البث المباشر

دعاء الإمام الصادق (ع) في المهمات المسمى بدعاء العبرات (2)

الأحد 13 سبتمبر 2020 - 13:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- إشراقات من الصحيفة الصادقية

إلهي إلهي تـَدارَكْ أقـْداماً زَلـَّتْ، وَأفـْهاماً في مَهامِهِ (٦) الـْحَيْرَةِ ضَلـَّتْ، اِنْ رَأتْ جَبْرَكَ على كـَسيرها، وَإطلاقـَكَ لأسيرِها، وَإجارَتـَكَ لِمُسْتـَجيرِها، أجْحَفَ الضُّرُّ بِالـْمَضْرورِ، وَلـَبّى داعِيَهُ بِالـْوَيْلِ وَالثـُّبُورِ، فـَهَلْ تـَدَعُهُ يا مَوْلايَ فريسَة َ الـْبَلاءِ وَهُوَ لـَكَ راجٍ، أمْ هَلْ يَخُوضُ لـُجَّةَ الـْغَمّاءِ وَهُوَ إلـَيْكَ لاجٍ.
مَوْلايَ اِنْ كـُنـْتُ لا أشـُقُّ عَلى نـَفـْسي في التـُّقى، وَلا أبْلـُغُ في حَمْلِ أعْباءِ الطـّاعَةِ مَبْلـَغَ الرِّضا، وَلا أنـْتـَظِمْ في سِلـْكِ قـَوْمٍ رَفـَضُوا الدُّنـْيا.
فـَهُمْ خُمْصُ (۷) الـْبُطُونِ مِنَ الطَّوى (۸)، ذُبُلُ الشـِّفاهِ مِنَِ الظَّماءِ، عُمْشُ الـْعُيُونِ مِنَ الـْبُكاءِ، بَلْ أتـَيْتـُكَ بِضَعْفٍ مِنَ الـْعَمَلِ، وَظَهْرٍ ثـَقيلٍ بِالـْخَطايا وَالزَّلـَلِ، وَنـَفـْسٍ لِلرّاحَةِ مُعتادَة ٌ، وَلِدَواعِي الشـَّرِّ مُنـْقادَة ٌ.
أفـَما يَكـْفيني يا رَبِّ وَسيلـَة ً إلـَيْكَ، وَذَريعَةً لـَدَيْكَ، اَنـَّني لأوْلِياءِ دينِكَ مُوالٍ، وَفي مَحَبَّتِهِمْ مُغالٍ، وَلِجِلـْبابِ الـْبَلاءِ فيهِم لابِسٌ، وَلِكِتابِ تـَحَمُّلِ الـْعَناءِ بِهِمْ دارِسٌ.
أما يَكـْفيني أنْ أرُوحَ فيهـِمْ مَظـْلـُوماً، وَأغـْدُوَ مَكـْظـُوماً، وَأقـْضِيَ بَعْدَ هُمُومٍ هُمُوماً، وَبَعْدَ وُجُومٍ وُجُوماً.
أما عِنـْدَكَ يا مَوْلايَ بِهذِهِ حُرْمَة ٌ لا تـَضيعُ، وَذِمَّة ٌ بأدْناها يُقـْنـَعُ، فـَلِمَ لا تـَمْنـَعُني يا رَبِّ وَها أنا ذا غَريقٌ، وَتـَدعُني هكذا وَأنا بِنارِ عَدُوِّكَ حَريقٌ.
مَوْلايَ أتـَجْعَلُ أوْلِياءَكَ لأعْدائِكَ طـَرائِدَ، وَلِمَكرِهِمْ مَصائِدَ، وٍَتـُقـَلـِّدُهُمْ مِنْ خَسْفِهِمْ قـَلائِدَ، وَأنـْتَ مالِكُ نـُفـُوسِهِمْ لـَوْ قـَبَضْتـَها جَمَدُوا، وَفي قـَبْضَتِكَ مَوادُّ أنـْفاسِهِمْ لـَوْ قـَطـَعْتـَها خَمَدُوا (۹) ، فـَما يَمْنـَعُكَ يا رَبِّ أنْ تـَكـْشِفَ بَأسَهُمْ وَتـَنـْزِعَ عَنـْهُمْ في حِفـْظِكَ لِباسَهُم، وَتـُعَرِّيَهُمْ مِنْ سَلامَةٍ بِها في أرْضِكَ يَسْرَحُونَ، وَفي مَيَدانِ الـْبَغـْىِ على عِبادِكَ يَمْرَحُونَ (۱۰).
الهي أدْرِكـْني وَلـَمّا يُدْرِكـْني الـْغَرَقُ، وَتـَدارَكـْني وَلـَمّا غَيَّبَ شَمْسِي الشَّفَقُ، إلهي كـَمْ مِنْ خائِفٍ الـْتـَجَأ إلى سُلـْطانٍ فـَابَ عَنـْهُ مَحْفـُوظاً بِأمْنٍ وَأمانٍ، أفـَأقـْصِدُ أعْظَمَ مِنْ سُلـْطانِكَ سُلطاناً، أمْ أوْسَعَ مِنْ إحْسانِكَ إحْساناً، أمْ أكـْثَـَرَ مِنِ اقـْتِدارِكَ اقـْتِداراً، أمْ أكـْرَمَ مِنِ أنـْتِصارِكَ أنـْتِصاراً.
ما عُذْري يا إلهي إذا حَرَمْتَ مِنْ حُسْنِ الـْكِفايَةِ سائِلـَكَ، أنـْتَ الـَّذي لا تـُخَيِّبُ آمِلـَكَ وَلا تـَردُّ سائِلـَكَ.
إلهي إلهي أيْنَ رَحْمَتـُكَ الـَّتي هِيَ نـُصْرَة ُالـْمُستـَضْعَفينَ مِنَ الأنامِ، وَأينَ أينَ كِفايَتـُكَ الـَّتي هِيَ جُنـَّة ُ الـْمُسْتـَهْدِفينَ لِجَوْرِ الأيّامِ، إلـَيَّ إلـَيَّ بِها يا رَبِّ نـَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، إنـّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأنـْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

 

(٦) المهامه ج مهمه: البلد القفر والمفازة البعيدة.
(۷) خمص البطن: ضمر، الخميص: ضامر البطن.
(۸) طوى الرّجل: تعمّد الجوع وقصده.
(۹) خمدت النار: سكن لهبها.
(۱۰) مرح الرجل: اشتدّ فرحه ونشاطه.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة