يَا مَن خَصَّنَا بِالكَرَامَةِ، ووعَدَنَا الشَّفَاعَةَ، وحَمَّلَنَا الرِّسَالَةَ، وجَعَلَنَا ورَثَةَ الأَنبِيَاءِ، وخَتَمَ بِنَا الأُمَمَ السَّالِفَةَ، وخَصَّنَا بِالوصِيَّةِ، وأَعطَانَا عِلمَ مَا مَضَى وعِلمَ مَا بَقِيَ، وجَعَلَ أَفئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهوِي إِلَينَا، اغفِر لِي ولإِخوانِي وزُوارِ قَبرِ أَبي عَبدِ اللهِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ عليه السلام، الَّذينَ أَنفَقُوا أَموالَهُم، وأَشخَصُوا أَبدَانَهُم رَغبَةً في بِرِّنَا، ورَجَاءً لِمَا عِندَكَ في صِلَتِنَا، وسُرُوراً أَدخَلُوهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله، وإِجَابَةً مِنهُم لأَمرِنَا، وغَيظاً أَدخَلُوهُ عَلَى عَدُوِّنَا، أَرَادُوا بِذَلِكَ رِضوانَكَ، فَكَافِهِم عَنَّا بِالرِّضوانِ، واكلأهُم بِاللَّيلِ والنَّهَارِ، واخلُف عَلَى أَهَالِيهِم وأَولادِهِمُ الَّذينَ خُلِّفُوا بِأَحسَنِ الخَلَفِ، واصحَبهُم واكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وكُلِّ ضَعِيفٍ مِن خَلقِكَ وشَدِيدٍ، وشَرَّ شَيَاطِينِ الإِنسِ والجِنِّ، وأَعطِهِم أَفضَلَ مَا أَمَّلُوا مِنكَ فِي غُربَتِهِم عَن أَوطَانِهِم، ومَا آثَرُوا عَلَى أَبنَائِهِم وأَبدَانِهِم وأَهَالِيهِم وقَرَابَاتِهِم. اللَّهُمَّ إِنَّ أَعدَاءَنَا أَعَابُوا عَلَيهِم خُرُوجَهُم، فَلَم يَنهَهُم ذَلِكَ عَنِ النُّهُوضِ والشُّخُوصِ إِلَينَا خِلَافاً عَلَيهِم، فَارحَم تِلكَ الوُجُوهَ الَّتي غَيَّرَتهَا الشَّمسُ، وارحَم تِلكَ الخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَت عَلَى قَبرِ أَبي عَبدِ اللهِ الحُسَينِ عليه السلام، وارحَم تِلكَ العُيُونَ الَّتِي جَرَت دُمُوعُهَا رَحمَةً لَنَا، وارحَم تِلكَ القُلُوبَ الَّتِي جَزِعَت واحتَرَقَت لَنَا، وارحَم تِلكَ الصَّرخَةَ الَّتي كَانَت لَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَستَودِعُكَ تِلكَ الأَنفُسَ وتِلكَ الأَبدَانَ، حَتَّى تُرَوِّيَهُم مِنَ الحَوضِ يَومَ العَطَش.