البث المباشر

تفسير موجز للآيات 54 الى 64 من سورة الحجر

السبت 29 فبراير 2020 - 13:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 433

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين؛ أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم الى حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآيات 54 الى 56 من سورة الحجر فلننصت إليها خاشعين:

قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿٥٤﴾

 قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ﴿٥٥﴾ 

قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴿٥٦﴾

علمنا من الآيات السابقة أن الملائكة قد دخلوا على نبي الله ابراهيم (ع)، و لما لم يعرفهم خاف منهم وداخله الرعب، فكشفوا عن حقيقتهم وبشروه بولادة ابن له، في هذه الآيات نقرأ جواب ابراهيم لهم ومضمونه هو أن البشارة بولادة إبن وهو في هذا السن لأمر عجيب، فأكدوا له أن هذه البشارة حقة وإنها واقعة لا محالة فالله على كل شيء قدير.

من هذه الآيات نستنتج:

  • يجب أن لا نظن أن يد الله مغلولة والعياذ بالله، وأن هناك أموراً لايقدر الله على تحقيقها، مع أنه من الطبيعي أن يعجب الإنسان من المعجزات حتى إن كان نبياً، وهذا لا يتنافى مع الإعتقاد بالتوحيد والإيمان بالله.
  • إن الله يربي أنبياءه بأمره الكريم (لا تكن من القانطين) وهذا الأمر لا ينافي العصمة الإلهية.

 

والآن أيها الأعزاء ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 57و58 من سورة الحجر:

قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٥٧﴾

 قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴿٥٨﴾

من سياق كلام النبي ابراهيم (ع) والملائكة، يتبين لنا أن الهدف الأساسي من نزول الملائكة ليست بشرى ابراهيم وإنما قد أمروا ليهلكوا قوم لوط، والنبي لوط (ع) من الأنبياء المبلغين بشريعة ابراهيم (ع)، لذلك فقد قصد الملائكة ابراهيم أولاً وأخبروه كي يتطلع على الأحداث التي ستجري، ولكي تراعى مقامات الأنبياء.

من هذه الآيات نستنتج:

  • الملائكة يقومون بتسيير نظام الكون وإجراء وتنفيذ الأمور الإلهية، وإنهم يدعون للمؤمنين ويستغفرون لهم ويتولون بإنزال العذاب الإلهي.
  • إن شاعت المعاصي بين الناس، فإن نزول العذاب نتيجة حتمية.

 

أيها الأخوة والأخوات والآن لننصت خاشعين الى تلاوة للآيتين 59و60 من سورة الحجر:

إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٩﴾

 إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٦٠﴾

استثنى الله عزوجل من الهلاك أسرة لوط (ع) وأخبرهم الملائكة بالعذاب ليغادروا المدينة، وإن زوجة لوط التي كانت عدواً له وعيناً لأعداءه عليه ترصد أخباره وتطلع المجرمين عليها سيصيبها العذاب ويجب أن يكون خروج آل لوط بغير علمها كي تبقى في المدينة وتهلك مع الهالكين.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • إن أتباع الأنبياء والمؤمنين الصادقين آمنون من العذاب الدنيوي وإن الله يهيء لهم سبيل النجاة.
  • إن الدين يقوم على أساس الإلتزام وليس على أساس القرابة، وإن العلاقات والروابط الدينية أهم من الروابط العائلية، لذا قد أصاب زوجة لوط ما أصاب قومها من العذاب.

 

والآن أيها الأكارم لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيات 61 الى 64 من سورة الحجر:

  فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ﴿٦١﴾

 قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴿٦٢﴾

 قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٦٣﴾

 وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٦٤﴾

كما ذكرنا فإن الملائكة الذين أمروا بإنزال العذاب على قوم لوط قد قصدوا ابراهيم (ع) أولاً إحتراماً له لكونه الأعلى شأناً فهو من أولي العزم وصاحب الشريعة التي أمر لوط أن يبلغها قومه، وبعد أن تركوا ابراهيم (ع) توجهوا الى لوط فأنكرهم ولم يعرفهم كما أنكرهم إبراهيم (ع)، ولأنهم قصدوا لوطاً بهيئة شباب وسيمين فقد خاف أن يتعرض لهم قومه، ولكنهم كشفوا له حقيقتهم وأخبروه أنهم قد جاءوا بالعذاب الذي ينكره قومه، وكان وعداً إلهياً غير مكذوب.

من هذه الآيات نستنتج:

  • ينبغي الحذر من الإستهزاء بالإنذار الإلهي وعدم الشك في وقوعها كي لا تحل علينا.
  • إن العذاب الإلهي ينزل بالحق والعدل على المجرمين.

 

الى هنا أعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على أمل أن نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة