الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي مَرْضاتُهُ فِي الطَّلَبِ اِلَيْهِ والْتِماسِ ما لَدَيْهِ، وسَخَطُهُ في تَرْكِ الْاِلْحاحِ فِي الْمَسْأَلَةِ عَلَيْهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ شاهِدِ كُلِّ نَجْوى بِعِلْمِهِ، ومُبائِنِ كُلِّ ذي جِسْمٍ بِنَفْسِهِ.
وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الَّذي لا يُدْرَكُ بِالْعُيُونِ والْاَبْصارِ، ولا يُجْهَلُ بِالْعُقُولِ والْاَلْبابِ، ولا يَخْلُو مِنَ الضَّميرِ ويَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، واللَّهُ اَكْبَرُ الْمُتَجَلِّلُ عَنْ صِفاتِ الْمَخْلُوقينَ، الْمُطَّلِعُ عَلى ما في قُلُوبِ الْخَلائِقِ اَجْمَعينَ.
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنْ لا يَمَلُّ دُعاءَ رَبِّهِ، واَتَضَرَّعُ اِلَيْكَ تَضَرُّعَ غَريقٍ يَرْجُو كَشْفَ كَرْبِهِ، واَبْتَهِلُ اِلَيْكَ ابْتِهالَ تائِبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ وخَطاياهُ، واَنْتَ الرَّؤُوفُ الَّذي مَلَكْتَ الْخَلائِقَ كُلَّهُمْ، وفَطَرْتَهُمْ اَجْناساً مُخْتَلِفاتِ الْاَلْوانِ والْاَقْدارِ عَلى مَشِيَّتِكَ، وقَدَّرْتَ اجالَهُمْ، واَدْرَرْتَ اَرْزاقَهُمْ، فَلَمْ يَتَعاظَمْكَ خَلْقُ خَلْقٍ، حَتَّى كَوَّنْتَهُ كَما شِئْتَ مُخْتَلِفاً مِمَّا شِئْتَ.