وتابع “إن الفاعل معروف بالحقيقة، ولكن من أعطى التعليمات لقتل خاشقجي، ومن أرسل الـ 15 شخصاً إلى تركيا؟! وبتعليمات من جاؤوا؟!! على السعودية الكشف عن ذلك”. وأفاد “إن قتل خاشقجي بات واضحا للعيان، إلا أنه ينبغي على السعودية إظهار الجثة”. وأضاف أردوغان “تقول السعودية أن خاشقجي خرج من القنصلية السعودية، ولكن يترتب عليها إثبات ذلك، ولم تثبته بعد”.
ووصف أردوغان تصريحات السعوديين الذين أكدوا خروج خاشقجي من القنصلية بـ “المهزلة”، مؤكدا أنها لا تتوافق مع جدية الدولة. وأكد “أن تركيا تتقاسم الوثائق والمعلومات المتعلقة بقتل خاشقجي مع الأطراف المهتمة بها، بما فيهم والسعودية، مع الاحتفاظ بالنسخ الأصلية”. وأكد أردوغان أن لدى تركيا وثائق ومعلومات أخرى حول هذه الجريمة، مضيفاً “لا داعي للعجلة، فالمسؤولين السعوديين هم من سيفصح عن هوية من قتل خاشقجي”. وأعلن أردوغان أن المدعي العام السعودي سيزور تركيا الأحد المقبل، وأنه سيقابل نظيره التركي، وتابع “سنرى ما هي القناعة التي ستتشكل خلال هذا اللقاء”. وأضاف “ولكن المسألة الأهم هي الإفصاح عن المتعاون المحلي، حيث إن وزير الخارجية السعودي، هو من صرّح بأن جثة خاشقجي سلمت لمتعاون محلي ومن ثم نفى تصريحاته هذه”.
ودعا أردوغان السعودية إلى تسليم الـ18 شخصاً الضالعين بقتل خاشقجي، قائلاً: “إذا كنتم ترغبون بإزالة الشكوك فإن الـ 18 شخصاً هم النقطة المفتاحية في تعاوننا وهم الذين يعرفون ما جرى، لقد أكدت لخادم الحرمين الشريفين والأمير بن سلمان ذلك، حيث قلت لهم “أنتم تعرفون كيف ستدفعونهم للاعتراف، وإذا لم تتمكنوا من ذلك سلموهم لنا لنحاكمهم في تركيا، حيث إن هذا الحادث قد وقع في القنصلية السعودية بإسطنبول”.
جاء دور القضاء على أوكار الإرهابيين في شرق الفرات
من جهة ثانية، قال أردوغان إن ” الولايات المتحدة الامريكية حولت خارطة الطريق المتعلقة بمدينة منبج السورية إلى أداة للمراوغة”، مضيفاً “نؤمن بأن حل مسألة منبج سيتم كما نرغب عاجلاً أم آجلاً”. وتابع “جاء دور القضاء على أوكار الإرهابيين في شرق الفرات وتحويلها إلى مكان آمن للسوريين”. واستطرد قائلاً “نحن مصممون على تركيز اهتمامنا وطاقتنا على شرق الفرات بدلا من الالتهاء بمنبج”. وقال ” نحن لا نهدد أي أحد ولا يمكننا أن نسمح لأي أحد أن يقوم بأي عمل على حدودنا يشكل تهديداً لنا، لقد قمنا بتضييق الممر الإرهابي حاليا، ومن غير الممكن أن نسمح بتكوينات جديدة في شرق الفرات، إن هذا أمرٌ غير مقبول ويعتبر خطاً أحمراً بالنسبة لنا”. وتابع “نعلم أن سبب الصراع بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية هو صراع على السيطرة على حقول النفط، إلا أن غايتنا ليست الدخول في صراع أو نزاع مع أي أحد بل نهدف للقضاء على الخطر الذي يهدد بلادنا”.
وختم أردوغان بالقول “نقول لحلفائنا وأصدقائنا عليكم التخلص من هذا العبء، لأن السير مع منظمة إرهابية ليس في مصلحة أحد”. وقال “ليس من المنطقي التضحية بتركيا في سبيل منظمة إرهابية مشبوهة وماضيها مظلم، نحن نرى أن دعوتنا هذه قد بدأت تلقى استجابة من قبل حلفائنا، في حين أننا نستمر بأعمالنا وفق خططنا نحن، وستظهر قريباً انعكاسات هذه الأعمال على الساحة لذا ينبغي تقييم كلامي هذا كتحذير أخير”.