اَللّهُمَّ إنـّى أتـَقـَرَّبُ إلـَيْكَ بِنـَبِيِّكَ وَصَفِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَأمينِكَ وَرَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلـْقِكَ، الذابِّ (۱) عَنْ حَريمِ الـْمُؤمِنينَ، الـْقائِمِ بِحُجَّتِكَ، الـْمُطيعِ لاَمْرِكَ، الـْمُبَلـِّغِ لِرِسالاتِكَ، النـّاصِحِ لاُمَّتِهِ حَتـّى أتاهُ الـْيَقينُ.
إمامِ الـْخَيْرِ، وَقائِدِ الـْخَيرِ، وَخاتـَمِ النـَّبِيّينَ، وَسَيِّدِ الـْمُرْسَلينَ، وَإمامِ الـْمُتـَقينَ، وَحُجَّتِكَ عَلَى الْعَالَمِينَ، الدّاعي إلى صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، الـَّذي بَصَّرْتـَهُ سَبيلـَكَ، وَأوْضَحْتَ لـَهُ حُجَّتـَكَ وَبُرْهانـَكَ، وَمَهَّدْتَ لـَهُ أرْضَكَ، وَألـْزَمـْتـَهُ حَقَّ مَعْرِفـَتِكَ.
وَعَرَجْتَ بهِ إلى سَماواتِكَ فـَصَلـّى بِجَميعِ مَلائِكـَتِكَ، وَغـَيَّبْتـَهُ في حُجُبِكَ، فـَنـَظَر إلى نـُورِكَ، وَرَأى اياتِكَ، وَكانَ مِنـْكَ كـَقابَ قـَوْسَيْنِ أوْ أدْنى، فـَأوْحَيْتَ إلـَيْهِ بِما أوْحَيْتَ، وَناجَيْتـَهُ بِما ناجَيْتَ، وَأنـْزَلـْتَ عَلـَيْهِ وَحْيَكَ عَلى لِسانِ طاوُوسِ الـْمَلائِكـَةِ الرُّوحِ الأمينِ رَسُولِكَ يا رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فأظـْهَرَ الدّينَ لاَوْلِيائِكَ الْمُتَّقِينَ، فـَأدّى حَقـَّكَ، وَفـَعَلَ ما أمَرْتَ بِهِ في كِتابِكَ بِقـَوْلِكَ: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلـَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» (۲)، فـَفـَعَلَ صَلـَّى اللهُ عَلـَيْهِ وَالِهِ، وَبَلـَّغَ رِسالاتِكَ، وَأوْضَحَ حُجَّتـَكَ.
فـَصَلِّ اَللّهُمَّ عَلـَيْهِ أفـْضَلَ ما صَلـَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ خـَلـْقِكَ أجْمَعينَ، وَاغـْفِرْلي وَارْحَمني، وَتـَجاوَزْ عَنـّي، وَارْزُقـْني، وَتـَوَفـَّني عَلى مِلـَّتِهِ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِ، وَاجْعَلـْني مِنْ جيرانِهِ في جَنـَّتِكَ، إنـَّكَ جَوادٌ كـَريمٌ.
اَللّهُمَّ وَأتـَقـَرَّبُ إلـَيْكَ بِوَلِيـِّكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلـْقِكَ، وَوَصِىِّ نـَبِيـِّكَ، مَوْلاىَ وَمَوْلـَى الـْمُؤمِنينَ وَالـْمُؤمِناتِ، قـَسيمِ النـّارِ، وَقائِدِ الاَبْرارِ، وَقاتِلِ الـْكـَفـَرَةِ وَالـْفـُجّارِ، وَوارِثِ الاَنـْبِياءِ، وَسَيِّدِ الاَوْصِياءِ، وَالـْمُؤَدى عَنْ نـَبـِيِّهِ، وَالـْمُوفي بِعَهْدِهِ، وَالذّائِدِ عَنْ حَوْضِهِ، الـْمُطيعِ لاَمْرِكَ، عَيْنِكَ في بِلادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى عِبادِكَ، زَوْجِ الـْبَتـُولِ سَيِّدَةِ نِساءِ الـْعالـَمينَ، وَوالِدِ السِّبْطَيْنِ الـْحَسَنِ وَالـْحُسَيْنِ، رَيْحانـَتـَيْ رَسُولِكَ، وَشَنـَفـَيْ (۳) عَرْشِكَ، وَسَيِّدَيْ شَبابِ أهْلِ الـْجَنـَّةِ، مُغَسِّلِ جَسَدِ رَسُولِكَ وَحَبيبِكَ الطـَّيِّبِ الطّاهِرِ، وَمُلـْحِدِهِ في قـَبْرِهِ.
اَللّهُمَّ فـَبِحَقـِّهِ عَلـَيْكَ وَبِحَقِّ مُحِبّيهِ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ اغـْفِرْلي وَلِوالِدَيَّ وَأهْلي وَوَلـَدي، وَقـَرابَتي وَخاصَّتي وَعامَّتي وَجَميعِ إخْوانِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الاَحياءِ مِنـْهُمْ وَالاَمْواتِ، وَسُقْ إلـَيَّ رِزْقاً واسِعاً مِنْ عِنـْدِكَ، تـَسُدُّ بِهِ فاقـَتي، وَتـَلـُمُّ بِهِ شَعَثي (٤)، وَتـُغـْني بِهِ فـَقـْري، يا خَيْرَ الـْمَسؤُولينَ وَيا خَيْرَ الرّازِقينَ، وَارْزُقـْني خَيْرَ الدُّنـْيا وَالاخِرَةِ، يا قـَريبُ يا مُجيبُ.