تقع القلعتين على جانبي مزرعة سارو التي تحتوي على سلسبيل جميل. والقلعة الشمالية أصغر من القلعة الجنوبية، حيث تم تدمير أجزاء منها مع مرور الوقت وبفعل الكوارث الطبيعية والعوامل الجوية ولكن هيكلها القوي مميز بشكل خاص.
بنيت القلعة الجنوبية على قمة هضبة مرتفعة، وتمتاز هذه القلعة بقوتها وحصانتها التي لا تقهر لدرجة أنها تعد واحدة من أهم القلاع الدفاعية في شرق إيران. ويبدو أن مبنى القلعة مكون من ثلاثة طوابق ووفقاً للدراسات التاريخية كان الطابق الأول مخصصاً للماشية والطابق الثاني للرعايا وعائلاتهم، والطابق الثالث يحتوي على معبد وحوض استحمام وكان يطلق عليه اسم الفناء؛ وهو مكان إقامة الكبار والجنود.
من ميزات القلعة المثيرة للاهتمام هي عملية نقل المياه من نبع سارو إلى أعلى القلعة. حيث كان الماء ينتقل عن طريق قنوات جر المياه تحت الأرض. ففي البداية كانوا يحفرون القناة تحت الأرض أمام الينابيع، ويفتحون القنوات على مسافة معينة لتمرير الهواء، وللري في فترات زمنية معينة، وكانت المياه تمر من خلال أنابيب مجوفة فوق القنوات وعلى الآبار المحفورة وهكذا يزداد منسوب المياه تدريجيا حتى يصل إلى ذروته. وهكذا تم إيصال الماء إلى قمة القلعة واستخدامها عن طريق تسطيح أرض مياه الينابيع، التي كانت تبعد مئات الأمتار عن أسفل القلعة. وهذا ما يسمى حالياً بنظرية الأواني المستطرقة، وقد تم تسجيل القلعة الجنوبية على لائحة معالم إيران الوطنية في 26 نوفمبر 2001.
تحتوي الزوايا الأربع لكل قلعة من قلاع سارو على أبراج مراقبة تجدر الاهتمام. كما استخدمت العديد من مواد البناء في بناء قلاع سارو كالحجر والجص والطوب وغيرها. ويعود تاريخ بناء قلاع سارو إلى العصور البيشدادية والكيانية، ولكن تم استخدم هذه القلاع أيضًا في عهد الاشكانيين والطبريين. كما كانت محل اجتماع نشطاء الطائفة الباطنية أو الإسماعيلية مدة قرنين.
وفي القرنين السادس والسابع الهجري كانت الطائفة الإسماعيلية تملك أكثر من 150 قلعة خاصة في محافظة قمص، والتي كانت واحدة من أهم المراكز الإسماعيلية في إيران، وكان لكل من هذه القلاع حاكم خاص بها وبالطبع معظمهم يكنون بالولاء لحاكم عظيم. ويعود سبب استخدام الاسماعيلية لتلك القلاع لأكثر من قرنين إلى متانة هذه القلاع التي تتصف بأنها لا تقهر.