إلا أن نتائج دراستين منفصلتين صدرتا في 26 مارس/آذار الجاري، تشيران إلى أن حيوانا آخر ربما يكون هو الحامل الوسيط الذي نقل الفيروس إلى البشر، وهو آكل النمل الحرشفي.
ويطلق على مجموعة الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر بالأمراض حيوانية المنشأ (zoonosis)، وهناك الكثير من الفيروسات التي انتقلت من عالم الحيوانات إلى عالم البشر لتتسبب في كوارث حقيقية، مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي انتقل من الشمبانزي، أو فيروس الإيبولا الذي انتقل للبشر من أحد أنواع الخفافيش الآكلة للفواكه.
عينات آكل النمل الحرشفي
جاء في الدراسة الأولى، التي صدرت بدورية "نيتشر"، أنه خلال التجارب التي أجراها باحثون من قسم الفيروسات بجامعة هونغ كونغ، فإن فحصا تضمن 43 عينة عضوية من أجسام آكل النمل الحرشفي قد وجد تشابها مع الحمض النووي الريبوزي الخاص بكورونا المستجد في ستة منها.
وفي تجارب إضافية تأكيدية أجريت على اثني عشر آكل نمل حرشفي تبين أن ثلاثة منها تحتوي على حمض نووي ريبوزي يشبه ذلك الخاص بفيروس كورونا المستجد.
الحمض الريبوزي "آر إن أي" (RNA) هو جزيء كيميائي حيوي يوجد تقريبا لدى كل الكائنات الحية وبعض أنواع الفيروسات. وفي كورونا المستجد على سبيل المثال، يحمل هذا الجزيء معلومات وراثية خاصة بنسخ الفيروس لنفسه داخل الخلايا الحية.
وبحسب الدراسة، فإن نسب التشابه بين الحمض النووي الريبوزي المرصود في كل تلك العينات، والحمض النووي الخاص بالفيروس كورونا المستجد هي 85 – 92%.
دليل إضافي
أما الدراسة الخاصة بالجمعية الكيميائية الأميركية، والتي صدرت في دورية "جورنال أوف بروتيوم ريسيرش"، فتشير إلى أن نسبة تشابه العينات المأخوذة من آكل النمل الحرشفي مع فيروس كورونا المستجد تصل إلى 91%.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم الباحثون مجموعات من بيانات أكبر وأساليب وقواعد بيانات أحدث وأكثر دقة لتحليل جينوم كورونا المستجد وتوصلوا إلى أن الادعاءات السابقة بالعلاقة المباشرة بين آكل النمل الحرشفي والثعابين أو فيروس نقص المناعة المكتسبة غير دقيقة.
وترجح نتائج الدراستين أن آكل النمل الحرشفي هو العائل الوسيط الذي نقل الفيروس من عالم الحيوان إلى عالم البشر، لكن على الرغم من ذلك يمكن أن تكون هناك عوائل أخرى وسيطة إلى جانب آكل النمل الحرشفي.
وعلى الرغم من أنه قارب على الانقراض، وهناك قوانين تمنع استخدامه سواء في الأكل أو الطب البديل أو لأغراض صناعة الملابس، فإن آكل النمل الحرشفي ما زال يباع بشكل غير شرعي في أسواق الصين، وعدة دول أخرى.
ويرى الباحثون في هذا النطاق أن أفضل الحلول للوقاية من قفزات فيروسية شبيهة هو العمل على تنظيم أسواق بيع الحيوانات (للأكل أو التربية) على المستوى العالمي، وخاصة في الصين.