إلهي مسكنتي لا يجبرها إلا عطاؤك، وأمنيتي لا يغنيها إلا جزاؤك، إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلاً وعن التعرض لسواك بالمسألة عادلاً، وليس من جميل امتنانك رد سائل ملهوف، ومضطر لأنتظار خيرك المألوف.
إلهي أقمت على قنطرة من قناطر الأخطار، مبلوا بالأعمال والإعتبار، فأنا الهالك ان لم تعن عليها بتخفيف الأثقال، إلهي أمن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي. إلهي ان حرمتني رؤية محمد صلى الله عليه وآله في دار السلام، وأعدمتني تطواف الوصفاء من الخدام، أو صرفت وجه تأميلي بالخيبة في دار المقام فغير ذلك منتني نفسي منك يا ذا الفضل والإنعام.
إلهي وعزتك لو قرنتني في الأصفاد طول الأيام، ومنعتني سيبك من بين الأنام، وحلت بيني وبين الابرار، ما قطعت رجائي منك، ولا صرفت انتظاري للعفو عنك.
إلهي لو لم تهدني للإسلام ما اهتديت، ولو لم ترزقني الإيمان بك ما آمنت، ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت، ولو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت، ولو لم تبين لي شديد عقابك ما استجرت.