البث المباشر

تفسير موجز للآيات 65 الى 73 من سورة الحجر

السبت 29 فبراير 2020 - 13:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 434

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي نتابع بها الإستضاءة بآيات سورة الحجر المباركة وقد انتهينا الى الآيتين 65و66 منها، فلننصت اليهما خاشعين:

فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴿٦٥﴾

 وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَـٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ﴿٦٦﴾

ذكرت الآيات السابقة أن الملائكة قد قصدوا لوطا عليه السلام وأخبروه أن الله سيهلك قومه، وهنا تبين الملائكة كيفية وزمان خروج أهل لوط عليه السلام من المدينة، وقد أخبرته بحتمية إنزال العذاب على القوم المجرمين.

أجل، إن الذين يسخرون ويستهزؤون بالعذاب الإلهي ويقولون لأنبيائهم (فأتنا بالعذاب إن كنت من الصادقين)، هؤلاء يستحقون أن ينزل عليهم العذاب ويحل عليهم غضب الله.

من هذه الآيات نستنتج:

  • عندما ينزل العذاب الإلهي لا يشمل الجميع، بل يحل على المجرمين فقط، والمؤمنون ينجيهم ربهم منه.
  • عندما يعم الفساد جميع أفراد المجتمع، علينا أن ننتظر نزول البلاء.

 

والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيات 67 الى 69 من سورة الحجر:

وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٦٧﴾

 قَالَ إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ﴿٦٨﴾

 وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ ﴿٦٩﴾ 

عندما دخل الملائكة بيت لوط، أعلمت إمرأته قومها بدخول ضيوف على زوجها، فأسرعوا الى داره وأحاطوا بها لتحقيق غايتهم الخبيثة، فخرج لهم لوط يريد أن يثنيهم عن عزمهم فأخبرهم أن هؤلاء الشباب ضيوفه فلا تقولون أو تفعلون ما يخزيني ويخجلني أمامهم.

من هذه الآيات نستنتج:

  • إن المجتمع الفاسد يشجع بعضه بعضاً على ارتكاب الذنوب والمعاصي ويبشرون بعضهم بعضاً بإقدامهم على الذنوب.
  • إن للضيوف حرمة خاصة وإن من واجب صاحب الدار أن يرعى حرمتهم ويحفظ حقوقهم.

 

والآن أيها الأكارم لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 70و71 من سورة الحجر:

قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٧٠﴾

قَالَ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٧١﴾

جواباً على كلام لوط الذي نهى قومه الفاسقين عن التعرض لضيوفه، فأجابوه بكل صلافة مدعين أنه لم يكن مسموح له أن يدعو أحداً لبيته وطالبوه أن يخرجهم من بيته ويسلمهم لهم. ولأن النبي لوط (ع) كان يعلم بنيتهم السوء فقد عرض عليهم الزواج الشرعي من بناته وحاول أن يثنيهم عن أن يقصدوا ضيوفه داعياً إياهم لتجنب ارتكاب الذنوب والمعاصي وأن ويلبّوا احتياجاتهم الجنسية بالزواج، تلك السنة التي سنها الله لهم وأن يتجنبوا الميل للجنس المماثل وعمل السوء والفحشاء والإصرار عليه، ولكن يبدو أنه لم يكن لهم جواب إلّا الإصرار والتأكيد على طلبهم بأن يخرج إليهم ضيوفه.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • إن فسد المجتمع، يرى المجرمون والمذنبون أنهم أصحاب حق ويطالبون الأبرار والصالحين بالخضوع لإرادتهم وتنفيذ رغباتهم.
  • لمنع الأفراد من الإتجاه الى المعاصي علينا أن نعرض عليهم البدائل الحلال والصحيحة ثم منعهم من الطرق الخاطئة، لأن الأديان الإلهية لا تقمع الغرائز البشرية، بل تهديه لتلبيتها بالطرق الصحيحة.

 

والآن أيها الكرام لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 72و73 من سورة الحجر:

لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿٧٢﴾

 فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾

مع أن لوط (ع) قد أرشدهم الى الطريق الصواب، ولكن المجرمين كانوا لاهثين وراء ارتكاب المعاصي وقد أسكرتهم لذة الذنوب، فهم لم يكونوا يرون الحق ولم يطلبوا معرفته. في هذه الظروف أنزل الله عزوجل عذابه على قوم لوط بصيحة من السماء عظيمة جعلت الأرض تهتز تحت أرجلهم فأهلكهم وجعلهم عبرة للأجيال اللاحقة، ولكل من يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً.

من هذه الآيات نستنتج:

  • الذنب يسكر العاصي ويشوّش عقله، فلا يرى قبح الإنحراف والضلال ويمضي في طريقه.
  • إن العذاب الإلهي لايقتصر على يوم القيامة، وإنه يعاقب المجرمين في هذه الدنيا أيضاً.

 

الى هنا أعزائي المستمعين نأتي وإياكم الى ختام حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة، على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة