البث المباشر

مسيرة الاربعين شوكة في عيون اعداء الحسين

السبت 27 أكتوبر 2018 - 17:17 بتوقيت طهران
مسيرة الاربعين شوكة في عيون اعداء الحسين

في هذه الايام المباركة ترتسم على ارض العراق صورة رائعة لا نظير لها على طول تاريخ البشرية.

امواج بشرية من الملايين تغطي مئات الكيلومترات وهي تحث الخطى نحو كربلاء الحسين لكي تحط رحالها عند المرقد الطاهر للسبط الشهيد سيد شباب اهل الجنة كما جاء في حديث رسول الله محمد بن عبدالله - صلى الله علية وآله وسلم.

هذه الصورة الرائعة التي يعجز القلم عن وصفها حيث تتتشكل من عناصر مختلفة يجمعها حب الحسين - عليه السَّلام - وقد تجاوزت كل الحواجز القومية والطائفية والمناطقية.

لوحة رائعة اسمها مسيرة الاربعين الحسيني من خصائصها المحبة والتضحية والايثار والبذل والعطاء والسخاء والمسامحة... وعندما تدخل وسط هذه الجموع الغفيرة تشعر ان البشر قد تغيروا وتحولوا الى ملاك، حقا انها حالة يحلم بها كل محب للانسانية.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسة هنا لماذا يظهر البعض كل هذا العداء لمسيرة الاربعين الحسيني؟ هل هي تفرق بين البشر؟ ام تجمعهم على حب الحسين الذي ينتج عنه حب الانسان؟ اذا لماذا هذا العداء من قبل البعض؟

فالحسين ـ علية السَّلام ـ كان يتألم رأفة بتلك الجموع التي تريد قتلة، وكان كل همه انقاذها، فكان يتألم لحالة الانحراف التي تعيشها الامة.

وهل ان مسيرة الاربعين الحسيني تدعو لجهة معينة؟ ألم تكن اهدافها تصب لمصلحة الامة الاسلامية، بل وللبشرية جمعاء؟
هل مسيرة الاربعين تخص قومية أو طائفية أو تجمع أو حزب بعينه؟ ام هي مسيرة؟مفتوحة لكل من يريد الانتماء اليها بشرط حب الحسين ـ عليه السَّلام.

اذا لماذا هذا العداء الذي يكنه البعض ويسعى لعرقلة هذه المسيرة المباركة؟ 
الاجابة عن هذا السؤال تأتي من خلال تحديد الاطراف التي تعادي هذه المسيره الحسينية، فلو راجعنا التاريخ نجد ان من يحارب هذه الشعائر المقدسة المرتبطة بالحسين - عليه السَّلام - هي اطراف تلطخت ايديها بدماء الابرياء من البشر فهؤلاء المجرمون يرعبهم اسم الحسين - عليه السَّلام - لأن الحسين اصبح شعار الاحرار... شعار الثوار على الظلم بكل ألوانه سواء كان سياسي او إجتماعي.

من هنا جاء العداء لمسيرة الاربعين الحسيني كونها ظاهرة فريدة من نوعها تجمع محبي الحسين من جميع القوميات والطوائف والاوطان لتجديد العهد مع الحسين - عليه السَّلام - على المضي في دربه من اجل تحرير الانسان من قيود الذل والعبودية.

والعهد مع الحسين - عليه السَّلام - يعني الدفاع عن المبادئ والقيم التي جاء بها جده رسول الله محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك العهد الذي عاهده عليه اخيه ابي الفضل العباس والثلة المؤمنة من اهل بيته واصحابه الذين بذلوا مهجهم دون الحسين ـ عليه السَّلام ـ ومبادئه السامية.

فالثلة المؤمنة التي جاهدت مع الحسين ـ عليه االسَّلام ـ يوم عاشوراء تجاوزت اللون والعرق والقومية والطائفية، فنجد فيها علي الاكبر الهاشمي وجون الحبشي ووهب الذي كان قبل سويعات نصراني.

ومن هنا تكون مسيرة الاربعين الحسيني شوكة في عيون اعداء الانسانية من بعثيين صداميين ودواعش ووهابين وقوميين عنصرين، فحاولو ودون جدوى وضع العصي في عجلة المسيرة المباركة من خلال نشر الاكاذيب وإفتراء القصص للنيل منها، واهمين ان ذلك ينطلي على قلوب عشقت الحسين ـ عليه السَّلام ـ مستعدة لبذل الغالي والنفيس في طريق الحسين ـ عليه السَّلام. 

ولكن ستبقى مسيرة الاربعين الحسيني مستمرة تواصل الطريق حتى ظهور صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ الذي يأخذ بثأر الحسين ـ علية السَّلام ـ باقامة دولة العدل التي تعطي كل ذي حق حقة ويسود السَّلام في جميع انحاء المعمورة، وما هذا على الله بعسير.

جابر كرعاوي / لموقع إذاعة طهران العربية


المصدر : اذاعة طهران العربية

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة