البث المباشر

تفسير موجز للآيات 71 الى 76 من سورة يس

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 00:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 812

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق أجمعين محمد و آله الطاهرين ..السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته , أهلا بكم إلى نهج الحياة ..لنواصل حديثنا في سورة يس المباركة ،في هذه الحلقة نتطرق إلى الايات 71 إلى 76 منها فلنصغ بداية إلى تلاوة الايات 71 إلى 73 منها :

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ﴿٧١﴾ 

وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ﴿٧٢﴾

 وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴿٧٣﴾

يتطرق القرآن الكريم في هذه الآيات إلى مسألة التوحيد والشرك، ويشير- ضمن مجموعة من آثار عظمة الله في حياة البشر، وحلّ مشكلاتهم ورفع حاجاتهم – يشير إلى ضعف وعجز الأصنام، وبمقارنة واضحة يشطب على الشرك ويثبت بطلانه، وفي نفس الوقت يثبت حقّانية خطّ التوحيد. الآيات تشير إلى الأنعام باعتبارها من نعم الله تعالى على الإنسان حيث سخر الله تعالى بعضا منها لخدمة الإنسان فيستفيد منها كيفما شاء .و هي نعمة مازالت مهمة وتحظى بمكانة عالية بالرغم من التطور الذي حصل في العصر الحديث ،غير أنّ الإنسان لا يلتفت إلى أهمّيتها لأنّه تعوّد رؤيتها يومياً.

نستلهم من الايتين بعضا من الدروس:

  • يتمكن الانسان من الوصول إلى معرفة الله حتى من خلال النظر إلى مخلوقاته التي يراها أمامه .
  • إن من نعم الله تعالى أن تكون الأنعام مذللة ومطيعة بأمر الإنسان.
  • إن الغفلة عن تذكر النعم الالهية تسبب نسيان الانسان للمنعم والنعم التي تفضل بها على الانسان .

 

و الان نستمع إلى تلاوة الايات 74 و76 من سورة يس:

وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ﴿٧٤﴾

 لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ ﴿٧٥﴾

 فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٧٦﴾ 

إن من أبرز مصاديق كفران النعم الإلهية هو لجوء الانسان إلى اتخاذ غير الله تعالى معبودا لنفسه و هذا ما قام به المشركون جهرا و يرتكبه بعض المسلمين سرا وربما غفلة و هو ما يسمى بالشرك الخفي . فيا له من خيال باطل وفكر ضعيف ذلك الذي يعتقد بألوهية هذه الموجودات الضعيفة التافهة التي لا تملك لنفسها- ناهيك عن الآخرين- ضرّاً ولا نفعاً، ويجعلونها إلى جانب الله سبحانه وتعالى ويقرنونها به تعالى، ويلجأون إليها لحلّ مشاكل حياتهم؟ ويتوهّمون أنّها تشفع لهم عند الله ، فإنّ جميع هذه الأوهام كالنقش على الماء .لأن تلك الكائنات لا تستطيع نصرة المشركين، وسيكون هؤلاء المشركون جنوداً مجنّدة يتقدّمونها إلى جهنّم: (لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون).

ومواساة مع الرّسول الأكرم (ص)وتثبيتا لفؤاده إزاء مكر المشركين، والفتن والأعمال الخرافية- تقول الآية الكريمة: (فلا يحزنك قولهم) إشارة إلى التهم التي ألصقوها بالنبي فتارةً كانوا يصفونه بالشاعر، واُخرى بالساحر وغيره فكل ذلك لم يخف عن علم الله تعالى:(إنّا نعلم ما يسّرون وما يعلنون).فلا تخفى علينا نواياهم، ولا مؤامراتهم في الخفاء، ولا جحودهم وتكذيبهم لآياتنا في العلن، نعلم بكلّ ذلك، ونحفظ لهم جزاءهم إلى يوم الحساب .

وإلى بعض من الدروس التي تحملها الايات المباركات:

  • إن الشرك بالله تعالى لا يعتمد على أساس علمي ثابت فلا شيء في الكون يستحق أن يكون شريكا لله تعالى .
  • تعد الاستعانة بغير الله نوعا من أنواع الشرك إلا إذا آمن الشخص أن المؤثر الحقيقي في الوجود هو الله تعالى .
  • كل من يحمل رسالة إلهية و يحمل هدفا مقدسا فلا بد من أن يكون معرضا لسهام التهمة و النقد الجارح وعليه أن يتذكر قول الله تعالى " فلا يحزنك قولهم " .
  • إن المشركين يتآمرون على المسلمين في السر والعلن و هي محاولات لن تخفى عن علم الله والعلم بهذا يهون على المؤمن وقع المشاكل والأزمات .

 

الى هنا وانتهت حلقة أخرى من حلقات برنام نهج الحياة نسأل الله الهداية لنا ولكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة