وَيا مَنْ هُوَ السَّميعُ ومَنْ عَرْشُهُ الرَّفيعُ، ومَنْ خَلْقُهُ الْبَديعُ، ومَنْ جارُهُ الْمَنيعُ عَنِ الظَّالِمِ الْغَشُومِ.
وَيا مَنْ حَبا فَاَسْبَغَ ما قَدْ حَبا وسَوَّغَ، ويا مَنْ كَفى وبَلَّغَ ما قَدْ صَفى وفَرَّغَ مِنْ مَنِّهِ الْعَظيمِ.
وَيا مَلْجَأَ الضَّعيفِ، ويا مَفْزَعَ اللَّهيفِ تَبارَكْتَ مِنْ لَطيفٍ رَحيمٍ بِنا رَؤُوفٍ خَبيرٍ بِنا كَريمٍ.
وَيا مَنْ قَضى بِحَقٍّ عَلى نَفْسِ كُلِّ خَلْقٍ وَفاةً بِكُلِّ اُفُقٍ فَما يَنْفَعُ التَّوَقّي مِنَ الْمَوْتِ والْحُتُومِ.
تَراني ولا اَراكَ ولا رَبَّ لي سِواكَ فَقُدْني اِلى هُداكَ ولاتُغَشِّني رَداكَ بِتَوْفيقِكَ الْعَصُومِ.
وَيا مَعْدِنَ الْجَلالِ وذَا الْعِزِّ والْجَمالِ وذَا الْمَجْدِ والْفَعالِ وذَا الْكَيْدِ والِْمحالِ، تَعالَيْتَ مِنْ حَليمٍ، اَجِرْني مِنَ الْجَحيمِ، ومِنْ هَوْلِهَا الْعَظيمِ، ومِنْ عَيْشِهَا الذَّميمِ، ومِنْ حَرِّهَا الْمُقيمِ، ومِنْ مائِهَا الْحَميمِ، واَصْحِبْني الْقُرْآنَ، واَسْكِنِّي الْجِنانَ وزَوِّجْنِي الْحِسانَ.
وَناوِلْنِي الْاَمانَ اِلى جَنَّةِ النَّعيمِ، اِلى نِعْمَةٍ ولَهْوٍ بِغَيْرِ اسْتِماعِ لَغْوٍ ولا بِادِّكارِ شَجْوٍ ولا بِاعْتِذارِ شَكْوٍ سَقيمٍ ولا حَكيمٍ، اِلَى الْمَنْظَرِ النَّزيهِ الَّذي لا لُغُوبَ فيهِ هَنيئاً لِساكِنيهِ وطُوبى لِعامِريهِ ذَوِي الْمَدْخَلِ الْكَريمِ، اِلى مَنْزِلٍ تَعالى بِالحُسْنِ قَدْ تَوالى بِالنُّورِ، قَدْ تَلالى نَلْقى بِهِ الْجَلالا بِالسَّيِّدِ الرَّحيمِ، اِلَى الْمَفْرَشِ الْوَطِيِّ اِلَى الْمَلْبَسِ الْبَهِيِّ، اِلَى الْمَطْعَمِ الشَّهِيِّ، اِلَى الْمَشْرَبِ الرَّوِيِّ مِنَ السَّلْسَلِ الْخَتيمِ.
فَيا مَنْ هُوَ اَجَلُّ مِما وَصَفْتُ، اَسْأَلُكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ وَلا تَحْرِمْنا شَيْئاً مِمَّا سَأَلْناكَ وزِدْنا مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرَّاحمِينَ وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ والِهِ اَجْمَعينَ.