نلاحظ ان التأريخ والذين طرحوا القضية الحسينية اعطوا صورة للنساء هن يبكين هنا ويلطمن هناك، حتى إن إثارة المأساة اخذت الكثير من الصور السيدة زينب (ع) مع انها تمثل الصلابة كلها، وهي التي كانت الى جانب الامام الحسين (ع)، تدعمه، وتحاوره، وتعيش معه، وربما كانت تتشاور معه في سير المعركة، ولكن الذين يتحدثون عن السيرة جعلوها مجرد نائحة تبكي اهلها.
ولعل اكثر من ذلك يبرز الشعر الذي ينطلق من ذهنية ناظميه، ما قد لا يعكس الروحية الرسالية التي كانت تمثلها السيدة زينب (ع)، وغيرها من بطلات كربلاء.
ان السيدة زينب (ع)، التي امتلأت علما، وارتفعت روحانية، وعاشت شجاعة الموقف في صبرها وصمودها، في تحديها لكل هؤلاء الذين صنعوا المأساة في الكوفة عندما خاطبت ابن زياد، وعندما خاطبت الجماهير، وفي الشام، عندما خاطبت الطاغية يزيد.
اننا قد لا نجد امرأة في التأريخ الاسلامي بعد السيدة الزهراء (ع)، في مستوى شخصية السيدة زينب (ع)، في كل هذه العناصر.
لابد ان نستفيد في تربيتنا للمرأة المسلمة من موقف السيدة زينب (ع)، هذه الانسانة المثقفة العالمة والقوية والشجاعة والمتحدية، زينب (ع) عاشت المسؤولية فقد عاشت كل ما عاشه الامام الحسين (ع)، فقد عاشت عظمة روحانية أمها، وعاشت عظمة ابيها (ع)، واخيها (ع).
يا ابناء الامة الكرام
علينا ان نفهم السيدة زينب (ع)، والحقيقة لم نفهمها، علينا ان نفهمها في فكرها، وفي ثقافتها، وفي حركتها، وان ندرس خطبتها في مجلس يزيد وكلماتها في مجلس ابن زياد، وعلى نساء الامة الاسلامية التركيز على هذا الجانب وعدم الاكتفاء فقط في جانب المأساة والحزن.
اللهم احفظ الاسلام واهله
الشيخ محمد الربيعي