بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم الى هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 184 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
أو لم يتفكروا ...... مبين
ذكرنا في الحلقة السابقة ان الناس انقسموا الى فئتين ازاء دعوة الانبياء لهم بالايمان بالله فئة آمنت وفئة كذبت وأعرضت.
وكذا الحال مع نبينا محمد (ص) حيث ادعى اللذين كذبوه ان الجن اثرت عليه وانه قد أحيب بالجنون كما اتهم الانبياء الذين سبقوه بذلك. وتتساءل هذه الآية الكريمة. ألم يفكروا انه لم يصب بالجنون خلال الاربعين عاماً الماضية من حياته؟ وأنه كان يجالسهم ويصاحبهم؟ فهل رأوا منه غير الصدق والامانة والطهر والحسنى؟ الم يروا انه لم يكلمهم بشيء سوى تحذيرهم من عواقب الاعمال السيئة؟ فلم يقولون عنه الآن انه مصاب بالجنون
العجيب ان تهمة الإصابة بالجنون قد الصقت بجميع الانبياء على مدى التاريخ ولم تقتصر على نبي الاسلام (ص)، فيبدون ان الكافرين يرون ان من يتحكم بهوى نفسه ويفكر في عواقب الامور يرونه مجنونا.
من هذه الآية نستنتج:
- ان جدال الكافرين ليس منطقياً، بل يعتمدون التهمة والتعدي، لانه لا دليل لهم على نفي الحقائق الدينية، لذا يلجأون الى الاساليب غير المنطقية.
- التحذير من عواقب الامور يجب ان يكون عليناً وصريحاً وليس خفياً.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 185 من سورة الاعراف:
أو لم ينظروا ........... يؤمنون
بعد ان الآية السابقة المشركين الى التأمل في اقوال وتصرفات النبي (ص)، تدعوهم هذه الآية الى التفكر في السموات والارض وبقية مخلوقات الله وتسألهم هل رأيتم سلطاناً وملكاً اوسع واعظم من هذا؟ وهل لها خالق غير الله عزوجل؟ وتخاطب الذين يركنون الى الدنيا ويسعون لارضاء اهوائهم وشهواتهم، بما معناه: لعله قد اقتربت ساعة موتكم، ورحيلكم من الدنيا فلم لا تؤمنون بالحق وتذعنون له؟
لم تتمسكون بالباطل وتعرضون عن الحق الذي جاء به النبي من ربه.
من هذه الآية نتعلم:
- يجب ان ننظر الى الكون بعمق وتأمل، ولا ننظر نظرة سطحية، الطبيعة انعكاس لخالقها فعلينا ادراكها جيداً للاحاطة بعظمة الخالق.
- التغافل عن الموت، هو سبب الكثير من الانحرافات الفكرية والعملية، بينما ذكر الموت يروض روح الانسان على تقبل الحق والابتعاء عن العناد والتعصب.
والآن أيها الاكارم لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 186 من سورة الاعراف:
من يضلل............ يعمهون
توضح هذه الآية مصير الكافرين، حيث يؤدي بهم عنادهم وتعصبهم ان يهملهم الله عزوجل ويحرمهم رحمته فلا يهتدون، فمن الطبيعي ان النأي عن الصراط المستقيم يؤدي بالانسان الى الضلال ومن علامات ذلك تخبط الانسان الضال وسيره في طرق مغلقه وعند عدم وصوله الى ما يبغي يختار سبيلاً آخر وهكذا تضل به السبل ولا يحقق اهدافه.
من هذه الآية نستنتج:
- ان سوء معاملة الانبياء وعدم الايمان بالكتب التعاليم الالهية تستوجب غضب الله وترك من يفعل ذلك واهماله فيضل عن سواء السبيل.
- الانسان يقف دائماً على حافة هاوية وهو بحاجة الى العناية الالهية لتحفظه من السقوط، واما الكافرون فيتركهم ويهملهم الله عزوجل ولا يكترث لامرهم فيهوون في المهالك.
والآن ايها الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 187 من سورة الاعراف:
يسئلونك........ لا يعلمون
احد الاسئلة التي طالما طرحها الكافرون على الانبياء ليعجزوهم هو سؤالهم عن زمن وقوع يوم القيامة، بينما ان المهم هو التصديق بيوم القيامة ووقوعه وليس زمانه، كما ان المهم في موضوع خلق الكون هو: من الذي خلقه؟ وليس متى خلق. هذا بالاضافة الى ان اي جواب يقدمه لهم النبي (مثلاَ بعد الف عام او عشرة آلاف عام) لا يستطيعون تكذيبه واثبات العكس.
هذه الآية تؤكد مسألتين:
- ان القيامة تقع فجأة ولا يستطيع البشر التكهن بزمن وقوعها ولهذا فلا يمكنهم تلافي عواقبها
- إن علم بداية الكون ونهايته عند الله ولم يطلع على ذلك احداً حتى انبياءه.
من هذه الآية نستنتج:
- علينا ان نكون مستعدين دائماً للمثول بين يدي الله عزوجل، حيث اننا لا نعلم متى يقع يوم القيامة.
- ان كنا لا نعرف امراً، فلنقل بكل صراحة لا اعرف، فالنبي (ص) كان يقول لما لا يعلم بكل صراحة (لا أعلم).
اعزائي المستمعين وبهذا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.