تمتلك إيران العديد من المناطق الطبيعية البكر والجبال والينابيع المتدفقة والمعالم التاريخية الجميلة والفريدة من نوعها كما ترغب، والتي يمكنك زيارتها لتخفيف التعب الذي يستمر على مدار العام.
إذا كنت من عشاق رؤية المواقع التاريخية وتبحث عن المعالم التاريخية غير المعروفة، فإن قلعة جلال الدين ليست خيارًا سيئًا للزيارة.

بني هذا البناء الرائع في القرنين السادس والسابع الهجريين، وموقعه على قمة جبل، وجدرانه السميكة المتينة وارتفاع أبراجه وأسواره، جعله حصناً منيعاً.
تم بناء هذه القلعة من الحجر والطوب والجص. وتتمتع بتصميم سداسي الشكل، ويحيط بها 6 أبراج دائرية.

تتكون قلعة جلال الدين من أربع غرف داخلية، مبنية بين الأبراج. وتوجد في الجدران الداخلية صهاريج تم إنشاؤها لجمع المياه والمؤن.
ويوجد على الجانب الجنوبي والأيمن من مدخل هذه القلعة، درج للوصول إلى أبراج الحراسة، وقد تم إنشاء ثغرات على طول الجدران والأبراج المحيطة.
كما يوجد في أسفل القلعة ومن الجهة الجنوبية الغربية نبع ماء عذب يعرف أيضاً باسم "جلال الدين"، يتدفق ماءه نحو الجنوب الشرقي ونحو منطقة "جاجرم".

إن وجود هذا النبع المليء بالمياه في قلب الصحراء وعند سفح تل هذه القلعة قد يكون أحد أهم أسباب بناء القلعة في هذا المكان. ومن الأسباب الأخرى لبناء هذه القلعة في هذا المكان هي موقعها الاستراتيجي وإطلالتها على المنطقة بأكملها.
إن الموقع الجغرافي للقلعة على الطريق المتصل بالمدن والمراكز الهامة في الهضبة الإيرانية الشمالية الشرقية، مثل نيشابور، جرجان، مرو، وخوارزم، ضاعف من الأهمية الاستراتيجية للقلعة.

عمارة قلعة جلال الدين
تتميز قلعة جلال الدين بأبعادها المعمارية الفريدة، حيث يصل سمك سورها إلى نحو ثلاثة أمتار في المستوى السفلي ويصل ارتفاعه إلى خمسة أمتار. وتم تركيب صهاريج كبيرة في أرضيات الأبراج والممرات في المستوى العلوي من سور القلعة، والتي كانت توفر المياه أو المؤن في أوقات الحاجة.
تبلغ سعة كل من هذه الجرار ما يقرب من 150 لترًا، وبالنظر إلى إجمالي 128 جرة في مساحات مختلفة، فمن المقدر أن هذه الحاويات كانت تخزن حوالي 19000 لتر أو 20 طنًا من السوائل أو الحبوب.
تم حفر بئر يبلغ قطره حوالي ثلاثة أمتار في الزاوية الغربية من فناء القلعة، والذي ربما كان يوفر لسكان القلعة إمكانية الوصول إلى مصدر دائم للمياه. ونظرًا لقاع القلعة الصخري، فإن حفر هذا البئر في الصخر كان بلا شك إنجازًا هندسيًا في ذلك الوقت.

تحتوي القلعة على 6 أبراج، أربعة منها من طابقين، حيث يستخدم الطابق السفلي لراحة الحراس والطابق العلوي للمراقبة، والبرجين الآخرين من ثلاثة طوابق، حيث يستخدم الطابق الأول للإسطبلات والطابق الثاني لراحة الحراس والطابق الثالث للمراقبة.
يرتبط الطابق الثاني من البرجين بممر مضاء ,بواسطة فتحات السقف.
إلى أي عصر تنتمي قلعة جلال الدين؟
ينسب عامة الناس قلعة جلال الدين إلى جلال الدين خوارزمشاه، وهو أمر مستبعد جداً. وقد تم بناء معظم هذه القلاع في العصر الإسماعيلي، وينسبها المؤرخون إلى "جلال الدين حسن نو مسلمان".
بدأت هيئة التراث الثقافي، الحرف اليدوية والسياحة بدراسة وترميم قلعة جلال الدين في عام 2007 بهدف إحيائها كمتحف. وفي يونيو/حزيران 2011، تم افتتاح المبنى كمتحف يقدم الشخصيات الشهيرة لجلال الدين في التاريخ الإيراني، مع التركيز على شخصية جلال الدين خوارزمشاه.
تُعرف هذه القلعة باسم "قلعة جلال الدين"، ولكن لا يمكن نسبتها بشكل مؤكد إلى أي من شخصيات جلال الدين الشهيرة في التاريخ الإيراني.
وتم في الجانب الشرقي للمتحف، وفي الطابق الأول، تقديم سيرة وأعمال الشخصيات الشهيرة لجلال الدين للزوار على شكل لوحات.

معالم الجذب في قلعة جلال الدين
ومن المميزات الفريدة التي يتميز بها هذا المتحف- القلعة عن مثيلاته من حيث المحتوى هي طريقة التلاوة والإنشاد وهي نوع من الأداء الديني والوطني الإيراني.
ويتم في هذه المسرحية، عرض قصة بصرية على الشاشات داخل كل برج، ويتم سردها بأسلوب سردي، حيث يتم سرد الأحداث التاريخية للعصر المغولي ومآسي الزعماء الدينيين بكلمات شجية.
وتقع مناطق العرض الأخرى للمتحف على طرق الزيارة، مما يسمح لك بالاقتراب شخصيًا من خصائص العمارة العسكرية، المواد المستخدمة، والأحواض التاريخية الموضوعة داخل أسوار القلعة، وأخيرًا الأساليب الدفاعية للقلاع التاريخية، أثناء التحرك على طول الطريق وأعلى أجزاء القلعة.