البث المباشر

إهتداء الاندنوسية (ديني رايني) ببركة قيم النهضة الحسينية

الأحد 21 أكتوبر 2018 - 19:21 بتوقيت طهران

معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج ننقل لكم فيه قصة إهتداء أخت اندنوسية وزوجها النمساوي الى الدين الحق ببركة التعرف على القيم التي إشتملت عليها. نمهد لهذه القصة بمقدمة عن الهداية الحسينية لهذه القيم ومنشؤها... كونوا معنا. 

أيها الإخوة الفضلاء... إنّ الهداية نعمة نورانية موهوبة من الله تبارك وتعالى وذلك عن طريق: النبوّات، ثمّ الوصيات. وتلك رحمة الله العظمى، وقد خاطب الباري تبارك شأنه حبيبه المصطفى صلّى الله عليه وآله فقال له: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (سورة سورة الأنبياء:۱۰۷) فهو صل الله عليه وآله رحمة مرسلة الى الجماعات البشرية كلها ليهديها إلى سبيل الحق والخير والسعادة الابدية، وهو صل الله عليه وآله رحمة لأهل الدنيا، لإتيانه بدين في الأخذ به سعادة الناس في دنياهم وأخراهم. ولكنّ هذه الرحمة – أيها الإخوة الأفاضل – لن تتمّ ولن تتكامل إلاّ بالوصيات، بمواصلة النهج النبويّ من خلال الأوصياء الخلفاء الذين عينهم الله تعالى وبلّغ بهم أنبياؤه، وهم أئمّة الحقّ الهداة، ومنهم سيد الشهداء أبو عبدالله الحسين سلام الله عليه، الذي فتح ذراعيه الرحيمتين يجمع بهما الناس ويمضي بهم إلى حيث مرضاة الله عزّوجلّ، وإلى حيث النقاء والعروج الى مراقي الإيمان.
 

إنّ الحسين – أعزّتنا المؤمنين – وجود رحمة وهداية، جعله الله سبحانه وتعالى سبباً عظيماً للنجاة والفوز معاً، وقد قال عزّ من قائل في محكم تنزيله المجيد "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ " (سورة ال عمران:۱۸٥) وهذه غاية كبرى من غايات أبي عبدالله الحسين، وهو المليء رحمة وخيراً وبركة؛ إذ نبّه الناس وهم في غفلة عن حقيقة الموت، وغيّ في الضّلالات، ونسيان أو تناس عن الآخرة، أنّ الرحيل عن هذه الدنيا حقّ، وأنّ هنالك موقفا يوم القيامة عصيباً، فيه الحساب.. وفيه الثواب أو العقاب، وفيه الفوز لمن زحزح عن العذاب الأبديّ، وأدخل في النعيم الأبديّ، وهذا لايتأتّى إلّا لمن اهتدى، وليس من هدى إلّا هدى الله جلّ وعلا، وليس ينال هدى الله إلّا باتّباع الأنبياء، ثمّ الأئمّة الأوصياء، وقد سأل الحسين يوماً رجل عن تفسير قوله تعالى: "يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ"(سورة الإسراء:۷۱)، فأجابه عليه السلام بقوله المبين: إمام دعا إلى هدى فأجابوه اليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليه، هؤلاء في الجنّة وهؤلاء في النار، وهو قوله تعالى:«فريق في الجنّة وفريق في السّعير" (سورة الشورى: ۷).
 

وكان هذا جواباً لرجل واحد وإن تناقله الآخرون، وبثّه التاريخ، إلّا أنّ الإمام الحسين سلام الله عليه وقف أمام الملأ في مكة في أيام الحجّ وموسم الوفود على الكعبة المعظّمة، فخطب الناس ينبّه الى حقيقة الرحيل، فليكن رحيلا مشرّفا مكرّما للمرء، بعد هدى وبصيرة وعزّة وكرامة، فقال: "خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة... رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفّينا أجور الصابرين. لن تشذّ عن رسول الله لحمته، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّ بهم عينه، وينجز بهم وعده. ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته، موطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا؛ فإنّي راحل مصبحاً إن شاء الله".
 

فكانت الهداية الحسينية الطيبة أن وضّحت لهم الإمامة الحقّة وميزت لهم عن الإمامة الباطلة، فكتب الإمام الحسين عليه السلام كتابا في جواب له إلى أهل مكة قال فيه "فلعمري ما الإمام إلّا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والداين بالحقّ، والحابس نفسه على ذات الله".
 

أجل... هذا هو من يحقّ للناس أن يأتمّوا به، وليس غير الحسين أحد يومها تقدّم فأراد هداية الملأ وإنقاذهم من الضّلال والسقوط في مهاوي الجحيم. ثمّ كانت الهداية الحسينية الأخرى، أيها الإخوة الأحبّة، وهي أنّه إذا كان لابدّ من الموت، فليكن المرء فيه ملتحفا بالعزّ، مجلّلاً بالشرف والكرامة، قادما على الله عزّوجلّ وهو في طاعة له ولرسوله ولوليه، وكان للإمام الحسين كلماته في ذلك، بل وأبيات انشدها لمن يأنس بسماع الشّعر، فقال:

فإن تكن الدّنيا تعدّ نفيسة

فدار ثواب الله أعلى وأنبل

وإن تكن الأموال للتّرك جمعها

فما بال متروك به المرء يبخل!

وإن تكن الأرزاق قسما مقسّما

فقلّة حرص المرء في الكسب أجمل

و إن تكن الأبدان للموت أنشأت

فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل

عليكم سلام الله يا آل أحمد

فإنّي أراني عنكم سوف أرحل


مستمعينا الأكارم هذه الروح الأبية التي تجلت في الملحمة الحسينية جذبت الكثيرين وإهتدوا بها لمعرفة الدين الحق ومنهم الإخت الإندنوسية (ديني رايني ديوي) والتي ننقل لكم قصة إهتدائها بالحسين – عليه السلام – في هذا اللقاء... وقد حكت هذه الأخت قصتها خلال زيارتها للمشهد الحسيني المبارك ونشرتها عدة من المواقع الإلكترونية الإسلامية..

تقول هذه الأخت الكريمة: كنت شافعية المذهب أعيش في جاكارتا مع زوجي وهو نمساوي. وكان مسيحياً ثم إختار إسم باقر بعد أن إهتدينا معاً الى الدين الحق...

لم أكن أعرف كثيراً من المفاهيم الأساسية للدين الإسلامي الحق أما لعدم قناعتي أو للخلط التأريخي والضباب الفكري الذي كان يحيطينا ولكن الأمر إختلف بعد أن أهتديت الى الصراط المستقيم الذي وجدته في مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
 

وتحدثنا هذه الأخت الأندنوسية عن سر إهتدائها للدين الحق وهي تنظر بعينين ملؤهما المودة لضريح سيد الشهداء(عليه السلام): إنني أشعر بالطمأنينة والسكينة والإرتياح ولكن مع الحزن أيضاً لأنني أود أن يتبع جميع المسلمين مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ونهج الإمام الحسين لنشر الفكر الرصين الذي ينم عن قوة نهضته الخالدة... فهي النهضة التي وصل صداها الى جميع ارجاء العالم رغم كل الجهود التي سعت لطمسها...أتمنى أن يلتف جميع المسلمين تحت راية الإمام الحسين لمجاهدة أعداء الله سبحانه وتعالى... لقد شعرت بتطور كبير بعد إتباع مذهب أهل البيت...

أصبحت رؤيتي للاسلام واضحة وأنا أشعر أن هذا المذهب هو حصن حصين للمسلم وله أثر إيجابي على نفوس العاملين على تنشئة جيل اسلامي جديد يحمل قيم الإسلام... أتمنى أن نجتمع تحت راية الحسين ونزوره وننال الكرامة منه في الدنيا ونفوز بشفاعته والرضوان الإلهي في الآخرة...

أشعر وأنا جوار ضريح الحسين (عليه السلام) بالراحة والطمأنينة وأتمنى أن يحظى جميع المسلمين بهذه النعمة ويتعرفوا على فكره النهضوي وينشروه.
 

كانت مستمعينا الأكارم قصة إهتداء الأخت الأندنوسية (ديني رايني ديوي) الى الدين والمذهب الحق ببركة التعرف على قيم الإباء في الملحمة الحسينية، نقلناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (بالحسين إهتديت) نحييكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة