البث المباشر

"نَراق".. مدينة أبراج الرياح وخزانات المياه

السبت 3 مايو 2025 - 13:02 بتوقيت طهران
"نَراق".. مدينة أبراج الرياح وخزانات المياه

"نَراق" هي مدينة قديمة في محافظة "مركزي" تضم خزانات مائية وروائع العمارة القاجارية ومدينة ذات "الملاقف الهوائية"بالهندسة المعمارية التقليدية.

"نراق" هي مدينة تقع بالقرب من مدينة دليجان، في محافظة مركزي. وتقع بين مدن قم، كاشان، ودليجان، ومنطقة جبلية وباردة. وتستضيف هذه المدينة التاريخية ذات المعالم السياحية العديد من السياح كل عام.

تحيط الجبال بمدينة "نراق" من ثلاث جهات، وهذا من أهم الأسباب التي تجعل هذه المدينة العريقة تتمتع بمناخ ملائم وممتع.

يؤدي "نراق" إلى جبل "إل" من الشمال، و18 كيلومترًا من الشرق إلى مدينة دليجان، ومن الجنوب إلى قرية "سينقان".

تعد خزانات مدينة "نراق" للمياه من روائع العمارة في العصر القاجاري، ويمكن رؤية هذه الخزانات في جميع أحياء نراق الثلاثة: الحي العلوي، الحي السفلي، وحي السوق.

يوجد في هذه المدينة أكثر من 15 طاحونة مائية، وكانت تعرف في العصور القديمة أيضًا باسم مدينة الطواحين.

أبراج الرياح

تعتبر "نراق" مدينة الملاقف الهوائية، وهي بمثابة رفيق دائم للهندسة المعمارية التقليدية في المدينة. وهناك ثلاثة تيارات هوائية رئيسية في هذه المدينة:

ريح "قم" وهي باردة وجافة، وريح "كاشي" وهي دافئة، وأخيراً ريح "أصفهان" التي تهب من جنوب "نراق" في الفصول الثلاثة الربيع، الخريف، والشتاء وتسبب هطول الأمطار.

مسجد "نراق" الجامع

يبلغ عمر المسجد الكبير في مدينة "نراق" أكثر من 150 عامًا وتم بناؤه في عهد "فتحعلي شاه قاجار" وبفضل جهود "الحاج علي محمد نراقي" وتبلغ مساحة هذا المسجد حوالي ألف متر مربع وله قباب وأبراج جميلة جدًا.

كما أن باب مدخلها مصنوع أيضًا من خشب الجوز، ونقوشه جميلة ومثيرة للإعجاب. ومن بين الزخارف الأخرى لهذا المسجد القديم البلاط الملون والتصاميم الإسلامية التي تدل على براعة بناة المسجد.

خان "شمس السلطنة"

خان "شمس السلطنة" هو معلم سياحي تاريخي آخر في "نراق"، وربما يعود تاريخه إلى أكثر من 150 عامًا.

تم بناء هذا التراث الوطني في العهد القاجاري. ويعد هذا المعلم التاريخي من أجمل المباني التاريخية في هذه المدينة، وقد تم بناؤه نيابة عن "الحاج محمد نراقي" المعروف بـ"حاجي خان".

يتكون هذا المبنى التاريخي من طابقين، أحدهما كان يستخدم لتربية المواشي والآخر لسكن التجار والراحة.

ويشكل السوق، الأسواق الأربعة وبيت التاجر أو "معاون الممالك"، إلى جانب الخان، مجمع "شمس السلطنة" الجميل والفريد من نوعه، والذي تم تسجيله كتراث وطني.

سوق "نراق" التاريخي

يعد سوق "نراق" التاريخي، وهو من الآثار التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، من المعالم السياحية الأخرى في هذه المدينة. و"سوق شمس السلطنة" هو اسم آخر لهذا المجمع التاريخي الذي يعد من أجمل المعالم التاريخية في محافظة "مركزي".

يتميز عمارة هذا المبنى بجمال وأناقة نموذجية يمكن رؤيتها في الغرف ذات الأبواب الخشبية المنحوتة، الخانات الصغيرة، الأسقف المقببة، الجدران المبنية من الطوب، والأسقف المكسوة بالطوب.

ويعد هذا السوق المغطى ذا قيمة كبيرة أيضًا نظرًا لعمره وهويته التاريخية وطرازه المعماري، ولا يزال مزدهرًا ومعروفًا كواحد من أهم المراكز التجارية في "نراق".

ومن المعالم الطبيعية في "نراق" هناك قلعة قديمة تقع على جبل أول عند مصب كهف على ارتفاع 700 متر. ويُعرف هذا الكهف بين السكان المحليين باسم "قلعة أُل"، وهو يقع فوق مزرعة "شريف آباد" وعلى الصخور.

اسم هذه القلعة، المعروفة أيضًا باسم "قلعة نراق"، مأخوذ من اسم الجبل الذي تقع عليه، وبحسب الخبراء، فقد تم بناؤها واستخدامها كمأوى طبيعي للوقاية من أضرار الحيوانات البرية والكوارث الطبيعية، وفي كثير من الحالات للحماية من الحروب وهجمات العدو.

متحف النيازك

يعد متحف النيازك في "نراق" أحد الأماكن الأكثر زيارة، بمحافظة "مركزي". إن قصة بناء هذا المتحف مثيرة للاهتمام ورائعة في حد ذاتها. وفي عام 1974، ضرب نيزك سقف أحد الفصول الدراسية في مدرسة تسمى "معصومي"، مما تسبب في حدوث ثقب في السقف.

وبعد مضي 39 عامًا، قرأ البروفيسور "إيرج عشقي" بالصدفة مقالًا نشره "جعفر سبهري" بهذا الصدد. وكان يتضمن هذا المقال قصة نيزك "نراق" وصور لموقع اصطدامه. وتم بفضل جهود البروفيسور "إيرج عشقي" ومسؤولي المدينة آنذاك تأسيس متحف "نراق" للنيازك في موقع سقوط النيزك عام 2013.

إن النيزك الذي ضرب المدرسة هو نيزك وزنه ثلاثة كيلوغرامات. وهذا النيزك الذي أحدث ثقباً في سقف المدرسة بقطر حوالي 20 سنتيمتراً، محفوظ حالياً في متحف "نراق للنيازك"، إلى جانب حوالي 20 عينة نيزكية أخرى من مختلف أنحاء العالم. وهذا المتحف الرائع مفتوح للجمهور العام، وخاصة المهتمين بعلم الفلك والفيزياء الفلكية.

حلويات "جوزغَند"

يقدم أهالي "نراق"، بحلوى "جوزغند" القديمة الباهظة الثمن واللذيذة، أفضل ما في الحياة للسياح المسحورين في الأزقة التاريخية لهذه المدينة، حتى تبقى ذكرى زيارة "نراق" في براعم التذوق لديهم، بحثًا عن التنوع.

تم تسجيل حلويات "جوزغند" في السجل الوطني في عام 2015 تحت رقم التسجيل 1130، ومنذ ذلك العام، يقام مهرجان "جوزغند" في هذه المدينة في أوائل الخريف.

تم تسجيل معرفة إنتاج "جوزغند"، رقم 1852، مع التركيز على مدينتي "قَمصَر و"بَرزك"، في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبلاد في يوليو 2019.

كما أنه تم تسجيل أكثر من 2000 معلم سياحي في محافظة "مركزي".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة