بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اهل بيته الطاهرين.
السلام عليكم حضرات المستمعين واهلا بكم في هذه الحلقة من نهج الحياة لازلنا واياكم في رحاب سورة طه المباركة وفي هذه الحلقة نقدم لكم تفسيرا لآيات اخرى منها نبدأ بالاستماع الى تلاوة الايتين العاشرة والحادية عشرة بعد المئه من هذه السورة حيث يقول تعالى:
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴿١١١﴾
إن الله جل جلاله عليم خبير بنيات او نوايا الناس يعلم ما فعلوا وما عملوا في الحياة الدنيا سواء كانوا من اهل الايمان أم من اهل الكفر وفي يوم الجزاء يفد الناس على الرب الجليل خاضعين لعظمته مسلمين لامره.
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
ومن الطبيعي إن الياس يدخل في ذلك اليوم العصيب قلوب الذين ظلموا انفسهم وظلموا الاخرين وتعدوا الرسل والانبياء والديانات الحقه.
فهذا هو قوله تعالى: (وماظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون صدق الله العلي العظيم.)
ومن هذاالكلام نقول ان ما يفيده ايانا هذا النص هو:
- ان اعمال الانسان في الدنيا تشكل صورته التي تشخص هويته لكن في الاخرة وبذلك يتمايزاهل الجنة عن اهل النار
وهذا قوله تعالى:
[يعرف المجرمون بسيمائهم صدق الله العلي العظيم]
- ان طريق التوبه والانابه الى الحق امام الظالم مفتوح في الدنيا‘لكن في الاخرة لاتوبة ولا إنابة.
نعم قد تكون الشفاعة نبيلا الغفران بعض الذنوب ضمن الشروط المذكوره في القران الكريم.
ويقول ربنا جلت اسماؤه في الاية الثانية عشرة بعد المئة من سورة طه المباركة.
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴿١١٢﴾
ان المؤمنين في يوم الحساب لا خوف عليهم ولاهم يحزنون فمن امن وعمل صالحا فله اجر عظيم ومأواه الجنة وفي اطار الشفاعة الدينية فان الايمان والعمل الصالح يرافق احدهما الاخر دوما .فهما لا يفترقان وهما كجذور شجرة وثمارها.
نعم.. ان الايمان من دون عمل مثل الشجرة التي لاتعطي ثمارا والعمل من دون ايمان كشجرة بلاجذور.
اجل.. وجود العقيده هو الدافع للعمل الصالح واذاماقام انسان غير مؤمن بعمل صالح فهذا انما ينبع من فطرتها السليمة اودعها الله النفس البشرية.
الفطرة السليمة هي المحفزعلى صالح الاعمال في حال غياب الايمان عن القلب .
صالح الاعمال فيه الخير للانسان غير المؤمن في الدنيا.بيد انه هل في مستطاع من ينكر القيامة ان يطلب الاجر فيها؟
وهل لاحد ان يتوقع الاجر من الله ولم يعمل لله بل عمل لغيره تعالى؟
على ان رحمة الله واسعةوهو بلطفه وكرمه لايترك عمل من عمل صالحا بدافع الفطرة من دون اجر ومايفيضه الله من رحمة على عباد غير مؤمنين هو بمنه ولطفه لان غير المؤمن ليس له حق عند الله فهو لم يعتقد به ولا بيوم الجزاء والمستفاد من هذا النص هو:
- ان من يعمل عملا صالحا له اجره عندالله قل عمله اوكثر.
- ان شرط قبول العمل الصالح النية الخالصة النابعة من الايمان
ويقول تعالى في الاية الثالثة عشرة بعد المئة من سورة طه:
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴿١١٣﴾
ان هذه الاية تشير الى نزول القران باللغة العربية وتبين ان في اياته المباركات المواعظ للناس.
عسى ان ياخذ الناس الدروس والعبر من اعم الماضين الذين تحدث عنهم الذكر الحكيم.
وقد بعث الله الرسل والانبياء للناس مبشيرين ومنذرين كي يهتدي الناس الى السبيل ولايقعون في مهادي الضلال والانحراف.
والذي يفيده هذاالنص القراني الكريم:
- ان القران هو كتاب تربية ولابد ان تكون فيه التحذ يرات من الوقوع في الزلات ومخاطر ارتكاب الاخطاء.
- ان الانسان على الدوام في حاجة الى التحذير والانذار اذ في هذا اتمام الحجة عليه او تذ كيره عله ياخذ الدروس والعبر.
ويقول ربنا تعالى في الاية الرابعة عشرة بعد المئة من سورة طه:
فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴿١١٤﴾
في هذه الاية اشارة الى ان الله تعالى هو المهيمن بقدرته على هذا الكون وانه المهيمن يوم القيامه ان الله تعالى هو مالك كل شئ.
في هذا الكون وانه جل جلاله يتعامل مع جميع عباده با لحكمة والعدل.
وفي هذا النص كذلك حديث حول كيفية نزول الوحي على صدر الرسول الاكرم (ص)
والثابت ان القران الكريم نزل على سيدنا محمد(ص) مرتين مرة بشكل كامل وهو قوله تعالى [ان انزلناه في ليلة القدر ]
وجاء النزول الثاني منجما كما هو مصطلح عليه وهو النزول التدريجي فجبرائيل عليه السلام كان ينزل بايات القران على النبي الخاتم منذ بداية بعثته الشريفة وحتى قبل وفاته (ص) واستمر هذا الامر ثلاثة وعشرين
عاما‘حيث نزل الوحي في مكة المكرمة والمدينة المنورة ولاريب ان تعجل رسول الله (ص) في تلاوة ايات الوحي المبين هو عشقه لهذا المنهل الرباني الفياض لكن من الناس من يتعجل الامور بدافع اظهار الفضل او بدافع الغرور.
والان الى ما يفيده هذا النص من دروس فهي:
- لابد للانسان ان يكون تواقا الى كل ماهو جديد ومفيد في الفكروالعقيدة.
- ليس للعلم نهاية فهو النمير الذى لاينضب‘لكن على الانسان ان يدعو على الدوام قائلا [ربي زدني علما]
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح وابعد عنا الجهل والعمل الطالح وتفضل علينا بفيض رحمتك يا ارحم الراحمين.
اخوة الايمان هكذا انتهت هذه الحلقة من نهج الحياة ولنا عودة الى رحاب القران الكريم .طبتم وطابت اوقاتكم ‘ والسلام عليكم