البث المباشر

تفسير موجز للآيات 22 الى 30 من سورة الصافات

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 818-1

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وأزكى الصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وآله الكرام أيها الاحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. معكم في حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة و وقفة جديدة عند تكملة ايات من سورة الصافات المباركة..آيات هذه الحلقة هي 22 حتى 30 من سورة الصافات ونبدء بالاستماع إلى تلاوة مرتلة للايتين 22 و23 منها:

احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾

 مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾

أشرنا في الحلقة الماضية إلى الندامة والحسرة التي يظهرونهما أصحاب الجحيم لحظة مشاهدة العذاب الإلهي يوم القيامة فيذمون أنفسهم ويصرخون بالويل والثبور ويقولون ياويلنا هذا يوم الدين.

فقد استحقوا العذاب لأنهم كانوا ظالمين ؛ ظلموا ربهم لأنهم أشركوا به وظلموا أنفسهم إذ رفضوا السير على الصراط المستقيم وظلموا الآخرين إذ غصبوا حقهم .

ثمّ يأتي الأمر الإلهي بإرسال المجرمين وسوقهم إلى جهنّم :(احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم). يقضي الأمر بإخراج المجرمين إلى النار ليس لوحدهم بل معهم أزواجهم وهي أما زوجاتهم أو من هو على شاكلته ثمّ يساقون إلى جهنّم.

تعلمنا الايتان بعض العبر منها:

  • إن الانسان يحشر يوم القيامة مع من كان يحبه في الدنيا فإن كان المحبوب حجرا لبعث معه .
  • لا منجى ولا خلاص للمجرمين يوم القيامة من عذاب جهنم

 

والان نستمع ايها الاكارم إلى تلاوة الايات 24 إلى 26 من سورة الصافات:

وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴿٢٤﴾

مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ﴿٢٥﴾

 بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴿٢٦﴾

إستمراراً لاستعراض مشهد إدخال المجرمين النار يخبر القران عن مشهد آخر حيث يأتي الأمر الالهي بإيقاف المجرمين للسؤال والاستجواب : (وقفوهم إنّهم مسؤولون) فالله تعالى يسأل و هو لا يخفى عليه شيء، يسألهم عن كلّ شيء، عن العقائد وعن سبب شركهم بالله ، وعن الحديث والعمل، وعن النعم والمواهب التي وضعها الله سبحانه وتعالى في إختيار الإنسان، إلا أن الهدف من السؤال هنا هو لكي يقر المجرمون بذنوبهم وليوبخهم الله تعالى وليذيقهم الخزي والعذاب الاليم . في ذلك اليوم تكون أيديهم مقطوعة عن كلّ شيء وقاصرة عن تحصيل العون، ولا يمكنهم مناصرة بعضهم بعضا : (ما لكم لا تناصرون).إنّهم في ذلك اليوم مستسلمون لأوامر الله وخاضعون له، ولا يمكنهم إظهار المخالفة أو الإعتراض (بل هم اليوم مستسلمون).

وإلى بعض من تعاليم الايات:

  • سنسأل يوم القيامة عن حياتنا كيف قضيناها و يقول رسول الله صلى الله عليه وآله : «لا تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسأل عن أربعٍ ؛ عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابِهِ فيما أبلاه ، وعن مالِه من أين كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت»
  • إن الطواغيت والفراعنة يخضعون لأمر الله تعالى يوم القيامة .ولا يستطيعون نصرة بعضهم بعضا .

 

نواصل الاستماع للايات التالية من سورة الصافات وهي 27 حتى 30:

وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٢٧﴾

 قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ﴿٢٨﴾ 

قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٢٩﴾ 

وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ ۖ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ﴿٣٠﴾

هذه الايات تشير إلى موقف يلوم فيه المجرمون بعضهم بعضا في يوم القيامة فيبدأ كلّ واحد منهم بلوم الآخر، ويسعى إلى إلقاء أوزاره على عاتق الآخر، والتابعون يعتبرون رؤساءهم وأئمّتهم هم المقصّرون، فيقابلونهم وجهاً لوجه، ويبدأ كلّ منهم بسؤال الآخر، كما تقول الآية: (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون). قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ أي كنتم تدعون أنكم تحملون لنا النصائح و الخير وفي المقابل فإنّ المتبوعين والقادة لا يسكتون، بل يجيبون تابعيهم بالقول: (قالوا بل لم تكونوا مؤمنين) إنّما أنتم قوم طغاة ومعتدون، وأخلاقكم وطبيعتكم الظالمة صارت سبب تعاستكم (بل كنتم قوماً طاغين)

ونختم اللقاء بالإشارة إلى بعض من الدروس القرانية:

  • مع أنّ المجرمين يحاولون التبري من الآخر، حتّى أنهم يحاولون إلقاء تبعات إرتكاب الذنب على الاخرين ، ولكن بتلك الحال لا يستطيع أي واحد منهم إثبات براءته.
  • إن الطغاة المشركين يحرفون الناس عن الصراط المستقيم بواسطة التظاهر بطلب الخير لهم .

إلى هنا وتنتهي حلقة أخرى من نهج الحياة شكرا على المتابعة و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة