من دعاء العبرات الـَّذي أمر مولانا الصادق (عليه السلام) بتلاوته في طلب مهمات الحوائج:
اَللّهُمَّ إني أسألـُكَ يا راحِمَ الـعَبَراتِ، وَيا كاشِفَ الـْكـُرُباتِ، وَيا كاشِفَ الؤَّفـَراتِ، أنـْتَ الـَّذي تـَقـْشَعُ سَحائِبَ (۱) الـْمِحَنِ وَقـَدْ أمْسَتْ ثِقالاً، وَتـَجْلـُو ضَبابَ (۲) الـْفِتـَنِ (۳) وَقدْ سَحَبَتْ أذيالاً، وَتـَجْعَلْ زَرْعَها هَشيماً، وَبُنيانـَها هَديماً، وَعِظامَها رَميماً، وَتـَرُدُّ الـْمَغـْلـُوبَ غالِباً، وَالـْمَطـْلـُوبَ طالِباً، وَالـْمَقـْهُورَ قاهِراً، وَالـْمَقـْدُورَ عَلـَيْهِ قادِراً.
فـَكـَمْ يا إلهي مِنْ عَبْدٍ ناداكَ: رَبِّ إنـّي مَغـْلـُوبٌ فـَأنـْتـَصِرْ، فـَفـَتـَحْتَ مِنْ نـَصْرِكَ لـَهُ أبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنـْهَمِرٍ، وَفـَجَّرْتَ لـَهُ مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً فـَالـْتـَقـَى الـْماءُ عَلى أمْرٍ قـَدْ قـُدِرَ، وَحَمَلـْتـَهُ مِنْ كِفايَتِكَ عَلى ذاتِ ألـْواحٍ وَدُسُرٍ.
يا مَنْ إذا وَلَجَ الـْعَبْدُ في لـَيْلٍ مِنْ حَيْرَتِهِ بَهيمٍ (٤) ، وَلـَمْ يَجِدْ لـَهُ صَريخاً يَصْرُخُهُ مِنْ وَلِيٍّ حَميمٍ، وَجَدَ مِنْ مَعُونـَتِكَ صَريخاً مُغيثاً، وَوَلِيّاً يَطـْلـُبُهُ حَثيثاً، يُنـْجيهِ مِنْ ضيقِ أمْرهِ وَحَرَجِهِ، وَيُظـْهـِرُ لـَهُ أعْلامَ فـَرَجِهِ.
اَللّهُمَّ فـَيا مَنْ قـُدْرَتـُهُ قاهِرَة ٌ، وَنـَقِماتـُهُ قاصِمَة ٌ لِكـُلِّ جَبّارٍ، دامِغَة ٌ لِكـُلِّ كـَفـُورٍ خَتـّارٍ، أسألـُكَ نـَظـْرَةً مِنْ نـَظـَراتِكَ رَحيمَةً، تـُجَلـّي بها عَنـّي ظـُلـْمَةً عاكِفـَةً مُقيمَةً مِنْ عاهَةٍ جَفـَّتْ مِنـْها الضُّرُوعُ، وَتـَلِفـَتْ مِنـْها الزُّرُوعُ، وَانـْهَلـَّتْ مِنْ أجْلِها الدُّمُوعُ، وَاشـْتـَمَلَ لـَها عَلـَى الـْقـُلـُوبِ الـْيَأسُ، وَجَرَتْ بِسَبَبـِها الأنـْفاسُ.
إلهي فـَحِفـْظاً حِفـْظاً لِغَرائِزَ غـَرْسُها وَشُرْبُها بـِيَدِ الرَّحْمانِِ، وَنـَجاتـُها بـِدُخُولِ الـْجِنانِِ، أنْ تـَكـُونَ بـِيَدِ الشَّيْطانِِ تـُحَزُّ، وَبفأسِهِ تـُقـْطـَعُ وَتـُجَزُّ.
إلهي فـَمَنْ أوْلى مِنـْكَ بأنْ يَكـُونَ عَنْ حَريمِكَ دافِعاً، وَمَنْ أجْدَرُ مِنـْكَ بِأنْ يَكـُونَ عَنْ حِماكَ مانِعاً.
إلهي إنَّ الأمْرَ قـَدْ هالَ فـَهَوِّنـْهُ، وَخَشُنَ فألِنـْهُ، وَإنَّ الـْقـُلـُوبَ كاعَتْ (٥) فـَطـَمِّنـْها، وَالنـُّفـُوسَ ارْتاعَتْ فـَسَكـِّنـْها، يا مُسَكـِّنَ أفئدةِ اللاجئينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
(۱) السحاب (خ ل)، اقشع السحاب: ازاله وكشفه.
(۲) الضباب: ندى كالغبار او هو سحاب رقيق يغشى الارض كالدهان.
(۳) الاحن (خ ل)، اقول: الاحن: جمع الاحنة، وهي الحقد والعداوة.
(٤) ليل بهيم: شديد الظلمة لا ضوء فيها الى الصباح.
(٥) كيعوعة القلب: جبنها وروعتها.