البث المباشر

الإهتداء بالإجماع على منزلة الحسين (عليه السلام)

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 14:39 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأعزاء وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا برنامج نخصصه لنقل شهادات بعلو مقام منزلة سيد الشهداء – عليه السلام – صدرت عن مشاهير في التاريخ الإسلامي من اتجاهات مختلفة بينهم قتلة الحسين – عليه السلام – ودافعنا لنقلها هنا هو الإشارة إلى التدبر فيها من وسائل الإهتداء بالحسين – عليه السلام – لمن طلب الهداية وألقى السمع وهو شهيد.

يا عترة فضلهم يقر به

صالح هذا الورى وطالحه

مغالق الشر أنتم يا بني

أحمد إذ غيركم مفاتحه

طبتم فإن مر ذكركم عرضا

فاح بدار الجنان فائحه


إخوتنا الأعزة الأكارم.. إن مقامات الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام فرضت نفسها على الجميع، الموالين المحبين، والمعادين المبغضين والحاسدين، المسلمين وغير المسلمين، المعاصرين للإمام الحسين والمتأخرين، المتكلمين منهم والصامتين، فمن الناس من أملت عليهم عقولهم وقناعاتهم أن يبوحوا بالحقائق، إذ تولدت لهم هدايات عقلية ونفسية، وقلبية وروحية، ومن الناس من طفحت عنهم اعترافات فطرية كانت حجة عليهم وعلى أمثالهم وتابعيهم، وعلى كل معاند ومغالط يأتي بعدهم. والجميع سلموا أن الإمام الحسين هو صاحب المناقب والمآثر وصرحوا بعظمة الحسين وجلالته، وخصوصياته!


في كتاب (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي، و(كنز العمال) للمتقي الهندي، أن الخليفة الثاني قال للإمام الحسين عليه السلام: إنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم. أخرجه ابن سعد في (الطبقات الكبرى)، وذكره ابن حجر المكي الهيثمي الشافعي في (الصواعق المحرقة) ولكن بهذه الصيغة: وهل أنبت الشعر في الرأس بعد الله إلا أنتم؟! كما رواه أحمد بن حنبل في (مسنده) بهذا النص: وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا أنتم؟!
وفي كتاب (الخصال) للشيخ الصدوق: أن الخليفة الثالث قال في الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر الطيار عليهم السلام: من لك بمثل هؤلاء الفتية، أولئك فطموا العلم فطما، وحازوا الخير والحكمة. قال الصدوق : فطموا العلم فطما: أي قطعوه عن غيرهم قطعا، وجمعوه لأنفسهم جمعا.
وروى ابن الأثير في (أسد الغابة في معرفة الصحابة) أن ابن عمر قال: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى السماء؟! قالوا: بلى، قال: هو هذا الماشي. وأشار إلى الإمام الحسين عليه السلام.
وكتب ابن عساكر في (تاريخ دمشق) أن رجلا من العراق سأل عبد الله بن عمر هل يصلى في ثوب يكون فيه دم البعوض، فالتفت ابن عمر إلى الصحابة وقال مستهزئا: إن هذا يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول _أي في الحسن والحسين عليهماالسلام_: "هما ريحانتاي من الدنيا".
وفي موقف نقله الگنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب) أن أبا هريرة قال للإمام الحسين عليه السلام: والله لوعلم الناس منك ما أعلم، لحملوك على رقابهم.
وحول هيبة الإمام الحسين وشباهته بجده المصطفى صلى الله عليه وآله، قال أبوهريرة يوما: دخل الحسين بن علي وهو معتم، فظننت أن النبي قد بعث! ذكره الشيخ المجلسي في (بحار الأنوار) عن بعض مصادر أهل السنة.


ونقل ابن عساكر أن ابن عباس أخذ بركاب الحسن والحسين عليهما السلام، فعوتب في ذلك وقيل له: أنت أسن منهما! فقال: إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله، أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما؟!. فيما روي أن أبا برزة الأسلمي رأى يزيد بن معاوية ينكث ثغر الحسين صلوات الله عليه، فصاح به: أتنكث بقضيبك في ثغر الحسين؟!! أما لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذا! لربما رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله يرشفه.. أما إنك _يا يزيد_ تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك، ويجيء هذا _وأشار إلى الحسين_ ومحمد شفيعه.
كتب الحافظ ابن عساكر الدمشقي الشافعي في (تاريخ مدينة دمشق)، قال: مر الحسين بعمرو بن العاص وهو جالس في ظل الكعبة، فقال _مشيرا إلى الحسين عليه السلام_: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل الأرض، وإلى أهل السماء اليوم.


وذاك معاوية، ومن الذي لا يعرف مواقف معاوية؟! ونقل أن ابنه يزيد أشار عليه يوما أن يكتب إلى الإمام الحسين جوابا يصغره فيه، فتحير معاوية في ذلك ثم قال لأبنه يزيد: وما عسيت أن أعيب حسينا؟! فوالله ما أرى للعيب فيه موضعا.


وتدور الأيام والسنون، ويقتل يزيد _بوصية من أبيه معاوية_ سبط رسول الله وريحانته، ويؤتى له برأسه المبارك القدسي، حتى إذا رأته هند زوجة يزيد، صرخت وهتكت مجلس يزيد، وبدت حاسرة فغطاها وطردها قائلا لها: إذهبي وابكي واعولي على الحسين صريخة قريش!
وحتى قتلة سيد الشهداء الحسين، أقروا بعظمته – عليه السلام – فذاك عمر بن سعد الذي خير نفسه فاختار الهلاك والخسران المبين، وكان تحير فأجرى الله تعالى على لسانه ما فيه إقرار منه وحجة عليه، حيث قال:

أأترك ملك الري والري منيتي

أم ارجع مأثوما بقتل حسين؟!

وفي قتله النار التي ليس دونها

حجاب، وملك الري قرة عيني


روى ذلك العالم الحنفي أخطب خوارزم في (مقتل الحسين عليه السلام): وكانت الندامة، ولات حين مندم، وكان لعنه الله قد نادى بجنده بعد قتلة لسيد شباب أهل الجنة: من ينتدب الحسين فيوطئه فرسه؟ فانتدب له عشرة نفر أشقياء تعساء، منهم الأخنس بن مرثد الحضرمي، الذي قال بعد ذلك:

نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب شديد الأسر

حتى عصينا الله رب الأمر

بصنعنا مع الحسين الطهر


وقال الوليد بن عتبة والى يزيد على المدينة لمروان بن الحكم لما أشار عليه بقتل الحسين: والله يا مروان ما أحب أن لي الدنيا وما فيها وأني قتلت الحسين، سبحان الله! أقتل حسينا ان قال: لا أبايع! والله إني لأظن أن من يقتل الحسين يكون خفيف الميزان يوم القيامة. هذا ما نقله ابن كثير الدمشقي الشافعي في تاريخه (البداية والنهاية)، فيما نقل ابن حجر العسقلاني الحنفي في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) أن إبراهيم النخعي قال: لوكنت فيمن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنة، لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله.
 

أيها الإخوة والأخوات، هذه نماذج لأقوال كثيرة مماثلة نقلتها المصادر المعتبرة عند مختلف الفرق الإسلامية، نكتفي بما تقدم منها ففيها الكفاية لمن طلب الهداية بالحسين – عليه السلام – وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت) إستمعتم له من إذاعة طهران شكرا لكم ودمتم في رعاية الله سبحانه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة