البث المباشر

تفسير موجز للآيات 81 الى 83 من سورة يس

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 00:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 814

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين السلام عليكم مستمعي برنامج نهج الحياة وأهلا بكم إلى تكملة الحديث في سورة يس و تحديدا عند الشرح الموجز للايات 81 إلى 83 من سورة يس المباركة ..

بداية نصغي إلى تلاوة الاية 81 من هذه السورة المباركة ..

 أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿٨١﴾

بعد ذكر دلائل المعاد ولفت الأنظار إلى الخلق الأوّل، ونشوء النار من الشجر الأخضر في الآيات السابقة، تتابع هذه الآية بحث ذلك الموضوع من طريق ثالث وهو قدرة الله اللامتناهية،الجملة الاُولى بشروعها (بالإستفهام الإنكاري) تطرح سؤالا على الوجدان اليقظ والعقل السليم لتجعله يقارن بين السماء المترامية العظيمة بكلّ ثوابتها وسيّاراتها العجيبة، وبكلّ تلك المنظومات والمجرّات التي تشكّل كلّ زاوية منها دنيا واسعة هائلة و بين خلق الإنسان، فالذي هو قادر على خلق كلّ هذه العوالم الخارقة في العظمة والمتناهية التنظيم والدقّة في قوانينها، كيف لا يكون قادراً على إحياء الموتى؟ والجواب عن هذا السؤال واضح وكامن في كلّ قلب وروح " بلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ .

ترشدنا الاية إلى بعض التعاليم منها:

  • عند الردعلى الشبهات المثارة بدلا عن الإجابة المباشرة يمكن استخدام اسلوب السؤال والجواب ليوقظ في المنكرين الوجدان وعملية التفكيرالسليم.
  • إن الخلق بحاجة إلى العلم والقدرة وأن الله سبحانه وتعالى هو الخلاق العليم في الدنيا والاخرة .
  • إن الذي كان قادرا عن خلق الكون بكل ما فيه من دقة وعظمة لا متناهية فهو الأقدر على خلق الإنسان الذي لا يساوي سوى ذرة في هذا الكون .

 

مستمعينا الكرام اليكم تلاوة الاية 82 من سورة يس المباركة:

إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾

جاءت هذه الاية المباركة لتكمل الحديث في الاية السابقة عن القدرة الالهية و هي تؤكد حقيقة أنّ أي خلق وإيجاد بالنسبة لله سبحانه وتعالى وقدرته سهل وبسيط لأن الله تعالى إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فكلّ شيء مرتبط بأمره وإشارته فقط، وذات بهذه القدرة كيف يشكّ في تمكّنها في إحياء الموتى؟!

و لا شك أنّ الأمر الإلهي هنا ليس أمراً لفظياً، كما أنّ جملة "كن" ليست جملة يبيّنها الله سبحانه وتعالى بصورة لفظ، لأنّه تعالى لا يحتاج إلى تلك الألفاظ، بل المقصود هو مجرّد إرادته لإيجاد وإبداع شيء، وإنّما إستخدم التعبير بـ "كن" لأنّه ليس هناك تعبير أقصر وأصغر وأسرع يمكن تصوّره في التعبير عن تلك الحقيقة.إذن فإرادته لخلق شيء ووجوده هي عملية واحدة.

نتعلم من الاية المباركة:

  •  إن خلق الكائنات العظيمة أو الصغيرة والدقيقة سواء بالنسبة إلى القدرة الالهية .
  •  إن الله تعالى هو واهب الحياة للكائنات وقد خلقهم من العدم واللاشيء و هذا يختلف اختلافا شاسعا مع ما يقوم به الانسان من خلق الاشياء الذي لا يتجاوز سوى إعطاء صورة و تبديل شيء إلى آخر.

 

والان نستمع إلى تلاوة الاية 83 من سورة يس المباركة:

فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾

هذه الآية هي الاية الأخيرة لسورة يس و هي تنهي البحث في مسألة المبدأ والمعاد بشكل جميل وبطريقة الإستنتاج الكلّي فتقول: (فسبحان الذي بيده ملكوت كلّ شيء وإليه ترجعون). ومع الأخذ بنظر الإعتبار أنّ "ملكوت" من أصل "مُلْك" بمعنى الحكومة والمالكية، وإضافة (الواو) و (التاء) إليها للتأكيد والمبالغة، يتّضح أنّ معنى الآية كما يلي: إنّ الحاكمية والمالكية المطلقة بدون أدنى قيد أو شرط بيد قدرته المطلقة، وكذلك فإنّ الله سبحانه منزّه ومبرّأ عن أي عجز أو نقص في القدرة، وبهذا الشكل فإنّ إحياء الموتى وإلباس العظام المتفسّخة لباس الحياة من جديد، كلّ ذلك لن يشكّل لديه أيّة مشكلة، ولذلك فاعلموا يقيناً أنّكم إليه ترجعون وأنّ المعاد حقّ.

و إلى بعض من تعاليم هذه الاية :

  • كيف تشكون في قدرة الله تعالى لاحياء الانسان يوم القيامة في حين أنه القادرعلى كل شيء .
  • إن الله مالك كل شيئ من أوله إلى آخره وكل شيئ مصيره إلى الله تعالى .

 

أيها الأكارم مع انتهاء هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة نشكركم على طيب تواصلكم واستماعكم .. نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة