويضع المسودة لكتابه حول انتصار الثورة الاسلامية في ايران، حيث كان الحدث يحتاج الى متابعة والسعي لمعرفة ما يجري في ايران ومعالم هذه المرجعية فقد كان الامام الخميني (قدس سره) يستطيع ان يحرك الملايين من خلال كلماته، وبذلك كان كتاب الشقاقي اجابة لكل الاسئلة المطروحة.
واوضح انه كان ينظر الى الثورة الاسلامية في ايران بانها الامل الذي نبحث عنه في فلسطين ويبحث عنه كل عربي ومسلم حيث ان الثورة الاسلامية وقفت في وجه نظام قاهر ومستبد ورفعت الشعارات ضد امريكا وكيان الاحتلال وهي بذلك عبرت عن الشعب الفلسطيني بالذات الذي يعيش حالة الاحتلال ويعاني من الدعم الامريكي لكيان الاحتلال.
تأثير الثورة الاسلامية في ايران واهم الدروس
وعن اثار الثورة الاسلامية اكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي ان تاثير الثورة الاسلامية في ايران لم يقف عند حدود فلسطين بل ان اجيال باكملها على مستوى العالم العربي والاسلامي والعالم بأسره تاثرت بها، وانها كانت ظاهرة ملهمة لكل الاجيال واثرت في الاحداث ومجرى التفكير وآليات العمل السياسي في المنطقة.
واشار الى ان اهم الدروس التي استخلصت من الثورة الاسلامية هي الايمان بان الفكرة تستطيع ويمكن ان تنتصر، حيث كان يصور سابقا ان زمن الافكار قد ولى وان الايدلوجيات وبالذات ايدلوجية الاسلام لم تعد قادرة على تحريك الناس وتقديم اجابات حول الاسئلة التي يعيشها الناس وتلبية حاجاتهم، وبالتالي كان هناك شعور بان عنصر جديد طرأ على المعادلة وان المسألة تحتاج الى مزيد من الجهد والتصميم لتحقيق النتائج وكانت تجربة عملية ومثال للاقتداء به في محاولة استرداد حقوقنا والدفاع عن انفسنا وتغيير الواقع الذي نعيشه، واعتبر ان اهم الدروس هو انه من الممكن ان ننتصر ونهزم الشر والطغيان حيث تضاعفت ثقتنا بديننا اضعافا مضاعفة بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران .
العلاقة بين حركات التحرر الفلسطينية والثورة الاسلامية في ايران
وعن العلاقات بين حركات التحرر الوطني الفلسطيني وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية اشار عزام الى ان كل باحث عن الحقيقة وكل مناضل باحث عن الحرية وقف مع الثورة الاسلامية في ايران وليس فقط اصحاب التوجهات الاسلامية، لافتا الى ان ايران فتحت ابوابها للجميع والدليل ان اول القادة الذين استقبلهم الامام الخميني (قدس سره) كان ياسر عرفات وكانت من اهم وابرز القرارات التي اتخذتها الثورة الاسلامية في ايران هي تحويل مقر سفارة الكيان الاسرائيلي الى مقر للسفارة الفلسطينية وربما تكون اول سفارة لفلسطين بالمعني الحقيقي.
واكد عزام ان ايران فتحت ابوابها لكل المناضلين من اجل الحرية وكان ملاحظ ذلك عند كل التيارات، وبالتالي فان كل من كان يناضل من اجل الحقوق المهدورة والتصدي للهيمنة الامريكية والغربية راي في الثورة الاسلامية في ايران املا ونموذج يقتدى به، فالجمهورية الاسلامية في ايران لم تتعامل بفئوية او تميز بين الاشخاص والتيارات والجماعات بل فتحت ابوابها للجميع.
واكد ان ايران لازالت محتفظه بكل ملامح وقيم الثورة ونحتت موقعها ودورها عبر التضحيات ودفعت الثمن للحفاظ على مواقفها واستقلاليتها وتحركت بسياسة مستقلة في مواجهة كل مراكز القوى في العالم وان هذا ما يجعلها تدفع الثمن الباهظ ثمن وقوفها مع القضية الفلسطينة وقضايا العرب والمسلمين ووقفها في وجه الهيمنة الامريكية.