البث المباشر

تفسير موجز للآيات 85 الى 89 من سورة الحجر

السبت 29 فبراير 2020 - 13:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 436

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم أعزائي المستمعين ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم الى هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 85و86 من سورة الحجر، فلننصت اليها خاشعين:

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴿٨٥﴾ 

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿٨٦﴾

بينت الآيات السابقة من هذه السورة ما آل اليه مصير أقوام كقوم لوط وقوم شعيب وقوم ثمود نتيجة لذنوبهم وإصرارهم عليها، وابتداءاً من هذه الآية يتوجه سبحانه وتعالى بالخطاب الى النبي (ص) والمسلمين لكي يتعظوا ويعتبروا لما أصاب الأقوام التي سبقتهم فلا يعاندوا ولا يكابروا ويؤمنوا بالتعاليم السماوية ويتعلموا كيف يواجهون المعاندين والكافرين، وتشير هذه الآيات الى أن الخلق الحق والمعاد حق وإن الله جل وعلا هو الذي خلق الكون وهو القادر العليم ويطلب من المؤمنين أن يستقيموا في مواجهة أذى المعاندين والمخالفين ويعرضوا عنهم.

من هذه الآيات نستنتج:

  • إن لخلق الكون هدف وأنه سينتهي يوماً الى يوم القيامة والعالم الآخر.
  • إن أساس كثير من الأخلاق الإسلامية الإيمان بالمبدأ والمعاد.

 

والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت وإياكم الى تلاوة الآية 87 من سورة الحجر:

وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴿٨٧﴾

بيّن عزوجل في الآية السابقة خلق السموات والأرض وعظمة تكوينهما، وهذه الآية تشير الى عظمة التشريع، أي القرآن الكريم، والمراد من (سبعاً من المثاني)، هي سورة الحمد وهي من سبع آيات وقد نزلت مرتين وتقرأ في كل صلاة مرتين. وتتكون آياتها من قسمين، القسم الأول يتحدث عن صفات الله والقسم الثاني دعاء عباد الله، وأهم ما ينبغي أن يطلبونه منه عزوجل.

ويدل ذكر (القرآن العظيم) بعد ذكر سورة الحمد، مع أن هذه السورة هي جزء من القرآن الكريم، دليل على عظمة وأهمية هذه السورة، فأحياناً يذكر جزء من الكل بشكل منفصل تعظيماً لأهميته.

من هذه السورة نستنتج:

  • إن التشريع هو من حق الخالق، فالله الذي خلق السموات والأرض له الحق بوضع القوانين للبشر وكيفية الإستفادة من نعمه.
  • إن الله الذي خلق السموات السبع، قد أنزل الآيات المثاني السبع لهداية البشر وتعليمهم كيف يدعون الله وماذا يطلبون منه.

 

والآن أيها الأكارم، لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 88و89 من سورة الحجر:

لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾

 وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ﴿٨٩﴾

هاتان الآيتان توجهان الخطاب الى النبي الأكرم (ص) وتحذّرانه من التطلع الى النعم المادية التي ينعم بها الكافرون ومن الحزن والأسف عليها، وطبعاً هذا النهي لا يعني أن النبي الأكرم (ص) قد عانى من هذه الحالة، بل تبين طريقة التربية الإلهية كي تكون عبرة للمؤمنين، وبالإضافة الى ذلك فإن على المؤمنين أن يعلموا أنه لا يحق لهم ولا حتى لأنبياء الله الذين اصطفاهم الله على خلقه، لا يحق لهم أن يتجاوزوا الإطار الذي رسم الله حدوده لهم ولا يتعدوا حدودهم.

من الواضح أن النبي الأكرم (ص) لم تكن له أية رغبة في المتاع الدنيوي الذي متع الله به الكافرين وإن هذا النهي هو إنذار من الله لكي يرتدع الآخرون من ذلك، فهو من باب خطاب (إياك أعني فاسمعي يا جارة)، وكما أن على المؤمن أن ينأى عن دنيا الكافرين ويعرض عنهم، فإن الله عزوجل يأمره أن يعير إهتمامه بالمؤمنين وخاصة المحرومين من الثروات والأموال، ويجب أن لا يدعوه فقر هؤلاء الأفراد الى إهمالهم وعدم الإلتفات إليهم.

من هذه الآيات نستنتج:

  • إن الغفلة عن النعم المعنوية العظيمة والتطلع الى النعم المادية للكافرين من الأخطار التي تهدد المؤمنين.
  • إن اللين والتعاطف في التعامل مع الناس من صفات القادة الإلهيين (الأنبياء والأئمة عليهم السلام) وإن على أتباعهم أن يقتدوا بهم.

 

أعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، عل أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة