البث المباشر

تفسير موجز للآيات 121 الى 126 من سورة طه

السبت 7 مارس 2020 - 17:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 559

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، السلام عليكم مستمعينا الكرام وأهلا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج (نهج الحياة) وفيها نقدم تفسيراً موجزاً لآيات ست أخرى من سورة طه المباركة ونبدأ بالإصغاء إلى الآيتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين من بعد المئة من هذه السورة:

فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾

ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾

ذكرت الآيات السابقة لهاتين الآيتين أن الله تعالى بعد أن خلق آدم وحواء، أسكنهما الجنة وحذرهما من غواية الشيطان الذي هو لهما عدو مبين، لكن إبليس وسوس لآدم وزوجه وأكلا من الشجرة التي نهيا عنها.

وجاءت الآثار السيئة لهذا العمل، حيث زال لباس الجنة عن آدم وحواء وبديا عاريين، ولكي يواريا سوءا تيهما غطياهما بورق من أوراق الشجر.

كان الشيطان قد وعد آدم وحواء عالي الدرجات إن أكلا من تلك الشجرة، بيد أن وعد الشيطان سراب لم يتحقق، وهكذا عصى آدم وزوجه ربهما وفقدا المنزلة التي كانا فيها.

إن رحمة الله واسعة وفضله كبير، إنه تعالى قبل من آدم توبته لا بل واختاره كذلك نبياً.

والمستفاد من هذا النص:

  •   إن التعري الذي نراه اليوم رائجاً في المجتمعات سببه اتباع الشيطان ونزواته.
  •  إن عصيان أوامر الله يحرم الإنسان من السعادة ويسير به نحو التيه والضلال.
  •  ليس هناك طريق مسدود في العلاقة بين الخالق والعباد، فباب التوبة مفتوح وربنا جل شأنه رؤوف رحيم.

ويقول تعالى في الآيتين الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين بعد المئة من سورة طه:

قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿١٢٣﴾

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾

من بعد الذي حدث، أخرج الله آدم وحواء وإبليس من الجنة وهبطوا إلأرض وسادت بينهم العداوة والبغضاء، إن القرآن الكريم يشير إلى السنة الإلهية في هداية البشرية، إنه يخاطب الإنسان ويدعوه إلى إتباع سبيل الأنبياء عليهم السلام، إذ فيه السعادة والنجاة على أن من ينسى الله، ينساه الله في الدنيا والآخرة وتواجهه الصعاب والأزمات.

نعم، الضيق في مثل هذه الحالة يكتنف الإنسان في الدنيا والآخرة، فإن كان في الدنيا أعمى البصيرة فهو في الآخرة أشد عمى وأضل سبيلاً.

وليس المراد من الضيق في الدنيا الفقر والعوز، بل الضيق المعنوي، ألا ترى كثيراً من الأثرياء تحوطهم الأموال من كل جانب لكن الطمع يغلي في نفوسهم وعدم الإستقرار والإضطراب يستولي على حياتهم.

إن من يجعل الدنيا آخر ما يبغي وأول همه لا يصل في الحقيقة إلى شيء، إنه يلهث وراء الدنيا من دون أن يطالها وإن طالها لم ينل منها كل رغباته.

والدروس المأخوذة من هذا النص الشريف:

  •  إن سعادة البشر في اتباعهم شرائع الأنبياء عليهم السلام.
  •  إن الحيرة والحسرة والإضطراب هي بسبب الإبتعاد عن سبيل الله تعالى.
  •  إن من لا يرى حقائق المعنويات في الدنيا هو الذي يحشر في القيامة أعمى.

ويقول تعالى جل جلاله في الآيتين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين بعد المئة من سورة طه:

قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾

قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾

إن الإبتعاد عن حبل الله المتين، أي الكتب السماوية والرسل الكرام، يجعل الإنسان يحشر يوم الجزاء أعمى، إن الله يقول له (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى).

إن سوء العاقبة هذه ليست للكفار، بل للمسلمين الذين ينبذون القرآن وراء ظهورهم ويتركون فريضة الصلاة.

والذي نستقيه من هذا النص:

  •   إن الجزاء الإلهي يقوم على أساس العدل وهو يتناسب عمل الإنسان.
  • حتى عمى الباصرة مهم للإنسان في الآخرة لأنه يحرمه من مشاهدة ملذات تلك الحياة الأبدية.

غفر الله لنا ولكم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة