البث المباشر

فاطمة بنت الامام الحسن(ع) - رملة والدة القاسم بن الحسن (ع)

الأربعاء 26 يونيو 2019 - 09:05 بتوقيت طهران
فاطمة بنت الامام الحسن(ع) - رملة والدة القاسم بن الحسن (ع)

فاطمة بنت الامام الحسن(ع) وأم الامام الباقر(ع) - رملة والدة القاسم بن الحسن (ع)

ومثير الاشجان رزء الايامى

مذ وعت بالصهيل صوت الجواد

فرأت في الصعيد ملقى حماها

هشمت صدره خيول الاعادي

فدعت والجفون قرحى وفي

القلب لهيب من الاسى ذو اتقاء

احمى الضائعات بعدك ضعنا

في يد النائبات حسرى بوادي

او ما تنظر الفواطم في الاسر

ويستر الوجوه منها الايادي

كان من بين كرائم الرسالة وحرائر الوحي وبنات آل الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم في اسارى كربلاء، امرأة جليلة هي فاطمة بنت الامام الحسن الزكي بن الامام امير المؤمنين علي عليهم السلام، اذ ذكرها الشيخ الطبرسي في اعلام الورى باعلام الهدى مع اخويها الحسين الملقب بالاثرم وطلحة ابني الامام الحسن سلام الله عليه وقال: امهم ام اسحاق بنت طلحة التميمي والى هذا ذهب الشيخ المفيد في الارشاد، وابن شهر اشوب في مناقب آل ابي طالب.
وفاطمة هذه العلوية الطاهرة، تنتمي الى اشرف حسب ونسب، فجدها الاعلى رسول الله، ثم امير المؤمنين علي وجددتاها خديجة الكبرى ثم فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم، اما ابوها فالحسن المجتبى وعمها الحسين، وهما سيدا شباب اهل الجنة وأما زوجها فابن عمها الامام علي بن الحسين زين العابدين سلام الله عليه، ومنها كان ولده الامام محمد الباقر عليه السلام.
وكانت فاطمة بنت الامام الحسن ذات علم وفضل وشرف وحياء وعفة عالية، وقد نسبت لها كرامات، كما يذكر الشيخ الكليني في اصول الكافي عن ولدها الباقر عليه السلام انه قال: كانت امي قاعدة عند جدار فتصدع، وسمعنا هدة شديدة، فقالت بيدها لا وحق المصطفى، ما اذن الله لك في السقوط. فبقي معلقاً في الجو حتى جازته، فتصدق ابي عنها بمئة دينار، وفيها قال حفيدها الامام جعفر الصادق عليه السلام كما يروي الكليني ايضاً كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها.
حضرت هذه العلوية فاطمة بنت الامام الحسن مع عمها الامام الى جنب زوجها الامام السجاد علي بن الحسين وولدها الامام الباقر وكان عمره المبارك بين الثالثة والرابعة، فعاشت المحن العظمى التي انصبت على آل البيت، ومنها شهادة اخيها القاسم بن الحسن المجتبى وعمره ثلاث عشرة سنة وبقية الشهادات المفجعة التي انتهت بشهادة عمها ابي عبد الله الحسين صلوات الله عليه. وقد توزعت حيرتها بين مصائب عدة، منها مرض زوجها السجاد عليه السلام، وكان في الخيمة يغمى عليه ساعة بعد ساعة، حتى اذا رأى اباها الحسين وحيداً غريباً نهض يتوكأ على عصاه ويجر سيفه، فصاح الامام الحسين باخته ام كلثوم احبسيه لئلا تخلوا الارض من نسل آل محمد فارجعته الى فراشه ثم رافقته زوجته وابنة عمه فاطمة بنت الحسن في سفر الاسر المرير تعالجه وتخدمه وترعى ولدها الباقر، وتعيش الاحزان مع عمتها زينب العقيلة وبقية اسرة آل الرسول حتى عودتها الى المدينة، لتطوي بقية حياتها في ذكريات كئيبة جاءت بها من كربلاء.
واما المرأة النجيبة الاخرى في ركب السبا، فتلك كانت رملة، وهي زوجة سيد شباب اهل الجنة الامام الحسن المجتبى صلوات الله عليه وأم ولده القاسم الشهيد يوم عاشوراء، جاءت به مع الركب الحسيني الشريف لتدفع به الى ساحة الشرف والجهاد بين يدي عمه وامامه ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه.
فيكفي هذه المرأة المكرمة فخراً وعزاً انها الزوجة المخلصة للامام الحسن بن علي وكانت هي اختارته، والام الحنون التي ربت ذلك الشاب الغيور حتى شجعته لنصرة امام زمانه الحسين، ولم يكن القاسم قد بلغ الحلم، وكان وجهه كفلقة قمر، فلما نظر اليه عمه الحسين اعتنقه وبكى حتى غشي عليه، فاستأذنه في القتال فأذن له بعد الحاح عليه، وبعد ان اراه وصية ابيه الحسن في نصرته.
فبرز القاسم بن الحسن على صغر سنه يقاتل قتال الابطال، حتى غدر به عمرو بن نفيل الازدي بضربة على حين غفلة، فنادى الغلام يا عماه، فأتاه الحسين كالليث الغضبان فقتل قاتله، وانجلت الغبرة واذا بالحسين عند رأس القاسم وهو يفحص برجليه ويجود بنفسه المقدسة، وعمه الحسين يقول له وقد اعتصر قلبه الحزن: بعداً لقوم قتلوك، خصمهم يوم القيامة جدك! ثم حمله الى الخيمة وقد الصق صدره الشريف بصدر القاسم، والقاسم رجلاه تخطان في الارض، فجاء به الحسين ووضعه الى جنب ابن عمه الشهيد علي الاكبر وقتلى اهل بيته.

اذا به حاضن في صدره قمراً

يزين طلعته الغراء داميها

وافى به حاملاً نحو المخيم

والآماق في وجهه حمر مجانيها

تخط رجلاه في لوح الثرى صحفاً

والدمع منقطها والقلب تاليها

آه على ذلك البدر المنير محا

الخسف غرته الغراء ماحيها

هذا ورملة خلف الخيمة تنظر تلك المشاهد المفجعة لقلبها، فيوتى لها بفلذة كبدها القاسم وقد وزعت بدنه الزاكي سيوف ورماح، وغفا مستسلماً للموت، وكانت تأمل ان تشهد زفاف عرسه، فرأت زفاف شهادته، وهو محنى بالدماء الزاكية بذلها في سبيل الله.. فراحت بعده تنضم الى ركب السبا والاسر راحلة عن كربلاء، تاركة فيها حبيبها القاسم طريحاً على رمال الطف بلا دفن الى جنب تلك الاجساد الطاهرة عمه الحسين وابناء عمه واهل بيته وخيرة الاصحاب الابرار.
فودعت ولدها الطيب البار وهي على ناقة الاسر في سفرها الموحش الكئيب، لتطوي بقية عمرها باكية حزينة على ما جرى على زوجها سميم آل امية، وعلى ولدها القاسم ذبيح آل ابي سفيان، وصور كربلاء لا تغادر خواطرها الحزينة.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة