البث المباشر

إهتداء المناضل الفلسطيني محمد شحادة

الإثنين 22 أكتوبر 2018 - 13:37 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله، تحية طيبة وأهلا بكم في لقاء جديد من هذا البرنامج نستنير فيه أولا بقبسة من مواطن الإهتداء بسيد الشهداء _عليه السلام_ وهو ما صحّ عنه من إخبارات بالغيب تدل على أنه من أولياء الله المقربين. ثم ننقل حكاية إحدى المناضلين الفلسطينيين إهتدى إلى مدرسة الثقلين ببركة إستشعاره للمظلومية الحسينية، وهو الأستاذ (محمد شحادة)... كونوا معنا.

عن الإمام الحسين من الإخبارات الصادقة بالغيب ما جعلت الناس يوقنون أنه سلام الله عليه ولي الله بالحق والصدق، مخبر من الله عزوجل منبئ عن الله تبارك وتعالى..

من ذلك _أيهاالإخوة الأعزة_: ما رواه أبو محمد الواقدي وزرارة بن خلج، قالا: لقينا الحسين ابن علي قبل أن يخرج إلى العراق بثلاث ليال فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة، وأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه، فأومأ عليه السلام بيده إلى السماء، ففتحت أبواب السماء، ونزل من الملائكة عدد لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقال عليه السلام: "لولا تقارب الأشياء، وهبوط الأجر، لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم علما أن من هناك مصرعي، وهناك مصارع أصحابي، لا ينجو منهم إلا ولدي علي"(رواه الطبري الإمامي في دلائل الإمامة، وكذا في: نوادر المعجزات. كما رواه السيد ابن طاووس في: اللهوف في قتلى الطفوف، والحر العاملي في: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ).
وروى عبد الله بن مكحول أن الأوزاعي قال: بلغني خروج الحسين عليه السلام إلى العراق، فقصدت مكة فصادفته بها، فلما رآني رحب بي وقال: "مرحبا بك يا أوزاعي، جئت حتى تنهاني عن المسير، وأبى الله عزوجل إلا ذلك، إن من هاهنا إلى يوم الإثنين مبعثي". قال الأوزاعي: فشهدت في عدد الأيام، فكان كما قال الحسين! وقبل أن يخرج من مكة – أيها الإخوة – قام خطيبا، فكان من خطبته قوله سلام الله عليه: "خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى اشتياق أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء".
 

وقبل ذلك كان عليه السلام قد أخبر أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله عليها قائلا لها: "يا أماه، قد شاء الله أن يراني مقتولا، مذبوحا، ظلما وعدوانا، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين، وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا".
 

ويوم وصل كربلاء أشار الإمام الحسين عليه السلام إلى تلك الأرض وقال لزهير بن القين: "يا زهير، اعلم أن هاهنا مشهدي، ويحمل هذا – وأشار إلى رأسه الشريف – من جسدي زحر بن قيس، فيدخل به على يزيد، يرجو نائله فلا يعطيه شيئا!".
 

وتتوالى الأيام _إخوتنا الأحبة المؤمنين_ فيتحقق كل ما أدلى به الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام، فتصبح إخباراته الغيبية دلائل ساطعة على إمامته، وكذا على مظلوميته، فتميل إليه القلوب، كما تستيقن له العقول، وتتوافد الأجيال تقرأ سيرة سيد الشهداء الحسين صلوات الله عليه، فتجدها عابقة بالقيم المثلى، والمبادئ العليا، وزاكية بالأخلاق الفضلى، وهي إلى ذلك سيرة مشفوعة بالبراهين الإلهية الساطعة، فيكون الحسين هو الأحب من كل أحد، تواليه الأرواح، وتقر أنها اهتدت بالحسين.

ومن هؤلاء الذين اهتدوا بالحسين _عليه السلام_ المناضل الفلسطيني (محمد شحادة) ننقل لكم أيها الأعزاء حكاية اهتدائه طبق ما قاله في المقابلة التي أجرتها معه مجلة المنبر الكويتية، ونقدم لذلك بأن الأخ محمد شحادة هو من مواليد مدينة بيت لحم سنة ثلاث وستين وتسعمائة وألف ميلادية، ويحمل شهادة البكالوريوس في التربية وله تأريخ طويل في مقاومة الإحتلال الصهيوني.


قال الأخ محمد شحادة عن قصة اهتدائه إلى مدرسة الثقلين: أود أولا أن أشير إلى أنني منذ صغري كنت أميل إلى أهل البيت – عليهم السلام – رغم أنني كنت أجهل الكثير عنهم.. لم أعرف منهم سوى أن الإمام علي هو الخليفة الرابع وأن الحسن والحسين طفلان يحبهما رسول الله وأن فاطمة هي ابنته.. هذا أقصى ما كنت أعرفه عنهم... لكنني رغم ذلك كنت أتعاطف كثيرا مع مظلومية آل البيت وكان ثمة إحساس يعتريني بأن علي بن طالب مظلوم حقا...
هذا الإحساس بالمظلومية بدأ يتجذر في و يزداد عمقا كلما اشتد علي ظلم الإحتلال.. لقد كان جهلي بالتشيع هو الذي أبقاني فيما كنت عليه وأرجوا أن لا أكون آخر من يقول: ثم اهتديت!
ونبقى – مستمعينا الأعزاء – مع المناضل الفلسطيني الأخ (محمد شحادة) وهو يحكي اشتداد الظلم عليه والذي جعله يتفاعل أكثر مع مظلومية أهل البيت _عليهم السلام_، قال: لقد كنت أحد مقاتلي حركة فتح الفلسطينية منذ كان عمري ۱٦ عاما، وقد اعتقلت إثر ذلك في الثمانينات وحكم علي بالسجن لمدة ۲٥ عاما ثم أفرج الصهاينة عني في عملية تبادل للأسرى عام ۱۹۸٥، بعدها تكررت عمليات اعتقالي لمدة أعوام بلا محاكمة بتهمة الإنتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي التي نشطت فيها بعد خروجي من حركة فتح، ومن ثم أبعدتني قوات العدو إلى مرج الزهور في جنوب لبنان لمدة عام خلال الإنتفاضة المجيدة عام ۱۹۹۲.

خلال تلك الفترة أحسست بمعنى أن تكون مظلوما.. وقد تعمق هذا الشعور عندي والرغبة بالإنتصار على الظلمة بعد الثورة الإسلامية في إيران المسلمة، دفعني ذلك إلى القرآءة المستفيضة عن هذه الثورة ومرتكزاتها الفكرية التي تنطلق من التشيع لآل محمد – صلى الله عليه وآله –..
لقد كان شعوري شعور الظمآن بالماء.. وإنتابتني ردة فعل ممزوجة بالفرح العظيم للإرتباط مباشرة بعترة النبي.. ومن جهة أخرى إنتابتني ردة فعل مشوبة بالألم لهذا التغيب المقصود لهؤلاء الأئمة من نهج حياتنا، لقد هزني بشدة مقتل الحسين في كربلاء، والذي مثل ذروة تلك المظلومية.

وأخيرا كان القرار بالإلتزام الكامل بهذا المذهب العظيم كتتويج لمرحلة مخاض فكري استمرت سنوات عدة من الدراسة والتمحيص والتفكير في كل ما يتعلق بهذا المذهب والإطلاع العميق على الإتجاهات الفكرية المختلفة سواء تلك التي أيدت هذا المذهب أو تلك التي هاجمته على مدار السنين.
إن تشيعي عقائدي لا سياسي، واعتناقي لعقيدة أهل البيت _عليهم السلام_ جاء نتيجة اقتناع ذاتي كامل غير مشوب بأية تأثيرات.. إنه طريق الحق ولقد اخترته وأنا متمسك به إن شاء الله.
مستمعينا الأعزاء، وفي جانب آخر من نقله لحكاية إعتناقه لمذهب مدرسة الثقلين، يقول المناضل الفلسطيني الأستاذ محمد شحادة: ( إنني في المهرجات الخطابية التي تقام في فلسطين أركز كلماتي على شخصيات ومواقف أهل البيت النبوي – عليهم السلام – وهذا يسهم كثيرا في تغير الصورة السائدة في المجتمع تجاههم صلوات الله عليهم حتى يعرفوا قدرهم ويقتدوا بهم فيتحقق النصر بإذن الله.

وأذكر ذات مرة أنني ألقيت كلمة مركزة حول الإمام أبي عبد الله الحسين _عليه السلام_ وقد قوبل هذا برد فعل غير سليم من قبل بعض المتكلمين.. لقد اعتبروا أن مجرد حديثي عن الحسين عليه السلام هو مخطط لنشر التشيع..
إنني أنصح أحرار العالم كافة والمسلمين خاصة على اختلاف مذاهبهم أن يتخذوا من الحسين - عليه السلام – وثورته على الظلم نموذجا ونبراسا.. كما أنني أرجو أن لا أكون آخر من يقول ثم اهتديت...
إن للإمام قائم آل بيت النبوة _عليهم السلام_ بركات تحركنا وتعطينا الفعالية الدائمة باتجاه النصر والتحضير لفرجه القريب إن شاء الله، وإنني أهتف بحضرته مناجيا وراجيا، قائلا: يا مهدي أدركنا الآن.
كانت هذه مستمعينا الأفاضل حكاية اهتداء المناضل الفلسطيني الأستاذ محمد شحادة نقلناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (بالحسين الهتديت) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبلوا منا خالص التحيات ودمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة