بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 197و198 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
والذين تدعون ...... لا يبصرون
هاتان الآيتان متممتان للآيات السابقة لهما وما ورد فيها من صفات آلهة المشركين حيث توضح ان اي معبود غير الله، سواء كان صنماً او بشراً جميعهم لاقدرة لهم على حفظ الذين يعبدونهم من الحوادث، بل إنهم دائماً في معرض المخاطر والحوادث ولا يستطيعيون دفعها عن انفسهم، فلماذا يعبدها المشركون وينسون الله؟
وتخاطب الآية 198 الرسول الاكرم (ص) بشأن إنذار الضالين وان كلامه (ص) لا يبلغ أسماعهم وانهم كمعبوداتهم من الاصنام والاوثان لهم آذان لا يسمعون بها ولهم اعين لا يبصرون بها.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- المعبود يجب ان يحظى بقدرة حفظ ونصر العابدين له، ولكن المعبودين غير الله لا يستطيعون حفظ انفسهم.
- ليس المهم امتلاك آذان واعين، فكم من الناس سامعين ومبصرين ولكنهم للحق منكرين.
والآن لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 199 من سورة الاعراف:
خذ العفو..... الجاهلين
هذه الآية تعرف المؤمنين بكيفية التامل مع الآخرين من اصحاب واعداء فتأمرهم بالعفو عن المسيئين منهم وان لا يفكروا بالانتقام منهم، ودعوة الآخرين الى الاحسان والعفو عن الجاهلين طبعاً هذا النوع من التعامل لا يتعدى الامور الشخصية- الفردية اما في الامور والقضايا الاجتماعية وما يتعلق بحقوق الناس فلا يمكن العفو عنهم، بل يجب التصدي لاعداء النظام الاسلامي والتعامل معهم بكل قوة كي لا تسوّل لهم انفسهم التعدي على اموال وعرض الناس.
من هذه الآية نستنتج:
- لا يكفي ان تكون طيباً، بل عليك نشر الاخلاق الحسنة وان توصي الآخرين بالتمسك بها.
- الجاهل ليس من لا يعرف القراءة والكتابة، بل الذي لا يحسن التعرف.
والآن اعزائي لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 200 من سورة الاعراف:
وإما ينزغنك ..... عليم
من الآيات السابقة يتضح لنا ان الشيطان يسعى دائماً لتأجيج نار الغضب والقضاء على حالة الحلم والعفو بين الناس وإشعال نار الحقد والبغضاء لذا يأمرنا الله عزوجل ان لا نتأثر بوساوس الشيطان الرجيم وان نكظم غيضنا ونتوكل على الله عزوجل ونعوذ به من شر الشيطان الرجيم، من هذه الآية نستنتج:
والآن لننصت خاشعين لتلاوة الآيتين 201 و202 من سورة الاعراف:
إن الذين ..... لا يقصرون
توضح هذه الآية ان وساوس الشيطاطين محيطة بالمؤمنين باستمرار ويتربصون بهم ويتحينون الفرص للنفوذ الى قلوبهم ونفوسهم، ولكن ما إن يذكر المتقون الله ويعلمون أن الله يسمع ما يقولون ويرى ما يفعلون حتى يهجرون الذنوب والمعاصي. اما غير المتقين والذين لا يخشون الله فالشيطان سيكون لهم بمثابة أخ مخادع وجليس سوء وبئس القرين فهو يسوقهم نحو الشر وارتكاب المعاصي ولا تفتر همته.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- ان شياطين الانس والجن تطوف بالناس وتحاول إضلالهم، فعلينا الحذر منهم.
- ان الاستمرار على ذكر الله باللسان وحضور القلب يبعد الانسان عن هذه الوساوس.
- اذا لم يتق الإنسان الله فسيكون له الشيطان اخاً ولكنه اخ مضل، يضله عن سواء السبيل.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، فحتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.