البث المباشر

تفسيرموجز للآيات 32 الى 38 من سورة الحجر

السبت 29 فبراير 2020 - 12:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 430

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين، حبيب إله العالمين سيدنا ومولانا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 32و33 من سورة الحجر، فلننصت إليها خاشعين:

قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾

 قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾

تحدثنا في الحلقة السابقة من خلق الله لآدم (ع) وأمره الملائكة بالسجود وعصيان ابليس لأمر الله وعدم سجوده لآدم، عرض ابليس دليل جحوده بقوله إنه أفضل من البشر الذي خلق من طين وفي معرض استخفافه بآدم (ع)، قال ابليس أنا لاأسجد لبشر خلقته من تراب ولا أحني رأسي له، ونسي الشيطان أن الله هو من أمره بالسجود لآدم، ولم يأمره آدم بالسجود له؛ وربما لو كان الأمر كذلك وإن كان آدم هو الذي طلب من السجود له لكان يحق للشيطان أن يمتنع ويقول له أنا خلقت قبلك ولي الأفضلية عليك، أما وقد أمره الله عزوجل، فحتى لو كان قد طلب منه السجود لحجر لكان قد وجبت عليه الطاعة والإمتثال لأمر الله.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • إن العناد والتكبر خطير الى درجة أنه قد يروي بمن كان في الملكوت الأعلى وبين الملائكة، ويسقطه في المعصية والتصدي لإرادة الله عزوجل.
  • إن العنصرية هي نزعة شيطانية، فجميع الناس سواسية أمام الله إلّا من فضل الله.

 

والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 34و35 من سورة الحجر:

 قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾

 وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾

بعد أن نطق إبليس بالعصيان وأقر بتمرده وتعذر بإعذار واهية لا تبرر تخلفه عن ركب الملائكة في طاعة أوامر الله، أخرجه الله من المنزلة التي كان قد حظي بها وأخرجه من الجنة وكتب عليه الإقصاء عن رحمته الى يوم الوقت المعلوم؛ وجاء في الروايات أن ابليس كان من الجن ولكن لكثرة عبادته فقد ارتقى الى رتبة الملائكة، لذا فإنه عندما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، كان إبليس في جملة الملائكة فشمله الخطاب، وبعد معصيته أخرج من منزلته وحلت عليه لعنة الله الى يوم القيامة.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • إن التكبر لا يجلب الإحترام والإجلال لصاحبه، بل يؤدي الى احتقاره وإذلاله، فالشيطان قد تكبر فاحتقره الله.
  • أحياناً يؤدي عصيان أمر واحد الى إحباط طاعات العمر كله، بالضبط كتناول ملعقة من السم بعد مراعاة الشؤون الصحية طوال العمر.

 

والآن أيها الأفاضل سننصت وإياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيات 36 الى 38 من سورة الحجر:

 قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾

 قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾

 إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾

عندما أدرك الشيطان أن الله لعنه وأقصاه عن رحمته الى يوم القيامة طلب من الله أن يمهله الى يوم القيامة، وبما أن إمهال المجرمين إحدى سنن الله جل وعلا، والى الأمد الذي يرتأيه فقد أمهل الله الشيطان، لكن ليس الى يوم القيامة بل الى زمن معين عند الله.

اللافت للنظر أن الشيطان بدلاً من الإعتذار عمّا بدر منه و التوبة من ذنبه، طلب الإمهال من الله مقراً له بالربوبية (ربّ فأنظرني)، وطلب منه أن يمهله ولم يفصح عن هدفه، ولكن هذا لا يعني أن الله السميع العليم لم يكن يعلم نيته وهدف الشيطان من ذلك، ومع ذلك فقد استجاب لطلبه وأمهله.

من هذه الآيات نستنتج:

  • عندما يستجيب الله لطلب الشيطان أعدا أعداءه ويمهله، فهذا يستدعي منا نحن البشر أن لا نيأس من رحمة الله.
  • هدف الشيطان إضلال الإنسان، إذن علينا الحذر والتمسك بالتقوى والزهد والإبتعاد عن وساوس الشيطان الرجيم.

 

الى هنا أعزائي المستمعين نأتي وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة